عندما قام الشعب المصرى بثورته فى 25 يناير وأطاح بنظام مبارك لم يكن فى أستطاعته الثورة والأنقلاب على نظام بأكمله لولا مساعدة الجيش لهم، وهذا ما حدث فى 30 يونيو عندما ثار الشعب من جديد ضد فشل النظام والجرائم التى ترتكب ضد الدولة والمجتمع والشعب نفسه، فكان من حقه الشرعى الأنقلاب على نظام مرسى الإخوان وأن يساعده الجيش فى تحقيق رغبته خاصة وأن الشعب خرج بعشرات الملايين، وعندما يثور الشعب فعلى جميع القوى السياسية إحترام إرادته والإلتزام بتحقيق حريته والتخلص من نظام أعترف أفراده بفشلهم وسوء إدارتهم للحكم، لكن أن يلجأ هذا النظام إلى الأعمال الإرهابية فإنه يجرد نفسه من الشرعية وحقوق المواطنة وممارسة حقوقه السياسية، لأن الإرهاب هو عمليات إجرامية مهما غلفناها بشتى الأغلفة الزائفة التى تخفى هويته الحقيقية المدمرة.
من حق الشعب أن يعرف عبر الوسائل الإعلامية المختلفة بما يتم التخطيط له من مؤامرات عالمية حيث يؤكد الدكتور أنس فوزي رئيس المجلس المصري لدعم الديمقراطية والأستاذ بجامعة تولوز الفرنسية، أن “دولة ألمانيا تعتبر مركزا لتجمع ممثلي المخابرات العالمية مثل الموساد والمخابرات الأمريكية والبريطانية وغيرها، حيث يجتمعون بشكل دوري هناك من أجل وضع الخطط المختلفة لإسقاط مصر اقتصاديا وعسكريا وسياسيا”، وأن “المخابرات المصرية تقوم بإجهاض هذة المخططات في مهدها، وأن من ضمنها هو تمويل الإخوان المسلمين بشكل غير مباشر من خلال جمعيات أهلية أمريكية وأوروبية بحجة أن تلك الجمعيات تساعد الإخوان المسلمين في حربها المشروعة ضد السلطة الحالية في مصر، وقد حصل الإخوان بالفعل على ملايين الدولارات من تلك الجماعات بهدف استمرار إشاعة الفوضى خلال المرحلة الانتقالية”.
من حق الشعب أن يعرف أن تمويل الجرائم الإرهابية ليس فقط من منظمات أمريكية أو أوربية بل المصدر الرئيسى لتمويلهم هى قطر ورجال الإخوان المسلمين الذين يملكون المليارات ولا أحد يقول لهم من أين لك هذا، والغضب الشعبى على جرائم الإرهاب التى لا تقيم وزناً لحياة البشر وأخرها جريمة تفجير مديرية الأمن بالمنصورة وليس جديداً أن يدين الجميع تلك الأعمال الإرهابية الجبانة الغادرة، لكن الجديد هو عدم حظر جماعة يعرفها القاصى والدانى بأنها جماعة إرهابية تتخذ من الدين ستاراً لضرب الوطن والمواطنين من أجل الأستحواذ على السلطة، والغريب أن شعار تلك الجماعة واضحاً للعيان بأنه شعار إرهابى وهو سيفان متقاطعان يوهم الرائى بأنهم يدافعون عن الإسلام، بالتفجير والتفخيخ والقتل والتدمير، ولا توجد منظمة من منظمات حقوق الإنسان تعترض على هذا الشعار الإرهابى أو النخبة الثقافية والدينية والقضائية، وكأن الجميع متفق مع هذا الشعار الإرهابى فى نفس الوقت الذى يدينون فيه الإرهاب ويحاربونه.
هذا التناقض فى الرؤية والفكر والعمل لدى الشعب والقادة والنخبة هو أساس أستمرار قوى الإرهاب فى الأنتشار والتغلغل فى صفوف المجتمع، والحصول على التمويل المادى والبشرى من كل مكان بحجة الدفاع عن الإسلام، إن سياسات الخوف والأيادى المرتعشة وتجاهل تطبيق القوانين الشرعية لحماية الدولة والمجتمع خوفاً من غضبة الدول الأجنبية وخاصة أمريكا، هو خوف أثبت الفريق أول عبد الفتاح السيسى أنه خوف لا محل له من الإعراب بل شجاعة السيسى رفعت رأس كل مصرى عندما رفض محاولات الإدارة الأمريكية التدخل فى الشأن المصرى، ولا أعرف ما الذى أصاب سياسة مكافحة الإرهاب التى جعلت الذئاب تتكاثر وسط ملايين من المصريين الذين من واجبهم الدفاع عن حياتهم وتقديم المساعدة اللازمة لقوات الامن والجيش بما يملكونه من معلومات عن أعوان الإرهاب الذين يعيشون بينهم.
إن مشكلة المجتمعات العربية وخاصة المصرية تلذذ أفرادها بتكفير الآخرين وإيقاع الأذى بهم والأنتقام منهم لأن رجل دين أو داعية وخطيب مسجد أتهمهم بالكفر، وهو سبب كافى ليطلقوا لاعناتهم على الكافرين بدلاً من طلب التوبة أو الرحمة لهم وهى مشاعر تتلذذ بالقسوة والعداء للآخر، وهى أفكار ومشاعر يتم بأستمرار شحنها وترويجها بأعتبارها ثوابت دينية من صحيح الإيمان، وهذا ما يجعل الكثير من طوائف الشعب لديهم الإستعداد العدائى والأنتقامى ضد الآخر المخالف لهم فى رؤيته الدينية، وهذا ما جعل التيارات الإسلامية بكافة مذاهبها تنتشر بسرعة بين طوائف الشعوب العربية من كثرة ما يلقى على مسامعهم من نصوص التكفير والبغض والكراهية للآخرين، لذلك تنجح تلك الجماعات التى تسمى نفسها جهادية بإرتكاب جرائمها بتكتم وتستر الشعب الذى يسهل لهم مهمتهم فى الأختباء والتخفى والتنقل من مكان إلى آخر حتى يقوموا بالتفجير والقتل لأبناء الوطن .
ليس معنى أن الملايين من شعب مصر قامت بأنقلاب سلمى على النظام الفاشل وساندها الجيش فى تحقيق ثورتها وإنقلابها على النظام، أن يقوم أعضاء النظام الفاشل باللجوء إلى الإرهاب والأنتقام من السلطة الأنتقالية والشعب، على تلك الجماعات أن تراجع نصوصها التى تبيح لها كل البشر وأن تحترم إرادة الملايين من الشعب المصرى الذى خرج لإسقاط النظام وخرج مرة ثانية لمحاربة الإرهاب، وهذا كله أسباباً كافية لأحترام إرادة الشعب الشرعية حتى نقف على طريق البناء وليس طريق الهدم