بنو إسرائيل قتلوا أنبياءهم ,ومن المؤكد أنهم شكلوا حلفا مع المجوس فقتلوا الفاروق عمر رضي الله عنه ثاني الخلفاء الراشدين ، وكذلك أثاروا الفتنة التي قتل فيها عثمان رضي الله عنه ثالث الخلفاء الراشدين ، ومن المؤكد أنهم من ساهم و خطط لقتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه رابع الخلفاء الراشدين .. ثلاثة خلفاء قتلوا غيلة .. لماذا ؟ فالتقت أفكار غالبية كبراء الفرس الذين أسلموا تهربا من الجزية والقتال باستخدام الغدر والدسائس بحسبانهم أن العرب مادة الاسلام ولأنهم من تسيدوا العالم بعد انهيار امبراطوريتهم ، واليهود كراهيتهم وحنقهم على الاسلام والمسلمين لا تحتاج إلى دليل فمن قتلوا أنبياءهم ومن قتلوا خلفاء رسول الله لن يوفروا دماء المسلمين .

فالتصفيات الجسدية التي يتشابه فيها الفرس واليهود ، اليهود قتلة الانبياء ، والفرس قتلة ثلاثة خلفاء ، فالتآمر على الاسلام بدأ بمكة والمدينة من يهود وربائبهم المشركين، فهاجر وصحبه الى المدينة ، فالتقى اليهود مع المنافقين ، فرموا عليه صخرة ،وافشلهم الله ، فعمدوا بسحرهم للرسول صلى الله عليه وسلم ، ودس السم له في ذراع خروف كونه الأحب له مأكلا ؛ فاليهودية التي أهدته إليه لم يكن من بنات أفكارها فقط بل مخطط يهودي ، وسحروه في مشط وماشطة فجاء جبريل عليه السلام فاستخرجه .

و في خلافة الصديق رضي الله عنه وجد المرتدون إغراءات ممن كانوا أسيادهم بفارس فتزعم المرتدون رؤساء قبائل باليمن وعمان ووسط الجزيرة العربية وكل أولئك كانت لهم اتصالات مع الفرس ، ولكن بمضاء الصديق وبعد نظره أدرك أن المستهدف الاسلام وليس شخصه ، وبقتل عمر رضي الله عنه لم يكن أبولؤلؤة المجوسي سوى منفذ لخطة رسمت له منذ أسرِه ،وكان عبدا للمغيرة بن شعبة ، و لم يكن الهدف عمر رضي الله عنه فقط بل الاسلام، و بحسبانهم سيتخلصون من سيادة العرب المسلمين التي كافأهم بها الله لنشر دينه وإخراج الناس من الظلمات الى النور ؛ وبخلافة عثمان رضي الله عنه ؛ انبرى ابن سبأ ؛ هجين المعتقد ، فجمع المجوسية واليهودية وتلحف ظاهريا بدخوله الاسلام وكان ما كان .

وظهر جليا أن الفرس هم من كان وراء دعوة الخليفة الراشد الرابع علي بن أبي طالب للكوفة لتكون مقراً للخلافة ، وصادفت الدعوة تغلُّب الهوى بعامة الناس على العقل ،لم يفطنوا لما يدور من خطط ترسمها فارس عبر الفاجر ابن سبأ الذي انكشف هدفه ، ففر من القصاص عبر مخبرين أبلغوه عما ينتظره فلاذ بفارس ، وانتهت حقبة لكن نارها لم تخمد إلى أن جاء الحسن بن علي رضي الله عنه سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم فحقنت الدماء ، وبقيت عقائد الغالبية موحّدة لا تشوبها شائبة ، فنهضت الدولة الاسلامية، وبدأ فيما بعد التدخل المباشر للفرس بعد أن أطفأ نارهم الرشيد ، من أواخر عهد المأمون ، بعده المعتصم فجاؤوا بفتنة خلق القرآن ، فالتقت أهداف الفرس مع التركمان بتربعهم في دوواين الدولة الاسلامية ، بيدهم مقاليد السلطة والجيوش والأمر والنهي ، وللخليفة ؛ يكتفى بالدعاء على المنابر ، “سلطة اسمية ” والفعلية بيد وزرائهم من العجم فرس وتركمان ، وهو ما سهل للتتار اجتياح عاصمة الخلافة ، وانتهى الامر بإسلام المغول.

وجاءت الحملات الصليبية ،فقيض الله لها صلاح الدين الأيوبي ؛ هكذا إلى العثمانيين الذين حافظوا على الهوية الاسلامية ،لكنهم استخفوا بالعقل العربي ، ولما انكفأ خلفاءهم للدنيا وبهرجتها انزوت خلافتهم الى عقر دارها ، إلى أن حل الاستعمار الاوروبي ومنح فلسطين لليهود وانتهى الاستعمار عسكريا وبقي سياسيا واقتصاديا وزاد علميا وتقنيا والعرب مكانك سر ،فيما كان المستعمرون يحتضنون ريبتهم إسرائيل وإلى الآن ؛ يحمونها بهيئة الأمم التي أصبحت ألعوبة بين المنتصرين على هتلر ، اميركا ، روسيا ، بريطانيا ، وفرنسا ، ها هم الآن يحتضنون إيران ويغضون الطرف عن تدخلاتها في الشأن العربي ليس سياسيا فقط بل عسكريا وتسليحيا ليؤسسوا شراذم تحيط بمهبط الوحي وأرض المقدسات ،من العراق الى سوريا الي حوثيي اليمن ، وكادوا أن يكملوا بمصر ولا تزال تُدّبَّر الأعمال الارهابية ، بدعم من قطر بالأموال لجماعات إرهاب ، تنشد لهم قناة الجزيرة , و إيران التي زرعتهم ودجنتهم حين استقبلتهم من أفغانستان استقبال الأم الرؤوم , وباركتهم أميركا كسياج للإخوان ليتسللوا لسيناء ترقبا في حال اختفاء الإخوان عن سُدَّة الحكم وهذا ما يجري حالياً في مصر .

نعود لحقبة زوال حكم الشاه الذي كان يسمى شرطي الخليج المصرح له أميركيا وأوروبيا ، وخلفه حكم الملالي جاء ليعلن بُعداً متأسلماً على المقاس الفارسي ،ظاهره عقائدي لكنه امتداد لثقافة الفرس وسعيهم لاستعادة عرش كسرى الذي كان يهيمن على الجزيرة العربية وغيرها ، فبعد الشاه شرع الملالي هلالا شيعيا يتصل بحدود اسرائيل ، ليخلخلوا المجتمع العربي على أيدي عملائهم البعثيين في الشام والاخوان في مصر ، و الطائفيين الشيعة في العراق وعينهم على دول الخليج ، فتمددوا اقتصاديا بدول الخليج مستغلين مناخ ” السوق الحرة ” بدبي ” والنفاق القطري ، والهوى العُماني ، إذ يشكلون الآن نسبة عالية مؤثرة في البعد الاقتصادي , يضاف إلى ذلك استمرار احتلالهم ثلاث جزر منذ سلمتها بريطانيا للشاه ، وظهر جليّاً أنهم لا يختلفون عن الشاه في التظرة الامبراطورية الكسروية فأبقوا على احتلال الجزر بل هم لا يعترفون أنها محتلة ، وسط خمول دبلوماسي إماراتي أعتقد أنه يرتبط بالبعد الاقتصادي المشار إليه .

من الجانب الآخر ؛ إسرائيل ، تركّع أوباما لمشيئتها وتمتنع عن التوقف عن بناء المستوطنات ، الا باعتراف فلسطيني وعربي بيهودية اسرائيل ، تعيش الآن أحلى ليالي العمر ، تظهر الصمت الأثير ،وسعادتها غامرة على دماء عربية تراق ومدن تدمر وبطالة تستشري ، وحضارات وآثار تدمر وتنهب ، فما ذا تريد بعد ؛ لقد خدمها جنون عرب في سوريا عولوا على بني جلدتهم ليفزعوا إليهم في سوريا ليخلصوهم من التبعية لقم وطهران ، فكان نصيب المدنيين المؤيدين للثوار أن يذبحوا من الوريد للوريد , وبتخطيط حرس ثوري من دولة تسمي نفسها اسلامية وقد شارفت على استعادة مملكة فارس القديمة.

تلا قت شهوة الحنين الأبدي إلى “معبد النار ” وأُبَّهَة إيوان كسرى “مع شهوة ” شعب الله المختار ” والهيكل المزعوم” ،فلقد أمعن يهود سابقا بسفك دماء أنبيائهم تأكيداً لعهرهم ، وملالٍ أثاروا الفتنة ولا يزالون ينوحون ويلطمون الخدود بعد أن ولغوا بدماء الفاروق عمر ، وعثمان ذي النورين ، وغدرهم بأبي الحسن والحسين الذي يتباكون عليه للضحك على العوام ، وبقي العرب مادة الاسلام لا تجمعهم كلمة ، ولا يوحدهم هدف ، تكتيكيون ، فيما الأمم يعدون ويهرولون ، وهم لا يزالون في المهد …. لا استراتيجيات لديهم .