حميد الموسوي
أما آن لهذا النزيف المتدفق أن يتوقف؟! منذ قرون وهو يجري.. ومنذ عقود وهو يتدفق ومنذ سنين وهو يسفك.. وبلا رحمة! حتى أصبح وكأنه المحك على أعتابه يتضح الخير.. ويفرز الشر! فالذين يحملون القيم الإنسانية من حق، وعدل، ومحبة شاملة بديلاً عن التعصب.. والإصرار على الإثم والخطأ، والإنشداد الى مواريث الحقد المزروعة والمتجذرة. يؤمنون بمظلومية هذا الدم، ويقدسون نزفه! ويرون فيه مهراً غالياً لعروس تستحقه.. أسمها الحرية.. فأبواب الحرية لا تطرقها الا الأكف المضرجة بالدماء! والذين يمتهنون الشر.. ويفخرون بسلوك وأساليب الغدر والتخريب اللصوصية. ولا يبصرون سوى ذاتهم وأنانيتهم، وينكرون كل حقوق الآخرين. فأنهم يفرحون كلما كانت الأشلاء أكثر.. ويسعدون كلما كانت الدماء أغزر!.
تُرى، أي ذريعة.. وأي حجة بل أي شريعة.. تبيح إبادة الإنسان بالطريقة التي يُباد بها العراقيون؟! ويُذبحون، ويُقتلون بهذه العشوائية.. وبهذه البربرية؟! ثم تقابل هذه المجازر بصمت مقابري.. لا جامعة تندد.. ولا منظمات عروبية تستنكر ولا حكومات تشجب.. ولا إعلام عربي أو إسلامي يُنصف!.
والمصيبة ان هذه الجهات بأجمعها تتنافى وتتعالى أصواتها حين يسقط شخص آخر في بلد آخر ويسمى شهيد.. وقاتلوه إرهابيون مرتدون.. ويتساقط العراقيون بالجملة.. وليسوا بشهداء ويسمى قاتلهم مجاهد!.
والعجيب انهم ينصفون ضحايا الارهاب في فرنسا وبلجيكا ويتعالى صراخ فضائياتهم وصحفهم.. وينبرون للدفاع عنهم! وحين يتعلق الأمر بالعراقيين تتغير الموازين.. وتنكفئ المكاييل.. لدرجة الدفاع عن داعش وزمر الخراب والدمار لانهم يتعرضون لظروف لا تليق بالسلوك في سجنهم المكيف.. بل ان ظلم ذوي القربى قد تجاوز الحدود وعبر السدود فالأشقاء يجندون المخربين.. ويقدمون لهم التسهيلات والمرور.. ويرفدونهم بالمال والسلاح.. وكل ذلك في سبيل استمرار الخراب والدمار في العراق..وبحجج وذرائع، يمجها العقل.. وتحرمها الشرائع. وهم يعلمون علم اليقين انها لا تطول قوات الإحتلال، ولا تمس قواعدهم، بل انها تستهدف الابرياء العراقيين في مطاعمهم وفي أسواقهم، وأماكن عبادتهم، وفي المستشفيات وفي مراكز التطوع للعمل بشرف، ولا تفرق بين شيخ وامرأة وطفل، ولا تتورع عن ارتكاب جرائم تأنف الوحوش عن الإتيان بمثلها.
ومع أن جنسية المقبوض عليهم من المخربين والتكفيريين تشير بلا لبس الى دولهم العربية، ودول الجوار بالذات، لكن البعض يصر على اجترار نظرية المؤامرة، ويوزع التهم على هذه الجهة أو تلك. ولم تكف اعترافات بعض هؤلاء المجرمين على شاشات التلفزيون، بصريح العبارة عن كل جرائم الذبح والخطف والتخريب، التي ارتكبوها بحق هذا الشعب الصابر وكذلك كشفهم للجهات التي مولتهم ودفعتهم وسهلت لهم اجتياز الحدود. ان الشمس لا تحجبها الغيوم، ولا يغطيها غربال، وان الحقيقة ثابتة ولن تمحوها كل التبجحات والأعذار.. فلا يصح الا الصحيح.
وإذا كانت للباطل جولة.. فللحق دولة.. وعمر الخير الخلود.. والشر زائل.. والبقاء للشعوب.
ولن ينسى العراقيون جراحهم التي لا بد ان تندمل، ولن ينسوا من ساهم وشارك بذبحهم.. ومن لملم جراحهم.. وآسى أحزانهم في يوم تسود فيه وجوه.. وتبيض وجوه.. وعلى الباغي تدور الدوائر.
الاخوة في الصحيفة الغراء
السلام عليكم
ارجو نشر الموضوع مع التقدير
رسالة صادقة … لا مكان للتضليل والخداع
السيناريوهات عادت من جديد بعد الانتصارات المتلاحقة للقوات المسلحة المشتركة التي دكت فيها بؤر الفساد والجريمة من عصابات القتل اعداء الانسانية و من معهم . ارتفعت اصوات النشاز مرة اخرى والبعيدة عن الطهر والحياء عبر وسائل النفاق المدعومة من قبل دول اقليمية تتسارع لبسط القنوات الفضائية وشبكات الذل والعار في توجيه الاتهامات والبكاء على المدنيين الاعزاء من عوائلنا في الفلوجة والذي يُقدم لهم كل عون ومساعدة للتخفيف من شدة الازمة والمحنة التي يمرون بها بعد الفتوحات التي تحققت في جبهات القتال وتحريرهم من قبضة الشر و نجاة المدن والقصبات من دنس اشرار الزمان وبدماء مشتركة لاتعرف مذهب او قومية انما عشقهم الارض والانسان والكرامة والعزة والمقدسات و التي تدفعنا ان نكون على قدر من النضوج و الوعي و الحكمة و نساهم بقبول الاخر واحتواء المحنة والازمة وتسريع عملية التطور التي تنتظرها الجماهير بدلاً عن وضع العصي في عجلة المسيرة وشد عضدنا البعض للاخر من اجل مواجهة هذه العاصفة الهوجاء والسحابة السوداء التي تقشعر الابدان من جرائمها ولاتحرك ضمائر تجار السياسة وشيوخ العهر .كما نشاهده اليوم من المتربصين الذين يحاولون الاطاحة بالمكتسبات وايقاف الزحف والانتصارات العظيمة التي لايهمها نقيق الشواذ اطاعةً لاسيادهم ، يجب ان لانجعل من ثقافتنا وتاريخنا وحضارتنا قرباناً للصراعات والتناحر ولايمكن لمؤتمر فقير في كل شيئ من ان يضع حلولاً للتغيير في المجتمع ويحتوي المرحلة ويطوي صفحة من المحن والنكبات التي يعيشها الشعب ويعاني منها المجتمع وعدم الانجرار وراء الخلافات السياسية الغير ناضجة التي يصر البعض من السياسيين المضي بها لتنفيذ برامجهم واهدافهم و اباحة الدماء لكي يبقى ينزف والتأويل بأستخدام التضليل والخداع بتسميات جهوية والاعتماد على تسويق الخلافات تحت سلاح التطهير العرقي وحرب ضد مكون معين لاغفال البسطاء .
ان الشعب العراقي يعيش اوضاع تتطلب من الجميع التعاون من اجل عبور المرحلة الخطيرة التي قد تعصف بجوانب مهمة من كياناته وافراده اذا تهاونا في توحيد قوانا صابرين رغم كل المؤامرات التي تحاك ضده من جهات داخلية وخارجية لتأجيج الاوضاع الامنية والسياسية وليس غريباً على احد وخاصة المراقبين والمتابعين من ان المؤتمرات التي تعقد في بعض الدول مثل الاردن تحت يافطة بناء المدن المحررة هو جزء من ترتيب الاوراق لدعم الارهاب لان اكثر الذين شاركوا فيه متهمون بالوقوف مع الفصائل والمجاميع التي تلطخت ايدي عناصرها بدماء الابرياء وتنطوي على الكثير من التناقضات والشخصيات المثيرة للجدل .
والمطلوبين للقضاء .
ان عقد مثل هذه المؤتمرات في هذا الوقت سوف تزيد من شدة الخلافات والانشقاقات في صفوف الاخوة السنة لانهم هم المستهدفون قبل غيرهم وتدفع لقوى خارجية فاتورة لزيادة تدخلها في شؤونهم والمؤتمر غير قادر من ان يطرح حلولاً للقضايا المصيرية المهمة لهذا المكون العزيز من شرائح الوطن .
هذه السلوكيات مرفوضة باعتبار مثل هذه المؤتمرات المشبوهة لاتخدم احداً او مكوناً لعدم اكتمال اجنحته ومن دُعي اليه لايمثلون احداً سوى انفسهم ومصالحهم والغاية الاساسية كسب الارادات وتعاطف وود اعداء الوطن وهو امتداد لمؤتمر ات فاشلة سبقتها لم يجنى منها شيئ سوى الخلافات في حينها على تقسيم الغنائم.
نحن لسنا ضد عقد اي مؤتمر لتقديم المساعدات لاهلنا المتضررين من جراء الارهاب هذه الظاهرة البعيدة عن قيمنا ومحاربة التنظيمات الارهابية ولاسيما عصابات ( داعش ) ومن تحالف معهم من البعثيين والنقشبندية ومصاصي الدماء طيلة هذه المرحلة ونرحب بأي عمل لتوحيد الرؤى لطرد هذه الزمرة من المناطق المكتوية بنارها ولكن يجب ان تكون في ظل الحكومة الاتحادية وتحت اشرافها بعكس ذلك تؤسس لمعايير سياسية منعدمة من حيث اللياقة الاخلاقية وسلبية السلوك ، يظهر ان المشاركون فيه ملتزمون وفق تلك السلوكيات والاخلاقيات ليكونوا على اتم الاستعداد بما تملى عليهم من البيت الابيض ودول التعاون و لن تخرج بتائج مفيدة انما محاولات من اجل مصادرة الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة والقوات الشعبية الجماهيرية من الحشد الشعبي والعشائر الغيورة ولتأليب الراى العام العالمي على وحدة العراقيين والباسه لباس التطرف والطائفية وتهيئة الاجواء لتغيير موازين القوى في العراق وثم المنطقة وقلب المعايير وتخلية ذمة الارهابيين من الجرائم الشنيعة التي ارتكبوها وافعالهم الدنيئة التي مارسوها ضد الانسان فيه . ان المشاريع التي يهدف هؤلاء للخروج بها مؤشر على مستوى التساقط والانحطاط الاخلاقي لدى البعض من المشاركين فيه… ان مشاركة ذئاب المنصات التامرية في الفلوجة والرمادي والحويجة والممارسات الشنيعة للابتزاز الطائفي واستغلال الفكر المتطرف وزرع الفتنة من عوامل انشار الارهاب ووصمة عار في جبين من قبل اقامة مثل هذا المؤتمر لهم لانه يشكل انحرافاً في مسار الحراك الدائر تجاه محاربة عصابات التكفير .الانتصارات ساهمت بدورها مساهمة كبيرة على توحيد القوى العراقية الشريفة وجمعهم للعمل المشترك بالوقوف معاً واعطت اكلها الانتصارات العظيمة على الارض والنصر عليها بات قريباً جداً وارتفاع اصوات المأزرة لتلك الانتصارات العظيمة التي تتوالى من قبل ابناء الوطن الشرفاء ولم تبخل بالغالي والرخيص في سبيل دعم المقاتلين الابطال والوقوف الى جانب صمودهم .
وواقع الحالي الهدف من المؤتمر دعم الارهاب وتوفير الارضية لهذه القوى الضالة والشريرة في مناطقهم للهروب و لملمت شتاتها من جديد بعد الضربات المتتالية التي لحقت بجحورهم وقطعت اوصالهم ومحاولة البعض مصادرة تلك الانتصارات بعد اندحار الفئات الجاهلة في اكثر من موقع وتغيير موازين القوى لصالح وحدة العراق وعودتهم الى الساحة السياسية لاثبات وجودهم بعد ان طردتهم الجماهير من صفوفها وعرفت حقيقتهم…وقد رفضت اكثر العشائر الابية حضور مثل هذه المؤتمرات واعتبرته محاولة رخيصة لاعادة انتاج سياسيين لا يفكرون سوى بتوسيع نفوذهم وشخصيات بائسة لا مكان لها من الاعراب بين اوساطهم و يصنفون في خانة الساسة المتخاذلين والمنتفعين وسبق لهم ان اضاعوا حقوق اخواننا من الطائفة السنية وباعوا مدنهم وهروبوا محاولين ارسال رسائل من جديد بوجودهم في العملية السياسية ويعلنون من خلال الفضائيات الوقوف معهم ويطالبون بحقوقهم بعد ان تركوهم عرضة للقتل والتشريد ..
هذه التجمعات تمثل حالة من الضياع ولا تؤدي إلا إلى مزيد من تعميق الانشقاق بين القوى العراقية السنية وتعزيز الانقسامات وتفاقم التشرذم وخلق فجوة للصراعات داخل هذا المكون مع الاسف ، بدل التوجه نحو العدو المشترك لكي تضفي مشروعية على أعمال الجماعات التي تمارس العنف و تدَّعي تمثيل طائفتها… ولكن لن تمر مثل هذه الاعمال ، عليهم التخلي عن خلق الهويّات الطائفية وعدم الاصرارعليها لانها الورقة الساقطة في الوحل والعودة الى ساحات القتال للدفاع عن الاعراض مع اخوانهم ومتابعة مجريات مقاتلة الارهاب وكشف مموليهم وداعميهم وحواضنهم ورفع سلاح العزة مع الجماهير الصامدة لتحرير مدنهم والدفاع عن قيمهم وحرائرهم من عصابات الارهاب بدل التسكع في فنادق الدول المجاورة واماكن بعيدة عن ساحات المعارك للدفاع عن شرف العشيرة والارض وعدم الاساءة لعوائل الشهداء والاستخفاف بالدم المراق للدفاع عن الارض والقيم الدينية السليمة من الشوائب ورفض الخطابات التحريضية بهدف الاخلال بسيادة الوطن ووحدة اراضيه وابناء شعبه.
عبد الخالق الفلاح – كاتب واعلامي