هناده الرفاعي:

 

وصلنا للفرع واصعدنا الدرج للطابق الثالث واجلسوني لا ارى ما حولي وادخلوا الضابط وكنت اسمع صراخة وصوت الضرب ويمتزج بضحكات من حولي ويقولون لي بعد قليل دورك انتي ثم ادخلوا الشاب الثاني وضرب وصراخ واستنجاد وايضا شماتة من حولي وهم يقولون دورك آت ويقربون من اذني عصاة الكهربا ويقولون هل تعرفين ما هذا الصوت وكنت احاول التماسك واقول لنفسي هي حرب نفسية اكثر مم قد يحدث ولكن ذكائي خانني لم تكن حرب نفسية فعندما اتى دوري ادخلوني مطمشة العينين مقيدة اليدين للخلف وهناك من خلع حذائي وكنت انتعل جزمة طويلة وقد اخفيت فيها موبايلي اثناء هروبي وخلع الجرابات ووضعوني في دولاب وقضيب من الحديد تحت الركبتين على الدولاب ثم وجهي للارض وقدمي جاهزة للضرب وبدأ الضرب والتحقيق وكان المحقق يجلس على اريكة في مكتبه الواسع والكثير من كلابه العساكر في الغرفة استطعت لمح بعض من ذلك عندما تتحرك التطميشة على وجهي اثناء صراخي وانا أضرب العميد محمد رحمون من خان شيخون بادلب هو المجرم الذي كان يتمتع برؤية امراة سورية في الخمسين من العمر تضرب بناء على اوامره استطاع معرفه ربع الحقيقة فقد كان جوابي مختصر حتى لا اتورط أكثر وكان يهدد عندما اتردد بالجواب حسنا اخلعوا بنطالها وكنت اصرخ واجيب على السؤال بعد مرور عامين على تلك الليلة ما زلت اذكر كيف كانت الضربة التي اتتني بعد ان قال حسنا فكوها وكنت قد تنفست الصعداء كما يقولون وارتخى جسمي واذ بضربة قوية اقوى من كل الضربات السابقة تأتيني وبقيت بعد ذلك حولي عشر ايام لا استطيع الدوس على اقدامي ومدة اربع شهور خدر دائم في اقدامي المهم اوقفوني بعد ان فكوا الدولاب وبدأوا بالضحك وهم يقولون يلا دبكة راوحي مكانك وكما علمت بعد ذلك حتى يسري الدم ثانية في الاقدام وانزلوني الدرج ثانية ثم ساحة ثم درج اخر لتحت الارض لزنزانتي التي ما زلت اذكر كل تفاصيل الحائط والباب الاسود والأرض القذرة بقيت وحدي بتلك المنفردة ليلتها واليوم الثاني وكنت اظن انها ايام حيث لا شمس ولا ضوء فقط انعكاس ضوء نيون في الممر الخارجي ولا نعرف الليل من النهار ولمدة يومين لم يفتح باب الزنزانة احد ولا ماء او طعام واصوات رجال معتقلين في الزنزانة المجاورة واصوات شتائم العساكر واغلبهم برتبة مساعد واصوات بكاء وتوسل وضرب لا يتوقف