تعود بنا الذاكرة التاريخية لنتوقف امام الكلام العظيم والجليل لسيد الخلق واشرفهم محمد صلى الله عليه وسلم عند اول دخول للمسلمين لمدينهم العريقة ” مكة ” بعد رحلة العذاب والمشقة التي مارسها جيش المشركين بحق اتباع النبي ، يدخل المسلمين ، فينادي المنادي ( من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن) . المكان غير المكان ، والزمان ليس نفس الزمان ، وشتان بين المقامين ، ولكن للضرورة احكام ويبدو ان أصحاب المنصب والجاه لدى سياسيو الصدفة وعرابوهم ابعد ما يكونوا الى شذرات اخلاق الفرسان ، وحيثما يكون للصدق مكانا، يتواجد الكذابون والمنافقون الذين يتميزون في صفاتهم عن غيرهم ، فأية المنافق ” ثلاث إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان ” والكلام ينطبق على اغلب السياسيين في تعاملاتهم مع اقرانهم ، حيث لا مكان للصدق والرجولة في قواميسهم التي تنبعث منها رائحة تزكم الانوف بنجاستها ودناءتها . واليوم سأخصص الحديث عن بعض الشخصيات التي تربعت على صدور العراقيين بمكرهم وخبثهم التي بانت معالمها تتوضح خلال ازمة الحكومة مع اهل الانبار ، ولعل أسمائهم لم تعد مهمة بالإعلان عنها ، كونهم لا يستحقون ان يذكروا على السنة الشرفاء وهذا اكبر دليل على عارهم وخسة أعمالهم وقذارة مواقفهم وتاريخهم الممتلئ بالسوء ، هؤلاء لا يستطيعون دخول بيوت الشرفاء ، وان دخلوها فيكونوا على حساب التودد والاذلال ، لا على حساب الجاه ، والغريب انهم يُشبهون انفسهم بالكلاب في طاعته ووفاءه لسيده ، ولكنهم بتشبههم هذا يظلمون الكلاب التي تُرهن بقائها ببقاء اصاحبها ، هؤلاء هم صغار النفوس فهم يتكلمون كثيرا ،ويمطون كلامهم لانهم لا يجدون ما يقولونه ،جعبهم فارغة الا من مزاعم وادعاءات ، وماضيهم ليس فيه ما يغري بالكشف عنه والتفاخر، هناك بون شاسع في دخول بيوت أهلها اعلاء وضيوفها كرماء ، وبيوت أهلها بخلاء وروادها اذلاء . قصر أبا اسراء العاجي الذي كان يحلم به طوال سنين غربته لم يكن بهذا الوصف الذي تجاوز مخيلته ، لأنه فاق كل التصورات مما جعلته يتمسك بأعلى كرسي فيه ، فلا تستكثروا عليه إنه قال مرةً ، إن لا أحداً يستطيع أن يأخذها منه ويعني بذلك السلطة ، وهؤلاء لم يجربوا طعمها ولم يعيشوا لحظات زهوها ، ولم يتبختروا ببهرجتها أو يتنعموا بنعيمها ! ولكن ثمة تساؤل ، وفي التساؤل حيرة هل الذين يدخلون القصر العاجي هم مرحب بهم ؟ وهل هم على قدر الضيافة وحسن الاستقبال ؟ ساترك لقرائي المحترمين الإجابة على هذا التساؤل وفق ما يرونه مناسباً ، خصوصاً لأولئك الذين بدلوا دينهم بدنانيرهم ، فصور لهم انهم بمكرهم هذا يكونوا على قدر عالٍ من الاحترام ، لكن المكر السيء لا يحيقُ الا باهله ، فهنيئا لكم دار أبا اسراء ، فيه تحتقرون وخارجه ……. تلعنون .