الارهاب يغزو ملاعبنا
علي الزاغيني
كرة القدم اللعبة الأكثر شعبية بالعالم وهذا لا يمكن الاختلاف عليه رغم وجود العشرات من الألعاب الرياضية المتعددة الجماعية منها والفردية ولكن كرة قدم تلك الكرة الساحرة التي تجذب الملايين من عشاقها سواء في الملاعب الخضراء او من خلال شاشات التلفزة لتكون المتعة والاثارة والغيرة و الانفعال والتعصب في بعض الأحيان اذا كان احد المتبارين يمثل الوطن , لذا دخلت كرة القدم في قلوب الكثير رغم ما تسببه الخسارة من الم وحسرة في قلوب من يتابعها اذا كانت النتائج لا ترضينا .
يوم بعد اخر يكون للسياسة تدخل كبير في الرياضة ولا سيما كرة القدم وهذا ما دعا اغلب الدول الاهتمام بفرقها ودعمها من اجل الحصول على نتائج مقنعة وقامت ببناء منشات رياضية كبيرة بعد ايقنت تلك الدول ان كرة القدم وغيرها من الالعاب لها دور كبير في رفع اسم الوطن ورايته في جميع المحافل الرياضية وهذا ما اسهم كثيرا في تخصيص مبالغ كبيرة للمنتخبات والاندية من اجل الارتقاء بواقع الرياضة والرياضيين لأنها مصدر اخر للدولة بما تدره عليها من أموال .
واقعنا المرير فرض علينا حصار رياضي لا مثيل له في كل العالم بعد ان أوقف الاتحاد الدولي وبقرار ظالم بحرمان المنتخبات العراقية من اللعب على أرضنا بعد غزو الكويت في تسعينات القرن الماضي وهذا القرار حرم الجماهير العراقية من متابعة منتخبنا الوطني على ارض بغداد وهذا ما افقدنا الكثير ولا سيما الروح المعنوية للفرق العراقية وهي تلعب خارج ارضها وبدون جمهورها ورغم هذا حصدت المنتخبات العراقية العديد من الالقاب والنتائج الكبيرة ولعل حصوله على كاس اسيا في 2007 خير دليل على قدرة المنتخبات العراقية , وهذا ما أغاظ اعداء العراق من الإرهابيين ومن ورائهم وذلك بتفجير ارهابي في بغداد بعد احتفال الجماهير الغفيرة بالفوز وراح ضحيتها العديد من الابرياء بين شهيد وجريح محاولين قتل فرحة الانتصار بالدم ولكن الانتصارات استمرت وخاب ظن الاعداء رغم كل محاولاتهم البائسة التي يتوهمهم بانها تقتل الفرح العراقي .
لعل ما حصل قبل ايام من عمل ارهابي بتفجير انتحاري في ملعب لكرة القدم في احد قرى قضاء الإسكندرية جنوب بغداد وراح ضحيته اكثر من 30 شهيدا وعشرات الجرحى اغلبهم من الاطفال ولاعبي الفريقين , هذا العمل الارهابي انما يدل على مدى ضحالة العقل الارهابي وهو يحاول ان يحاول بارهابه بقتل الطفولة والرياضة وزرع الخوف في ملاعبنا , ان العمل الاجرامي الذي حصل هو وصمة عار في جبين من نفذه ومن يقف وراءه مهما كانت الافكار التي غرزت بعقل من نفذها ومدبرها فملاعب كرة القدم وجميع الالعاب هي رسالة انسانية الغاية منها التنافس الشريف وخلق جو من الالفة والانسجام والصداقة بين الشعوب بعيدا عن الفوز والخسارة , من شاهد منظر الدم وهو يلطخ كرة القدم في الملعب يرى حجم الخسارة الكبيرة بين الاطفال والشباب بعدما سرق الارهاب فرحتهم بمحاولة بائسة لا يمكنها ان توقف عجلة الحياة هنا فالحياة تستمر والفرح يستمر رغم فقدان الكثير من الشباب التي ستبقى صورهم عالقة في قلوب الجميع .
الاتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا ) والاتحاد الأسيوي أيضا أدانوا هذا العمل الاجرامي البشع الذي طال ملاعبنا الكروية ولطخ كرة القدم بدماء الشباب ولكن الادانة والشجب وحدها لا تكفي , لا بد من خطوة اكثر جرأة وحرص بالرد على الإرهاب بفتح الحصار عن ملاعبنا وإقامة المباريات الرسمية على ملاعبنا وستكون هذه رسالة بحد ذاتها للعقول المريضة التي تعشعش الارهاب بداخلها حتى يعلموا ان الجميع مع العراق وسوف تستمر الرياضة ومعها يستمر الحياة في وطننا الغالي ويستمر الحب والطاعة والاحترام في ملاعبنا الكروية