اليوم وبعد ما نشاهده من ثورة مضادة أقول بأن ثورة 17 فبراير قد تعثرت إلا أنني
لا أحكم عليها بالفشل فهي قد تنهض من عثارها من جديد , حيث أنني في ظل هذه الحكومة لم أر سبباً يشجع على التفاؤل وأسجل قبل أن أكمل أن الثورة ليست كماً واحداً, فهي تختلف من مدينة إلى أخرى, فقد تعطى لمنطقة علامة نجاح بسيطة حتى الآن إلا أنه يوجد ألف سبب للقلق على مدينة أخرى , فلا يمكن الحكم بنجاح أو فشل الثورة في هذه المرحلة لأنها ليست لعبة حظ بل هي جدل وصراع لا يحسم مسبقاً .
ماقد يكون فشلاً في الظاهر قد يكون نجاحاً في الباطن , وما قد يكون فشلاً في الأمد القصير قد يكون نجاحاً في الأمد الطويل. فعندما أرتضى الجميع الأحتكام لصناديق الأقتراع, وهذا مايسمى في العرف السياسي الأحتكام للشعب فوقتها لم يكن الثوار والشباب المبادر بالثورة منظماً وأيضاً لا يملك المال وخبرة الحشد . وهذا ماكانت تحتاجه الأنتخابات بين شعب تعيش غالبيته تحت خط فقر الثقافة الأنتخابية , فتلك المرحلة لم تكن تحتاج لنقاء وحماس الثوار بل كانت نتائجها الأنتخابية مبنية على البراعة والمناورة و(التكوليس) .
لم يحقق الشباب ما يرونه أهداف الثورة من خلال انتخابات غير ديمقراطية ومن هنا انطلق الحديث عن سرقة الثورة.
فالثورة في بدايتها هي حالة من الفوضى اللا عقلانية الغاية منها اسقاط نظام وتعطيل قوانينه وما حصل في ليبيا أنه تم اسقاط رأس النظام ولم يسقط النظام بكامله فبيادقه السياسية والقانونية والاقتصادية وحتى الأجتماعية لازالت تعمل وبقوة