اسعد عبدالله عبدعلي
نقل الموقع الخبري (عراق برس) خبراً غريبا, عن أتمام انجاز مستشفى في الحلة, لكن المصيبة أن نفس المستشفى افتتح قبل عامين! فكيف يكون هذا الأمر؟
الخبر يقول: أعلنت وزار ة الصحة السبت 10/9/2016, عن افتتاح مستشفى الأمام الصادق في العشرين من الشهر الجاري في محافظة بابل, وذكر بيان للوزارة، انه “بعد حل كافة الإشكاليات المالية والإدارية وإكمال التجهيزات والمحاليل والمواد التشغيلية والكوادر الطبية والصحية, وما رافق متطلبات إكمال إنجاز واحد من أهم وأكبر المشاريع الصحية في العراق والمنطقة, إلا وهو مستشفى الإمام الصادق (المستشفى التركي) في محافظة بابل .
ويكمل الخبر : ((وكان رئيس مجلس الوزراء السابق قد افتتح في نيسان 2014 مستشفى الأمام الصادق في الحلة (المستشفى التركي)، قبيل الانتخابات البرلمانية آنذاك)), ويكمل الخبر : يذكر أن حجر الأساس للمستشفى التركي وضع عام 2009 وكان من المفترض افتتاحه عام 2013 بكلفة تقدر بـ130 مليون دولار, وبطاقة 450 سريرا مجهزا بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية الحديثة)) انتهى الخبر.
أولا يجب أن نتفق أن ما حصل بحسب الخبر هو نوع من الكذب, ويمكن تعريف الكذب : بأنه يكون إما بتزييف الحقائق جزئيا أو كليا, أو خلق روايات وأحداث جديدة، بنية وقصد الخداع لتحقيق هدف معين, والكذب فعل محرم في اغلب الأديان, وقد يقترن بعدد من الجرائم مثل الغش والنصب والسرقة. وقد يقترن ببعض المهن أو الأدوار مثل السياسية أو الدبلوماسية أو الحرب النفسية الإعلامية, وما جرى كذب فاضح.
وهنا نقف عند نقطتين مهمتين في قراءتنا الأولية للخبر:
النقطة الأولى: الخبر يوضح أن هنالك كذب من اكبر منصب في العراق, بهدف جلب رضا شعبي وتحشيد الناس للانتخابات, خصوصا أن الافتتاح الكاذب جرى في شهر الانتخابات البرلمانية الأخيرة, لرسم صورة من المنجزات الوهمية للسلطة آنذاك, وهذا الكذب يعتبر جريمة بحق الشعب العراقي, لأنه نوع من الاستغفال والضحك على الجماهير, وكان الإعلام العراقي في وقتها بائس, حيث صدق الكذبة ولم يكشف الحقيقة, فقط ألان بعد سنتين عندما أعلن عن قرب افتتاحه الحقيقي, فانكشفت الكذبة الأولى, التي أطلقها حاكم ذلك الوقت.
إن ما جرى مصداق واضح لما عبر عنه الروائي البريطاني جورج اورويل (( لغة السياسة تم تصميميها لتجعل الكذب يبدو صادقاً, والقتل محترماً)), فقط نتمنى أن يكون للعدل تواجد في هذه القضية.
النقطة الثانية : حجر الأساس وضع في عام 2009, أي في العام الأخير من عمر تلك الحكومة, فالهدف واضح وهو غرض انتخابي, للضحك على الناس تحت عنوان انه مشروع حكومي كبير, وهدفه تحشيد الدعم لانتخابات 2010, ولم ينجز في الموعد المحدد له, أي أن هناك غموض وشبهات, حيث كان مقررا افتتاحه في عام 2013, ولم يفتتح فعليا الا ألان في أيلول 2016, فكان المشروع يصب في مصلحة الحكام في دورتين انتخابيتين, فانظر لحجم الكذب والفساد واللامبالاة بالشعب.
هذه القضية أثبتت لي بالدليل أن حبل الكذب قصير, وستكون الفضيحة شان باقي الأكاذيب الكبيرة الأخرى, ونتأمل من جانب أخر أن يتشكل وعي جماهيري عالي, كي يتم إسقاط كل الكذابين.