حُجّاج سورية هذا العام مُنعوا من أداء الفريضة، والسبب “عدم الحصول على التأشيرة !”، لكن الأسلحة الفتّاكة تدخل سورية دون تأشيرة لتعبث بكل ماهو حي وجامد.

 

وفي العراق، يُعدمُ شاب جزائري لأنه دخل العراق دون تأشيرة، وفي المقابل تُمنحُ حصانة دبلوماسية لكل جندي أمريكي قتل العراقيين، ويسمح للطائرات التركية بقصف مواقع الأكراد داخل التراب العراقي https://mail.google.com/mail/ca/?shva=1#inbox/13a874e163156625 ، دون أخذ تأشيرة من أحد، حتى أن الأستاذ العراقي هادي جلو مرعي مرعي، وصف الوضع في العراق بقوله: “الوطن يتحول الى تاكسي”.

 

وفي لبنان، يتهمون الطائرة دون طيار، التي حلّقت مدة 3 ساعات ولمدة 300 كلم في الأراضي المغتصبة، بأنها لم تتحصل على تأشيرة طيران، بينما سُجّل 20865 اختراق للأجواء اللبنانية منذ سنة 2006 على أيدي الصهاينة، دون نسيان الخروقات على مستوى البر والبحر ووسائل الاتصال والأشخاص.

 

وفي منتصف الثمانينات، دافع الجندي سليمان الخاطر عن شعبه وأرضه، فقتل سبعة من الجنود الصهاينة المعتدين، فأُدخل غياهب السجن وأُعدم هناك بعد أن اتّهم بالجنون، لأن العدو لم يمنح المجنون تأشيرة الدفاع عن أرضه وعرضه، ومازالت سيناء لايدخلها أهلها ومن مات في سبيلها إلا بتأشيرة.

 

ومن أراد أن يدخل سورية من جهاتها الأربع فيعبث بالتاريخ والجغرافيا، فستمنح له كل التأشيرات العابرة للقارات والحاملة للمال والسلاح بما فيها تأشيرة الحصول على هدنة العيد، بينما بني وليد في ليبيا الجديدة، يباد أهلها علنا وأمام مرأى ومسمع الجميع، دون أن تمنح تأشيرة المحافظة على الروح.

 

وفي مصر، يُغلقُ باب رفح في وجه الفلسطينيين، ويضطرون لتحمّل الحرّ والقرّ والمبيت في العراء أياما بسبب التأشيرة، وهم يحملون الرُّضّع والرُّكّع، بينما الصهاينة يغدون ويروحون بالآلاف دون أن يسألهم أحد.

 

وبين الجزائر والأخوة في المغرب، صراع قائم بين المطالبين بإلغاء التأشيرة والداعين لمنعها، وبين المنع والمنح.. عيد سعيد وكل تأشيرة وأنتم بخير.