بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أن تستغرب الشيء هذا لا يعني أنك ستُدركه, وما تُدركه لا ينبع دائمًا من استنتاج استغرابك واستدراكك, فالاستغراب والإعراب كالإدراك والاستدراك شيئانِ لا يتلازمان ولا يلتقيان إلا بإرادة الله عز وجل ليتضح لك أمر تعجبك, وعندما قلت إنَّ الاستغراب سمة من سمات العجاب هذا لا يعني أنَّ الاستدراك سمة من سمات الإدراك, (فكُلُّ مستغرٍبٍ متعجِّب في أمر استغرابه ولكن ليس كل مستدرك مدركٌ لأمر استدراكه).

نصيحتي لكل مستغربٍ مُتعجِّب هي أن لا تكثر تعجبك عند عدم فهمك لأي شيء, ابحث وقل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله, لله الأمر من قبل ومن بعد ويوم يفرح المؤمنون بنصر الله.

كم كثر الاستغراب في أوطاننا اليوم وكم مِنَِّا من متعجبٍ تاهَ في حيرة وغرابة تعجُّبِه, أمورٌ كثيرة تحدث ولا نعيرها اهتماما أو بالأحرى لا نعيرها استدراكًا, اليوم نشازٌ في حدة التعامل بين إخوة الوطن الواحد, قتلى وأشلاء, مخطوفون ومستردون, سرقة ومحافظة, كشف حقائق وطابقٌ آخر مستور, في وطنٍ واحِد وبين أبناء الوطن الواحد, نستغرب ونتعجب و يا ليت العجاب استدراك وما الاستدراك أمام الإدراك غير تمني وما نيل المطالب بالتمني, فسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله, لله الأمر من قبل ومن بعد ويوم يفرح المؤمنون بنصر الله.

لم يخلق الله الكون عبثا فلا يدوم استغراب ولا عجاب بكافة أحواله, الدوام للحق جل في علاه صاحب الملكوت رب السماوات والأرض وما بينهما, الحكم العدل الحكيم الصبور القوي الستار الحليم مالك الملك ذو الجلال والإكرام, نسأل الله العلي العظيم أن يصلح حال بلادنا والعباد بما فيهم العبد لله, أخط الآن خطي بقلمِي وغدا أحاسب عليه.

كثر الاستغراب والعجاب والتناقض وغدا بإذن الله الواحد الأحد ينجلي الطالح بالصالح ويُبنَى الخرابُ بِالعمار والجهل بالعلم, لا إله إلا الله محمد رسول الله والحمد لله على نعمة الإسلام, الحمد لله صاحب الفضل والأمر كله, الحمد لله دائما وأبدا, صبرا صبرا والله المستعان, صبرا صبرا والله المعين, صبرا صبرا والله الوكيل, صبرا صبرا والدعاء لله وحده فلندعو الله ونحن موقنون بإجابته, الله العظيم من أجارنا من ظلم سابق دام اثنين وأربعين عاما هو القادر جل في علاه أن يمنحنا الأمن والاستقرار والنماء والرخاء وبإذن الله سيرعانا وبلادنا وسيبسط الله العدل والخير وهذا حسن ظننا بالله, اللهم اصلح حال ليبيا بلادا وعبادا وسائر بلاد المسلمين, ولا تجعل بيننا شقيا ولا محروما, و لا تجعل في بلادنا يا ربنا من أسميتهم المستهزئين ولا الظالمين ولا الضالين ولا المخربين ولا القتلة باسم الدين ولا المجرمين وانصر بنصرك المؤزر المبين المظلومين في بقاع أرضنا وفي سائر بلاد المسلمين, واجعلنا نعش بأخلاق نبيِّك نبي الهدى المصطفى سيدنا محمد الصادق الأمين الميسِّر لديننا غير المعسِّر, من كانت تعلو شفاهه الشريفة الابتسامة وتدنو قلبه الرأفة والرحمة والسرور على قلوب الفقراء المساكين, من كان يغار على المظلومين هو النبي القائل من لا يرحم لا يرحم هو النبي المتواضع ليِّن الخطاب ليس فظا غليظ القلب هو النبي الحبيب الرحمة المهداة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, لتعمنا وأرضنا الرخاء والنماء والعدل والمساواة في مرضاة الله رب العالمين, اللهم لا تتوفنا إلا وأنت راضٍ عنَّا غير غضبان ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا واجعل الآخرة زيادة لنا في كل خير يا من أرسلت الأنبياء والمرسلين مبشرين ومنذرين برحمتك يا أرحم الراحمين.

وفي الختام أقول لست شيخ دينٍ ولا فقيهٍ ولا عالم في اللغةِ ولكنني مسلمٌ عربيٌّ أتحدَّثُ ولسانِي ليس أعجمِي, وصلِّ اللهم وسلم وبارك على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد النبي الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.