بالأمس قُتِلَ الإعلامي محمد بديوي على يد أحد ضباط الحماية الرئاسية بدمٍ بارد ، أمام الناس ، و في وضح النهار .. في جريمةٍ تذكّر ( من كاد أن ينسى فينا ) أننا نعيش في بلدٍ تحكمه العصابات . جريمة لم تكن هي الأولى ، و لا أعتقد أنها ستكون الأخيرة ، بحق أصحاب الكلمة الحرة و الطبقة المثقفة في العراق ، كما أنها ليست الجريمة الإستثنائية في ظل أنهر الدم المتدفقة كل يوم في العراق .
و لكنها بالتأكيد الجريمة الأولى و الإستثنائية التي رفّ لها جفن السيد المالكي للدرجة التي يعلن فيها أنه هو شخصياً ولي دمه و المطالب بثأره !!!
عفواً سادتي ، لا تغرّنكم الكلمات الرنّانة و الخطابات الثورية ، كما غرّتكم من قبل !!!
فلماذا الإعلامي محمد بالذات ؟
و من هو ولي دم الإعلامي هادي المهدي ؟
من هو ولي دم الشاعر رحيم المالكي ؟
من هو ولي دم المدرب العراقي محمد عباس ؟
بل من هو ولي دم مئات الآلاف من العراقيين والذين قتلوا و هم لا يعلمون حتّى لِمٓ قتلوا و ما هي جريرتهم ؟؟؟؟
أم أنها لعبة الإنتخابات القذرة ؟ و الولاية الثالثة ؟
نعم سادتي ، لقد ضاع دم الشهيد الإعلامي محمد منذ اللحظة التي أيقن فيها السيد المالكي و جوقته بضرورة استغلال ( الحدث ) في لعبة الإنتخابات !! و دفع الأحداث نحو تأليب الرأي العام ضد الأخوة الكرد ، و خلق أزمة سياسية جديدة ، و فتنة طائفية جديدة ( بين العرب و الكرد هذه المرّة ) ، من أجل كسب الأصوات الإنتخابية و ضمان الولاية الثالثة .
فماذا لو كان القاتل أحد حمايات السيد المالكي ، أو أحد حمايات جوقته الفاسدين ، فهل كان السيد المالكي ليُعلن أنه ( ولي الدم ) ؟؟؟ أم أنها الفرصة السانحة للضغط على حكومة الإقليم من أجل تسوية الملفات العالقة ؟؟
نعم سادتي ، لقد ضاع دم الشهيد محمد ، كما ضاعت دماء مئات الآلاف من شهداء العراق ، منذ أن تحولت دمائكم إلى مجرد ملف في لعبة الإنتخابات … و مجرد وسيلة من الوسائل القذرة للتكسب السياسي و حصد المناصب . 
في النهاية ، لا يسعنا سوى الترحم على الشهيد محمد ، و على شهداء العراق ، و المطالبة بالقصاص العادل من قاتل الإعلامي محمد ( بغض النظر عن انتمائه القومي ) دون أي محاولةٍ لتسييس القضية ، و التكسب من ورائها في لعبة الإنتخابات القذرة .