هل مشـكلة الدولار بيد الحكومة ألعراقية؟
وهل حقّاً ألأمريكان ســبب مشـــــــاكلنا؟
شارك صديق لي قديم لم ألتقيه منذ نصف قرن بسبب الظلم و الأحزاب الفاسدة في مقدمتها البعثيين الجهلاء عبر هاشتاك مفاده :
[لنْ يُكبَحَ جِماحَ المُنحنى التصاعدي للدولار قِبالَ تَدني القوةِ الشرائية للدينار إلاّ مِنْ خلال تصدي عقلية مهنية إقتصادية وطنية مؤهلة لذلك],
أجبته بآلتالي:
صديقي الهادي صالح أيده الله و جعله من المخلصين في زمن الجاهلية الجديدة .. إسمح لي بآلقول أو بتصحيح جوانب مما تفضلت به .. أو بشكل أدق بإكمال ما تفضلت به من حلّ لمشكلة الدولار التي إن لم تصعد أكثر فستبقى كما هي :
لكن قبل عرض بياناتي بهذا الخصوصا .. إليكم المقدمة التالية و هي عبارة عن محادثة أخرى في محل آخر حول وضع العراق وعاقبته فللأمر صلة و هي:
قبل فترة ناقشتُ أحد مؤيدي عتاوي السياسة من المتحاصصين حول الوضع العراقي و الدولار و مستقبل العراق و غيره,.
قال في النهاية : إن المالكي هو أفضل رئيس وزراء بآلقياس مع أقرانه .. لكن الامريكان لا يسمحون له بإستقرار العراق و حل مشاكله ..!؟
طبعا قبل عرض إجابتي على تلك المداخلة المشوهة اعلاه .. يجدر القول:
إن كلامه بشأن إلقاء اللوم على الأمريكان بشكل خاص فيه بعض الصحة .. لكن فيه نظر و بيان و خطأ كبير أيضاً يشترك فيه كل الساسة الناهبين..
لذا قلت له سامحك الله يا صديقي المتقلب بآرائه :
و هل حقاً الأمريكان أو الأنكليز قالوا له أو لهم؛ إسرقوا دولارات العراق!؟
و هل الأمريكان قالوا لهم : خربوا و إهدروا الطاقات و لا تسمحوا للكفاآت بآلعودة !؟
و هل الأمريكان قالوا لهم : عطلوا البناء و تنظيم الأمور!؟
و هل الأمريكان قالوا إغلقوا أفواه الكرد البارزانيين و غيرهم بآلدولار ؟
و هل ألامريكان قالوا قسموا المناصب بين أحزابكم الجاهلية لتجعلوا السوداني و قبله الكاظمي ووغيرهم رئيسياً ؟
و هل الأمريكان قالوا ؛ خصصوا لأنفسكم الرواتب المئات مليونية!؟
و هل الأمريكان قالوا لكم لا تبنوا البيوت و المدارس و المستشفيات, و إسرقوا تخصيصاتها!؟
و هل تخصيص الرواتب التقاعدية لما يقرب من 100 ألف أجنبي نصفهم مصريون خلال إسبوع فقط كان بأمر من أمريكا !؟ أم حتى إيران إضافة إلى تأسيس فرع للبنك المركزي العراقي هناك لتسهيل تسليم تلك الرواتب لهم؟
و هل تشغيل نصف مليون عامل أجنبي حالياً في العراق كان بأمر من أمريكا أو غيره!؟ و وو الله لا دفاعاً عن الأمريكان و لا غيرهم .. لكن لا يوجد صالح في عراقنا بعد ما اكل الجميع لقمة الحرام تقريباً.
إتقوا الله يا ناس .. و الله ما هو إلا الجهل المسدس الذي يطرب له أمريكا و كل الدول حتى الصومال و الأردن لإستمرار نهب جيوب فقراء العراق بفضل المتحاصصين!
أما ما يخص النص الثاني من الحديث؛ فقد أضفت لهشتاك صديقي الصالح هادي التالي حول وجهة نظره لحل مشكلة الدولار, حيث قلت :
بنظري أيها الهادي العزيز ؛ لا بد و أن يكون المتصدي صاحب عقلية لها عمق فلسفي يعرف مجريات العالم و منعطفاته و ما يدور فيه من سياسات و مخططات و حروب و صولات و فساد و نهب و سلب .. لأن الأقتصادي بعقليته الأحادية و لوحده مهما كان يعرف في الأقتصاد و حتى السياسة .. لا يستطيع حلّ مشكلة الدولار ألمتفرعة و المتشابكة لأنها ترتبط بمسائل أخرى سياسية و أقتصادية معقدة و حتى إجتماعية مهجّنة و عقائدية مشوّهة و مراكز قوى عالمية و دولية و محلية متضاربة المصالح إلى جانب الشركات العالمية و منابع الطاقة في العالم خصوصاً في الخليج .. و في هذا الوضع العنكبوتي و العصر الوحشي بآلذات الذي تداخل فيه الأقتصاد و تشابكت معه السياسة مع الأجتماع و إضطربت موازين القوى و إستبد كل ساسة العراق الجهلاء في تقرير القضايا الداخلية و المحلية و العالمية الساخنة .. هذا إلى جانب الأختلافات و المحن الداخلية.. كل تلك العوامل وقفت كجار حديدي أمام حلّ ليس مشكلة الدولار فقط .. بل كل مشاكل العراق و في مقدمتها التحاصص الذي بات كعقيدة لمنفعة الاحزاب الجاهلية الحاكمة.
بإختصار العراق و حتى العالم يحتاج إلى فيلسوف عارف حكيم مع لجنة جامعة مخلصة لا تؤمن بآلتحاصص و بتقسيم الرواتب و المخصصات و المناصب بمن فيهم الخبراء الأقتصاديون و المحللين الستراتيجين أنفسهم .. بمعنى عكس ما موجود الآن بآلضبط!؟
و بوجود تلك القيادة الكونيّة وحدها تستطيع أن تحل مشكلة العراق, أما وجود هذه الأحزاب و الكيانات التي تفتي ساعة بكذا و لا تلبث بعد ساعة أخرى و ليس يوم كامل إلغاء و إستنكار ما قاله قبل ساعة و هكذا تحول العراق إلى مختبر من التجار مع هؤلاء المنافقين الكاذبين الذين يبيعون ليس الشرف فقط بل حتى ألف رب و رب و نبي و ولي و شعب لأجل منفعة جيوبهم و عوائلهم و مرتزقة أحزابهم الجهلة!
و السماح لعارف و فيلسوف حكيم بآلحُكم من قبل هؤلاء الشياطين؛ من سابع المستحيلات .. ليس فقط لجهلهم ! بل لفقدانهم في عراق الفساد و الجهل و الفوضى و التكبر و الأحزاب و القوى المتصارعة على المناصب و الدولار نفسه !!
بل لو ظهر عارفا واحداً أو فيلسوفا على الأقل – و قل ما يحدث ذلك – لكن لو فرضنا ظهر أو وُجد ؛ فأنّ جميع العراقيين و بسبب الثقافة الجاهلية التي غذتها الأحزاب للشعبا حتى المقرّبين من ذلك العارف أو الفيلسوف يتعاونون على قتله و نفيه كلّ بحسب طاقته و موقعه و دوره و مصالحه .. بينما يرقصون للأسف كآلشوادي لمن يترأسهم و يذلهم و يرفع الدولار و يحطم مستقبلهم و شرفهم و بناهم التحتية للأسف الشديد.
لذا من هنا يصعب .. بل يستحيل حل مشاكل العراق مع وجود العتاوي الحاكمة .. خصوصاً و أن الرئاسات مُقسمة أساساً من قبل أسيادهم و كل جهة تصيح وا (ليلاه) وا (نفساه) و فرهود يا (محمداه) ؛ فمن المستحيل أن تجد بينهم الآن من له تلك الخصوصيات الكونية و هؤلاء الساسة البارزين أمامك يأكلون الدّنيا بآلدّين و يسرقون آلمليارات و أقواهم لا يتقن حتى اللغة الأنكليزية إلى جانب جهله بمساحة العراق و مقادير حدوده المشتركة و سبب خلقه وووووو!؟ .و فوق هذا يظهر السيد المالكي أو السيد الحكيم مع عمامته و يصرح و يقسم بأنه لا يملك حتى المال الكافي لتزويج إبنه أو يملك ديناراً واحداً في جيبه أو حسابه في البنوك ..
أَ لا لعنة الله عليكم و على مَن علّمكم على هذا الدين و تلك الأخلاق الفاسدة, أو مَنْ نسب إليكم الأنتماء لحزب الدعوة التي لم يبق لها وجود بسببكم بل بدأ الناس يلعنونه و يلعنون كل من يدعي إنتماؤه لحزب الدعوة بسببكم!؟
محبتي لصديقي القديم – الجديد الهادي الصالح المشتاق له كثيراً .
الفيلسوف الكوني و العارف الحكيم.