1

لمن يكتب المبدع النص سؤال اطرحه على ذاكرتي الممتلئة بخزعبلات الثقافة والفكر والفلسفة ولكن لا اجد جوابا لهذا السؤال لانه توجد امامي حجارة ضخمة لا استطيع ان اتخطاها وهي تحت القصف فالصواريخ والمدافع تهضم هذه الحجارة بلا رحمة وبلا احترام لنصوص حقوق الانسان هذه هي المعضلة انه عندما يكون النص تحت القصف يكاد الموت ينتحر من اجل اطفال سوريا فالنص يمتلك من القيم والمبادىء الانسانية كما هائلا من المشاعر والاحاسيس الانسانية .

2

النص لن يكون ذا قيمة انسانية بدون مواثيق ونظم تحرك النظام العالمي لكي يوقف المهزلة التي تحصل بحق اطفال سوريا فالشعر يقف مكتوف الايدي والفلسفة مكبلة بسلاسل صوت المدافع والصواريخ والفكر الانساني بات اليوم يرقد تحت انقاض اثار القصف هنا يتوقف السرد عن محاكاة الواقع فأذهب بعيدا بنصي الى انغام فيروز وهي تغني لكي احصل على دفء الموسيقى والكلمات لكي انسى دموع واهات اطفال سوريا .

3

الانسان في زمن الكوارث والحروب التي يصنعها الطغاة يبحث عن الموت لكي يحظى النص بنعومة الخلود في التأريخ هنا كعادتي اهرع واهرب وابحث عن ملاذ لكي اكتب النص وانا برفقة اوتار حنجرة صباح فخري عسى ان احظى براحة وانا بين سطور نصوصي ولكن ما زال القصف يقتل اطفال سوريا فماذا افعل وماذا اكتب ومتى تنتهي هذه المهزلة اللانسانية .

4

احب القراءة بشراهة حتى والنص تحت القصف ولكن ما قرأته في الماضي وما اقرأه الان لا يمت بصلة بالواقع المرير التي تعيشه الانسانية فنيقولا ميكيافيلي لم يفسر معادلة النص تحت القصف والدكتور علي الوردي قال الكثير وسرد الكثير من خفايا الانسان في المجتمع ولكنه لم يتطرق الى اثار القصف وهو يقضي على اطفال سوريا ويلتهم كتبهم وكراريسهم بدون فرشاة والوان .

5

دائما اعاني من التوتر والقلق لانني اكتب النص تحت القصف فالمهدئات التي اتعاطاها تشعرني بالفرح ولكن تبقى دموع اطفال سوريا تنهمر في شلالات قصائدي فسجائري تختفي من النص ودخانها يبقى يلتهم ذاكرتي لانني افكر بالمهزلة اللانسانية التي تحصل بحق اطفال سوريا فهم وريقات ازهار ما زالت تنمو ببطء لأن اثار القصف تهدم المنازل والمساجد والكنائس فكيف اكتب النص وكل هذه الاحزان والهموم تلاحقني وتطاردني وكيف لقلمي ان يكتب وهو ينشطر الى نصفين مثل فؤادي عندما يرى اطفال سوريا يذبحون كل يوم تحت القصف .
لهذا لا يبقى للنص والانسان سوى ان يبحث عن الانتحار عسى ان تنتهي معاناة اطفال سوريا