انسانة كبيرة بإنسانيتها وامومتها وصبرها ،صيرتها رواسب مجتمعنا وعقده المتوارثة ضعيفة في زمان ينادي من يعيش فيه بالفضيلة ولا يتورع عن سحق المقهورين والفقراء والمعوزين سرعان ما وجدت نفسها على حين غرة وحيدة في معترك الحياة وصعوباتها بعد ان غادرها من يشاركها العيش ويبث في سفر حياتها الحنان الذي يشعرها بأنوثتها وادميتها ،ثم ما لبث ان صدمت ثانية بعد ان اجبرتها الظروف على مواجهة واقع احلى ما فيه مر حين لم تجد من يعيلها ويحميها وصغارها المخاطر التي تداهمها من كل حدب  في اعقاب حصولها قسرا على لقب ( ارملة ) .وعلى الرغم من اختلاف التقديرات التي تعلنها المؤسسات الحكومية و المنظمات الاممية وبعض المنظمات غير الحكومية حول عدد الارامل في العراق ،فان تباين احصاءات هذه الجهات يبقى قاسمها المشترك متمحور حول انسانة من شريحة الفقراء والمعوزين  فقدت معيلها  بفعل الحروب و تداعيات حصارها اللعين او في ظل الارهاب وما رافقها من عمليات التهجير التي تعرضت لها كثير من العوائل  .والانكى من ذلك ان اغلب من اجبرتها ظروف الانتماء الى هذه الشريحة  البائسة ما تزال تعيش في كنف الامية التي تجعلها رهينة ابتزاز الخبثاء لادميتها وكرامتها وتحايل المفسدين على حقوقها .ومما يزيد من مخاوف المجتمع انجرار بعض ممن يعشن هذا الواقع اضطرارا الى ممارسة بعض المهن ، وبخاصة مهنة التسول التي لا تخلو من صعوبات ومخاطر ،فضلا عن سلبية اثارها على مهمة البناء الاجتماعي ،حيث كان من جملة افرازات هذا الواقع المخيف ترك بعض الاطفال مقاعدهم الدراسية والتوجه صوب الشوارع في مراكز المدن من اجل تامين بعض متطلبات الحياة عبر اعمال قد يشكل بعضها خطرا على حياتهم ويسهم في مجهولية مصيرهم بعد ان توضحت للمجتمع خفايا انشطة الشبكات المنظمة التي تدير عمليات التسول من الفنادق وتقاطعات الطرق .

ان محدودية المعونة التي تتعاطاها الارامل من دائرة الرعاية الاجتماعية في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية والتي لا تتجاوز الــ ( 120 ) الف دينار في احسن الاحوال ،تفرض على الحكومة والمجتمع البحث عن وسائل فاعلة بمقدورها تامين فرص العيش لهذه الشريحة واخراجها من دائرة الفاقة التي تنذر بالضياع .ولعل في مقدمة هذه الاجراءات المفترضة معاونتهن معنويا عبر توعية المجتمع بأهمية تحرير المرأة من بعض الضغوطات الاجتماعية التي تنهل مبرراتها من موروثات بالية تتعارض مع الشرائع السماوية وقيمنا الاصيلة ، واقتصاديا بوساطة الاهتداء الى الية مشروعات تمكين المرأة ؛لضمان متطلبات العيش الكريم وتامين فرص التعليم الذي يعد احد ابرز مقومات تنفيذ مشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية .

في امان الله اغاتي .