بقلم: عبد صبري ابو ربيع

أريد أن أكون حرا ً
عبد صبري أبو ربيع
أحب نور القمر
وأخاف صوت الشر
قلت يا وردتي
أنتظر الفجر
أشم عطركِ وأفكر
والنهار فيه
ذؤبان تنتشر
تمتص دمي وحريتي
وتأكل أقراص خبزي
وتدمر ما في حديقتي
قلت لها سيدتي
تعالي نمرح على النهر
أين طيور النورس
وأين الافراح
من بؤسي
رحلوا .. تبددوا كالسراب
والدموع تساقطت
من عيون أحبابي
أحب الصباح
وأقول لها
يا سيدة الأصباح
تؤلمني الجراح
وصوت النواح
والشاي مُر ٌ في الأقداح
سمعت صراخ الجار
والرصاص كالأحجار
تعبت من كثرة التفكير
آه ٍ يا وطن الأخيار
أتريد ان أتحرر
أمسافرٌ أنت حتى تتغير
وتشم هواءاً ولا تتكدر
وبلاد الغرب فيها تؤسر
أتحمل أنسام الوطن
في الجيوب
كما ملؤا الخزائن بالذهب
وتركوا الناس في الخطوب
أكلوا أقراص خبزي
ومالوا على ما في حديقتي
قلت لها دعينا نمرح
على النهر …
فرب الماء يغسل
أدران فكري
سمعته يقول .. من أنت ؟
هتفت بكل الجراح
أما صمت
فنحن على تراب واحد
نشرب .. نأكل
نضحك .. نبكي
وعلى ترابه يموت
أنين المشتكي
فلا تسألني من أنت
أنا عراقي منذ ولدت
لا أعرف غير هذا
وطن البساتين
وطن المضيف والدلة
والفنجان …
وطن الحسينية والمسجد
والكنيسة والرافدين
وطن الكاظم والنعمان
قلت لها تعالي
نمرح كما كنا
في حلو الليالي
نلعب في الأزقة والدرابين
جارتي شهية القد والعيون
كأنها حلاوة الليمون
واه ٍ يا وطني
من قساوة الجاهل المجنون
دمروا وطني
وبيت حبيبتي
ضاحكة العيون
أي كأس سيرويني
ويشفيني من جراحي
وأنيني …