أن تسعى لتخريب دارا وأنت ضيف كريم فيههو أسوء وأرذل القيم الإنسانية حيثنكران الجميل والإيقاع بصاحب دارالضيافة, ويمثل ذلك منتهى التحلل الخلقيوالسقوط الاجتماعي سواء كان ملبسابغطاء ديني أم بغيره, كما يعبر عن سلوكسيكوباتي مرضي موجه ضد مجتمع بأكمله بغضالنظر عن المكان الذي حصلت فيه الجريمة,فهو يستهدف زرع الرعب والخوف وعدمالاستقرار والسكينة في مجتمع ذو ملاذاآمن لملايين من المهاجرين المقيمينوالهاربين في معظمهم من قمع نظمهمالدكتاتورية !!!.وأن استهداف الصحيفة الفرنسية الساخرة “شارلي أيبدو ” بهذا العمل الإجرامي هواستهداف للحرية والديمقراطية بصورةعامة ولحرية الصحافة بشكل خاص التي تشكلمحور أي نظام ديمقراطي في العالم ومعقلمن معاقل النضال ضد الاستبداد بالرأيوقيم الدكتاتورية العفنة, حيث لا يمكنللإنسانية أن تنهض خارج إطار التنوعالفكري والثقافي ودون صحافة حرة ضامنةلذلك, إلى جانب إن قتل الأبرياء منالصحفيين بهذا العمل الإجرامي الدمويهو جريمة لا تغتفر ويستحق منفذيها أقسىالعقوبات !!!.لا ادخل هنا في تحليل سيكولوجي لمنفذيالجريمة, ولكن بالتأكيد أنهم نتاجلعمليات غسيل دماغي وتشويه فكري كانواقد تعرضوا له طوال سنوات عمرهم منمجاميع متطرفة وإرهابية اختارت الشلليةوالانكفاء والانغلاق الذاتي والعيش فيتجمعات مغلقة مع أبناء جلدتهم, فلم يروافي الاندماج مع المجتمع الفرنسي أو فيغيره من المجتمعات الأوربية التي حدثتفيها مؤخرا أعمال عنف وتفجيرات مشابهه,وسيلة صالحة للاستفادة من علم وتعليموخبرات وإمكانيات هذه البلدان, وبات لهموهم في غيبوبة مستديمة أن كل ما يحصل هناهو عديم المعنى ولا يشبع لديهم غريزةالانتقام واخذ الثأر من لا شيء حل بهم فيبلد الضيافة, أنه ميكانزم الانتقام منعبودية واستلاب يعانون منه ولكنه موجهإلى هدف مغاير, وهو يجسد حالة الجبنوالخوف من عدوهم الأصلي والمتمثل فيالقمع والإرهاب في البلد الأم في سعيهملضحية بديلة, وهكذا يستبدلون الإرهاببإرهاب بديل !!!.الانغلاق والتقوقع في مجتمع ودولةالضيافة يشكل احد المصادر المغذيةللإرهاب ومختلف الجرائم الأخلاقيةوالقانونية, من قتل ونهب وسرقة للمالالعام وعمليات النصب والاحتيال وتجاوزعلى القوانين ونشر أفكار التطرف الدينيوالتعصب العقائدي, وتشكل هذه السلوكياتبمجملها ارض خصبة لارتكاب الجرائمبواجهات مختلفة !!!المجد والخلود لشهدا الصحافة اليساريةالفرنسية والذين وقعوا ضحايا لعقل وفكرمتخلف والنصر والبقاء لحرية الصحافةالعالمية وللحريات العامة بمجملهاوللاستقرار الاجتماعي, والخزي والعارلمنفذي الجريمة النكراء عديمي الأخلاقوناكري الجميل !!!.

بقلم: د.عامر صالح