بقلم : عبود مزهر الكرخي
من المعلوم إن صوت الغراب في اللغة العربية يسمى(النعيق) وهذا هو دلالة شؤم عند العراقيين ولا يتفاءلوا به خيراً ولهذ عندما ينعق تبادر عجائزنا بالرد عليه ب(قزر قرط) وهذه الكلمة (تركية) شتيمة أو دعوة بإصابة المدعو عليه بحمى الدودة الحمراء وهي من المفردات في اللهجة العامية العراقية ، وعطفاً على ذلك تتعالى اليوم أصوات نسميها نحن (الأصوات النشاز)ومن قبل العديد من المثقفين والتي أصبحت مألوفة لدى العراقيين والتي بدأت تتعالى بعد السقوط والتي همها الأول أحداث الشرخ في الصف العراقي والتحريض الطائفي وخلق الفتنة بحجة نصرة هذا المكون والتي تصدر من المكون السني غايتها الأولى والأهم هو التحريض الطائفي وشق وحدة الصف الوطني العراقي وهي باعتقادي المتواضع إن هذه الأصوات هي كنعيق الغربان والتي من المعروف أن الغربان تتجمع على الجيفة من الفرائس التي يصطادها الأسد وكذلك الحيوانات المفترسة الأخرى ولذلك هي تعيش على الجيف والفطائس وهذا هو حال الأصوات النشاز التي عندنا من الساسة والذين هم يتآمرون على ذبح العراق نهائياً بعد أن ذبح من قبل الكثيرين ومن الداخل والخارج لكي يحصلوا فضلات ما قامت به الأجندات الخارجية وعلى رأسها أميركا والصهيونية وكل عربان الخليج وباقي دول الغرب لكي يحصلوا فضلات ما يستطيعون حصوله من العراق الذبيح أو وهذا هو الأدهى أن يقبضوا ثمن أصواتهم النشاز في تمزيق العراق وشعبه باسم نصرة المكون السني والحفاظ عليه والذي يتم قبضه بالورق الأخضر من الدولار والتي تلك الأموال كلها أمول مغمسة بدماء العراقيين وفيها الكثير من الرائحة العفنة والتي لا يقبلها أي إنسان شريف يؤمن بقيم الحق والشرف والعدالة.
ومن هنا تعالت هذه الأصوات وبقوة عند قيام عمليات التحرير في الفلوجة والقيام بإرجاع هذه المدينة إلى أحضان الوطن الأم العراق وتخليصها من دنس الدواعش وكان في مقدمة تلك الأصوات هو السفير السعودي ثامر السبهان يتبعه جوقته التي معه من الساسة النواب وفي مقدمتهم والمعروفين من قبل ابسط مواطن عراقي وهم (ظ.الع) و(ل.ور) و (أح. الم) وزعيمهم في هذه الحملة القذرة هو (أس.الن) ومن لف لفهم بحجة وجود انتهاكات للمدنيين في الفلوجة وقتل وأهانات كما تعالت تلك الأصوات في تحرير صلاح الدين وكان شعارها(ثلاجتي شرفي) بحجة النهب والسلب.
ولأن هنا لا توجد ثلاجة أو مجمدة تم التباكي والصريخ بالحفاظ على حياة المدنيين تشاركهم عدد من قنوات العهر الإعلامي من أمثال الجزيرة والعربية الحدث والشرقية ومن لف لفهم من عدد من القنوات الطائفية العراقية وكان كل هذا يدار بتنسيق عالي المضامين وبإشراف من السفير السعودي السبهان والذي أتى إلى العراق من اجل هدف واحد هو تدمير التجربة الديمقراطية في العراق وبأي شكل من الأشكال وإقصاء الشيعة من سدة الحكم وبدعم من حكام السعودية وقطر وعربان الخليج وكان أهم شيء في عمليات الفلوجة هو إقصاء حشدنا الشعبي المقدس لأنه يمثل لهم الكابوس الذي يؤرق نومهم ويقظتهم لأنه يمثل الورقة الرابحة في تحرير الفلوجة وكل معارك التحرير في العراق وهذا ما أثبتته الوقائع في عمليات القتال مع الدواعش والذي أسمه يرعب الدواعش ويجعل نهارهم اسود ويعرفون حق المعرفة أنهم غير قادرين على مواجهة هذه القوة الوطنية المقاومة والبنيان والتي غايتها الأولى حماية العراق والعراقيين والمقدسات والتي انطلقت من دعوة الجهاد الكفائي لمرجعيتنا الرشيدة ممثلة بآية الله العظمى سماحة السيد علي السيستاني(دام الله ظله الوارف) وكانت دعوة وطنية خالصة همها الأول حماية البلد والشعب وتخليصه من براثن الغزاة الدواعش والذين اهلكوا النسل والحرث وكان مجيئه بصناعة أمريكية صهيونية يشاركهم في ذلك عربان الخليج من أجل تدمير كل ما هو جميل لدى العراق وشعبنا الصابر الجريح وكذلك المقدسات ولكن هذه الدعوة المباركة والشريفة لمرجعيتنا الرشيدة قد أوقفت هذه المخططات المجرمة وعطلتها لتقلب الطاولة على هؤلاء الدول رأساً على عقب وليجروا أذيال الخيبة والخسران ولتقضى على كل أحلامهم الخائبة.
والذي أثار هؤلاء الغربان من أصوات النشاز هو توحد العراقيين في مجابهة الدواعش فقد توحد جيشنا بكل طوائفه مع شرطتنا الاتحادية وكذلك جهاز مكافحة الإرهاب وحشدنا الشعبي المقدس ومعهم يد بيد الحشد العشائري من العراقيين الغيارى وليصبح صف المقاتلين فيه السني والشيعي والمسيحي والتركماني وكل مكونات العراق لتتخذ هذه الصورة الجميلة والتي وحدت في قتال داعش مصدر قلق وهاجس وخوف لدى هؤلاء الغربان والتي باتت خطر داهم عليهم وعلى أسيادهم من الأجندات الخارجية بدءً من المحتل الأمريكي ومعهم الصهاينة وكل من في الغرب يشاركهم كل دول الجوار من عربان الخليج ومن لف لفهم وفاتهم إن العراق موحد بكل أطيافه مهما حاول الأعداء فك هذه الوحدة والتي قامت منذ بدء الخليقة ومنذ السومريين وماتلاهم حضارات لتبقى هذه الأواصر قوية ومتينة وعلى مر الزمان والتاريخ وبالرغم من محاولات الطامعين بالعراق والأعداء تحطيم هذه الأواصر والتلاحم بين شعبنا والتي باءت كلها بالفشل وستبوء كل هذه المحاولات الحالية أن شاء الله بالفشل الذريع.
والذي يثير الحنق والغيظ هو تلك الهجمة الشرسة التي يتعرض لها حشدنا الشعبي المقدس وقد نقل أحد الأصدقاء الأعزاء من المراسلين الحربيين في قاطع عمليات الفلوجة هذه الصورة التي تثير الحنق والغضب وأوردها إليكم وكما قال ولكن بتصرف وهي :
حيث منذ أيام مضت انطلقت حملات عديدة من منظمات حقوق الإنسان وناشطوها بدئوا بالتوافد على قاطع علميات الفلوجة وبالعشرات، ولكن! هم لم يأتوا ليوثقوا المقابر الجماعية في السجر ولا في مجزرة الصقلاوية المريعة والتي راح ضحيتها أربعمائة جندي من الفوج الأول اللواء(54) الفرقة العاشرة ودفنهم لهؤلاء الأسرى من الجنود ، ولا لعشرات الجثث الخاصة بجماعتهم التي تركها في العراء وتأكلها الكلاب !! ولا لكي يستمعوا الى شهادات الأهالي الفارين من جرائم داعش التي كان يقترفها بحقهم ولا زال يفعل بمن بقي منهم!! ولا ليحضروا ويشاهدوا بأنفسهم عملية إخلاء النازحين والمعاملة الإنسانية لرجال الحشد لهم للأطفال والنساء والشيوخ من عندهم وقد خرجت الصور والفيديوهات التي توثق ذلك !! بل لم يشيروا ولم يعنيهم ذلك الانتحاري الذي فجر نفسه بين نازحي الصقلاوية وهم متجهين إلى قواتنا المسلحة وقد أنقذتهم قواتنا من ذلك الإرهابي.
فكل هذه الأمور والحوادث قد غابت عن بالهم ولا يعنيهم ذلك. بل حضرت أفواجهم لكي يوثقوا وليحصلوا على صورة ولو واحدة لانتهاك الحشد الشعبي وهذا كان همهم الأول!!!.
ومن هنا فالهجمة شرسة ولاترحم وتقاد بأيدي خبيثة تريد النيل من حشدنا الشعبي المقدس بالدرجة الأولى ومن بعدها قواتنا المسلحة ولكن خاب فألهم وكما يقول الله سبحانه وتعالى {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال : 30] وهذا السفير الأمريكي يصرح بتصريح حول مايتم من عمليات في الفلوجة ليصرح ويقول في قال جونز في مؤتمر صحافي عقده يوم الاثنين الماضي ، انه “لا يوجد اي شيء يمكن ان يؤكد وجود انتهاكات في الفلوجة”، مبينا ان “رئيس الوزراء حيدر العبادي اكد حرصه على حماية المدنيين”. وهذا التصريح يثبت ويخرس كل غربان الشر والأصوات النشاز التي تدعي غير ذلك ولنقول لها كما عادة العراقيين في سماع نعيق الغربان إن تخرسوا أصواتكم النشاز وبكلمة واحدة(قزر قرط).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.