في بلداننا اصبح نضال المرأة أكثر تعقيدًا
ادهم ابراهيم

يعود الاحتفال بيوم المرأة العالمي  إلى المظاهرات النسائية في بداية القرن العشرين ، في أوروبا والولايات المتحدة ، للمطالبة بتحسين ظروف العمل والحق في التصويت .

وفي عام 1975 بدأت الأمم المتحدة الاحتفال سنويا باليوم العالمي للمرأة في 8 آذار /مارس .

الاحتفال بيوم المرأة العالمي يؤكد  على أهمية حقوق المرأة والمحافظة على دورها الهام في المجتمع .

حيث تشتكي نساء كثيرات حول العالم من تعرضهن للاضطهاد والتمييز في المنزل والعمل ودروب الحياة الاخرى .

كفاح المرأة العربية

منذ عشرينيات القرن الماضي ، ناضلت النساء في البلدان العربية مع الرجل في الانتفاضات المناهضة للنفوذ الاجنبي ، ومن اجل حقوقهن المشروعة .

وعلى الرغم من تحقيقهن لكثير من المكاسب على مدار تاريخهن النضالي هذا ، ما زالت أصواتهن تتعالى بالمساواة في الحقوق الانسانية ، ورفع التمييز والجور عنهن .
ففي الستينات والسبعينات من القرن الماضي دخلت النسوية العربية مرحلة جديدة تميزت بالمساواة النسبية ، وتعميق النظرة الانسانية تجاه المرأة في كثير من الدول العربية .
وقد شاهدنا المزيد من الفتيات في المدارس ، والمعامل ووصلت المرأة الى مواقع قيادية في كثير من مؤسسات الدولة والنقابات ومنظمات المجتمع المدني ، وكذلك في مجالات الادب والفن على اختلافه .

ومع ظهور حركات التطرف الاسلامي ، وتبوء احزاب دينية لمقاليد السلطة في بعض الدول العربية والاسلامية ، اصبح عزل المرأة واجبًا دينيا على حد زعمهم ، فتدهورت ألاوضاع الاجتماعية للمرأة ، نتيحة النظرة الدونية الجديدة تجاهها . اضافة الى معانانتها من أشكال مختلفة من القمع والعنف الاسري والاجتماعي ، والمظاهر المسلحة .

فاصبح نضال النساء العربيات أكثر تعقيدًا ، اذ عليهن العودة الى المربع الاول في تحقيق وجودها الفاعل في السياسة والاقتصاد والمجتمع .
اضافة الى مواجهة الخوف والفقر والاستبداد . وهذه الأهداف لن تتحقق بدون تغييرات جذرية في القوانين وفي نظرة المجتمع والاسرة لوضع حد لانتهاكات حقوق المرأة من تهميش، وتحرش جنسي وسوء معاملة ، ناهيك عن الجرائم التي تطال المرأة لاسباب عديدة .

ان الاحتفال بيوم المرأة فرصة لرفع الغبن عن قطاعات واسعة من النساء ، وتسليط الضوء على المبادرات التي تضع المرأة في قلب المجتمع .

فمن حق المرأة التمتع بحياة حرة كريمة ، بما يضمن لها توفير احتياجاتها الأساسية من الصحة والتعليم والعمل والأمن الاسري والمجتمعي .

ان التغيير المطلوب لانصاف المرأة يبدأ من الوعي الاجتماعي باهمية مشاركة المرأة مع الرجل للقيام بدورهما معا في مختلف مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، ولايمكن تقدم المجتمعات وتطورها من دون مشاركة المرأة على وفق مؤهلاتها العلمية والثقافية والاجتماعية .

وهنا لانسطيع فصل حقوق المرأة وانصافها دون الحديث عن مطالب فئات الشعب المختلفة في توفير الحرية والعدالة الاجتماعية والانسانية .

كيف نتحدث عن حقوق المرأة بمعزل عن عمليات القتل والتهجير والتغيير الديموغرافي . او بعيدا عن التجهيل والامية وانتشار المخدرات
حيث ان المرأة دائما ماتكون الطرف الضعيف في كل ازمات المجتمع او الدولة .

ان الحديث عن حقوق المرأة هو الحديث عن حقوق الانسان المغيب
في ظل نظام رجعي استبدادي فاسد ..
وأي حقوق للمرأة لايمكن ضمانها من دون قواعد قانونية واخلاقية قائمة على اسس المواطنة الحقة ، ومن دون تمييز بين المواطنين على اساس الجنس أو العرق أو الدين أو الطائفة .
اضافة الى اهمية مشاركة المرأة الفاعلة في صنع القرارات السياسية  والجتماعية والاقتصادية .

لقد اصبح دور المرأة في المجتمع والدولة مقياساً للتقدم والرقي ، وان اي اهمال او استهانة بحقوقها هو خذلان لكل نضالات الشعب من اجل الحياة الحرة الكريمة ..

لنعمل جميعا رجالا ونساء من اجل رفع الحيف والغبن عن المرأة والنهوض بها لتعزيز دورها الفاعل في الاسرة والمجتمع ، وهذا يتطلب مراجعة الإطر العقائدية والثقافية السائدة لاعادة مكانة المرأة الطبيعية في المجتمع والدولة ، فتحرير المرأة من النظرة الضيقة والدونية هو جزء مهم لاعادة انسانية الانسان التي فقدناها يوم فقدنا هويتنا الوطنية .
ادهم ابراهيم