حل أزمة الأقتصاد العراقيّ – ألحلقة الثالثة
لأسباب إقتصادية و مالية يعيش العراق ألموت السريري:
بغض النظر عن المؤآمرات التي تجري على العراق خارجياً .. وهي ليست جديدة بل رافقته منذ القدم؛ هناك ما هو الأخطر الذي يجري داخلياً على الصعيد الاقتصاديّ بإعتباره شريان الدولة وسبب سعادة المجتمع والمؤآمرات المالية والأقتصادية تُمرّر بسلاسة وبشكل قانوني بسبب قادة التحاصص السارقين لأموال العراق لأحزابهم الفاسدة و العاطلة عن العمل وآلأنتاج بلا إستثناء. لذا فإنّ المستقبل يشوبه الغموض و الكوارث و آلثورات ألإنقلابيّة بحسب تناسبها لأجل التغيير الجذري وعلة العلل في ذلك:
هذا قبل 15 عاماً .. حيث أشرت و حذّرتُ تفصيلاً لمسألة الدّيون و القروض الدّولية و آلتي إعتبرتها قيادات الأحزاب التي حكمت من أهم إنجازاتها للأسف بسبب الأميّة الفكريّة و لقمة الحرام التي ملأت بطونهم! حتّى بخبخ رئيس الحكومة وقتها لِمُوقّع و مُبرم العقود مجموعة من أساتذة الجامعات برئاسة ألمدعو جبر صولاغ, لكن ذلك الأخ الدكتور الذي كان يترأس اللجنة الصولاغية و أمثاله من آلقيادات ألحزبيّة و كمن سبقه في الأحزاب المتحاصصة كحزب الدّعوة و البلوة و النشوة و الطامة ممّن ترأس الحكومة العراقية و الوزارات و المجالس النيابية و رئاسة الجمهورية : لم يُشيرو .. أو بآلأحرى لم يقرؤوا .. أو ربما قرؤوا لكنهم لم يدركوا الأبعاد .. لهذا لم يشيروا للمصادر حتى من بعيد حتى أيامنا هذه حيث كثرت الأحاديث عن مآسي و كوارث البنك الدولي, و ها هم اليوم طرحوا القضيّة بعد خراب البلاد و العباد و كأنّهم هم مَنْ توصّل و إبتكر معايبها وعرف حلّها و تفاصيلها و وجوبها في حالات خاصة و إستثنائية فقط, بينما الحقيقة هي العكس لأنهم ليس فقط لم يسمعوا بها حتى مرة واحدة طوال السنوات الماضية ليتسنى لهم إنتقادها و حلها, بل هم أنفسهم مَنْ وقعها و فعَّلها و بخخ العتاوي لِمن وقعها و حصل قروضها لأجل جيوبهم ورواتب ذيولهم و الباقين من العاطلين عن العمل .. و لم يقرأ أفضلهم مقالة واحدة عنها .. لأنّهم يكرهون القراءة و المنهج و الأختصاص و الفلسفة التي هي أم العلوم و يوزنون القضايا بآلكيلوات .. و الكوترات ما دامت الأموال إنفجارية و كفيلة بتستر العبوب.
و هذه هي علّة العلل في فقدان الثقة و إنتشار الفقر و الجهل و التكبر و الفساد و سقوط الأخلاق و خراب البلاد و العباد ألذين باتوا لا يثقّون اليوم حتى لو ظهر صاحب الزمان(ع) بسبب هؤلاء الذين سبقهم في الأمر حزب الجهل البعثي ألذي كان يعطي الثقة و المسؤوليات و يحدد الموازيين على أساس الحزبية و القومية التقدمية جداً, لذا الطرفان البعث الجاهل و المعارضة الأجهل لم يحققا لا أهداف البيطار و الأرسوزي و عفلوق الذين إقتبسوا نظريتهم القومية من الحزب الأشتراكي الفرنسي و كانت تفيد للملمة عشيرة أو حزب أو دويلة بمقايسها المحدودة زمكانيّاً؛ و هكذا المعارضة لم تحقق هدف العليّ الأعلى و خليفته بآلحق محمد باقر الصدر الذي حرقوه و هو في مضجعه بسبب فعالهم التي جعل البعث يسخر منهم, لهذا فقد الناس الثقة بعضهم ببعض وبات الكذب و النفاق و التكبر و زرع التفرقة و الأنتهازية و لقمة الحرام هي الحل؛ هي ألصّفة و العنوان الأبرز لكلّ عراقيّ سياسيّ و أعلامي و إقتصادي إجمالاً بعد ما أثبتنا و تابعنا وعاصرنا مراكز القرار .. و العراق إلى سفال لا محال .. ما لم يتُب هؤلاء الفاسدون مع سبق الأصرار .. بإرجاع الأمول التي وصلت ترليون و ربع الترليون دولار.
فهذا الدكتور مع إحترامي له و بعد إخضاع العراق تماماً: لو تسأله الآن سؤآلاً فنّياً بهذا الخصوص من غير المعلومات التي ذكرها و هي مقتبسة من فكرنا الكوني أساساً؛ فأنك تكاد لا تجد جواباً مفيداً ومُقنعاً للأسف و كل ما فعله و يفعله؛ هو للإستهلاك الأعلاميّ و السياسيّ .. و لذلك إنتظروا الكوارث ما لم يُعلن السياسيون جميعأً أمام الشعب العراقي توبتهم تسبقها إرجاعهم للأموال التي سرقوها و معهم ألمراجع و القيادات الحزبية والدّينية المشاركة في هذا الفساد العظيم؛ [قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ۚ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ, ۗ أ َفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ] سورة يونس/35.
تلك السرقات المباشرة و الغير المباشرة بأسااليب ماكرة؛ هدمت و تهدم كلّ جذور الثقة و الأصلاح و الأعمار الحقيقيّ و التقدم المنهجي في المجتمع على الصّعيدين؛ المدني و الحضاري, فتح آفاق الحروب و النزاعات الداخلية و الخارجية, لأنّ هذا الأخ مع إحترامي له .. كمَنْ سبقه من الرؤوساء و الوزراء و المدراء في الحكومة العراقيّة يخطفون كلّ شيئ أمامهم بلا رحمة و ضمير لأجل الظهور و كنس الأموال الحرام بعد بروزهم لبرهة ثمّ غيابهم للأبد بعد ما يضرب ضربته و تقاعده الذي خطط له .. لأنه ليس صاحب عقيدة إنسانيّة ساميّة يأمرهُ بآلعدل و بلقمة الحلال .. ناهيك عن إسلاميّة نظيفة, و لا يملك العلم المفيد و الفكرة أو الفكر و المشروع المطروح لأنه لا يعرف التفاصيل .. ولا كيفية ألتّنفيذ و غيرها من المتعلقات .. إنّما يتْقن فقط .. عناوين لإعلانها بعد ما قرأها في مقالاتنا الوحيدة التي أشارت لهذه المأساة بعد أوّل كتاب ترجمه للعربية بهذا الخصوص ألدكتور عبد الحيّ زلوم ليبرز لفترة قصيرة و بغير حقّ أو واقع مشهود ثمّ يرحل للأبد, و هكذا تأتي الجماعة الأخرى من بعدهم, و كما فعلت كل الحكومات و المجالس و حتى مجالس القضاء و أعضائها, لذلك العراق يعيش الموت السريري بكل معنى الكلمة, لفقدان الأمانة و الكفاءة و الصدق و التواضع في قياداتها و أحزابها خصوصاً, و حقّاً ما قاله إستاذي ألرّحيم الذي ظلمه البعث و الدُّعاة (1) على حدّ سواء:
[مَنْ منّا مَلَكَ مُلكَ هارون و لم يكن هاروناً]؟
حكمة كونيّة:[(ما ولّت أمّة أمرها رجلاً قط و فيهم مَنْ هو أعلم منه؛ إلّا لم يزل أمرهم يذهب سفالاً حتى يرجعوا إلى ملّة عبدة العجل). و حقا كان حيث ترك بنو إسرائيل هارون و اعتكفوا على العجل و هم يعلمون أنّ هارون خليفة موسى كليم الله].
ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) البعث(ألشعب) بقيادة المجرم صدام قتل جسد الصدر العزيز, بينما دعاة الأجرام قتلوا نهجه, و بنظري الفئة الثانية أظلم من الفئة الأولى.
ملاحظة للأخ الأستاذ مسؤول الموقع أعزه الله..
يمكن نشر التعليق – و هو أساسا – موضوع منفصل كمقال في الموقع لتعميم الفائدة مع الشكر , و الأخ الأستاذ صبحي الكعبي هو السبب في هذا الخير .. فأهل الخير يخصون و يعمون أيضا بكل شيئ ؛ بكلامهم ؛ بكتاباتتهم ؛ بأنفاسهم القدسية و حتى نظراتهم الرحيمة.
عزيزي الغالي صبيح الكعبي: تحياتي و تقديري لجهدك و متابعتك التي تنم عن إخلاصك لنفسك أولا و للأنسانية ثانياً .. و في زمن قل في الأنسانيون ناهيك عن الآدميين.
أعتقد نشرت في الحلقة الرابعة و بيّنت أهم ملامح و عناوين ألحل المطلوب ..
و كذلك نشرت موضوعاً منفصلاً بهذا الشأن عن أخطر كارثة بعد كارثة سرقة الأموال بعنوان يشبه التالي: [ألأسوء الذي سيواجه العراق بعد الفساد الأقتصادي], هذا نص مضمون مع عنوان المقال:
أكبر كارثة بعد سرقة الأموال!؟
إدارة الملتقى 14 فبراير، 2021 عزيز الخزرجي, كتابات, كتابات سياسية :
بعد الكوارث العديدة و آلمتكررة لرئاسة الحكومة و كذا البرلمان و القضاء و النزاهة ووو كل مؤسسات و وزارت الدولة حتى وزارة الخارجية التي يسرق وزيرها الكردي المليارات من موارد الأراضي العراقية التي إشتراها العراق في سيريلانكا و فيتنام و غيرها, و ما عرضناه من مواقف السيد المالكي و العبادي و الجعفري و النجيفي و الحكيم و الحلبوسي و غيرهم من فاقدي الأخلاق و الضمير و الوجدان؛ فقد وصل الوضع في العراق اليوم حالة يرثى لها حقّاً مع مستقبل أسود يندر بآلفناء, على كل صعيد و المتحاصصون في نشوة و فرح لا يهمهم إن نجحت الأنتخابات القادمة أو فشلت .. و هي فاشلة, فأرصدتهم تكفي لملأ بطونهم لقرن آخر .. و كأنهم أدركوا ملامح الجزاء الكونيّ المرتقب بحقهم و قد كلكل نتيجة الفساد الذي أوصلوه حدّاً جعلت حتى (هيئة الأمم المتحدة) تُفكّر بجدّ لإتخاذ إجراآت صارمة بحقّ التربية و التعليم و المعرفة في العراق!
لأنّ فشل التعليم يعني فشل المهندس و الطبيب و كلّ مختصّ و معلم في أداء دوره و رسالته .. و بآلتالي دمار المجتمع برمّته.
لقد وردتنا تقاريرَ تُشيرُ إلى أنَّ المنظمة العالمية ستوقِفُ الإعترافَ بخرِّيجي كلياتِ الطبِّ في العراق عام 2023؛ أو إنَّ سَحْب الإعتراف بالجامعات العراقية سيدخلُ حيّزَ التنفيذ في عام 2024م و ذلك بسبب إفتتاح الكليات الأهلية للأقسام الطبية و عدم الإلتزام بالشروط و المعايير الدولية في هذه الكليات.. و المُلفتُ للنَّظرِ أنَّ قياداتٍ في وزارة التعليم مستمرَّةٌ بالتهديم بشكلٍ كبيرٍ و مُمَنهَجٍ في موضوع إستحداث الأقسام الطبية .. و يُعَدُّ عدمُ الإعترافِ المُتوقَّعُ حَسَّاسٌ و مؤثِّرٌ جدًّا لطلبة الطبِّ في العراق و لا سيما الذين ما زالوا يدرسون في كلّيات الطب، و قد يحول سَحبُ الإعتراف إلى 2024 (و الذي كان محدَّدًا في 2023 لكن تمَّ تأجيله إلى 2024 نتيجةً لوضع الكوفيد١٩).
نظَّمَت في 2010 مُنظَّمَةُ ECFMG وهي منظَّمة أمريكية تُنَظِّمُ الإعتراف بالجامعات و امتحانات USMLE (إمتحانات المعادَلَة الأمريكية للطلاب والأطباء خارج أمريكا) بعض الشروط للجامعات حول العالم لتنالَ الإعترافَ حتى يمكن لطلبتها الدخول و التسجيل في امتحانات المعادلة الأمريكية وحدَّدت بداية سنة 2024 كآخِرِ موعدٍ لنَيلِ الإعتراف، و في حالة لم يحدث ذلك (و هو ما سيحدث للأسف في العراق) فإنه سيُمنَعُ طلبةُ وخرِّيجو هذه الجامعات من الدخول إلى إمتحانات USMLE … و تعمل ECFMG بالتعاون مع كندا وجنوب إفريقيا، و بالتالي لن يمكنكَ التقديم على الماتش و التدريب في أمريكا وتضيع فرصة العمر!
المطلوب من وزير التعليم العالي و بالتعاون مع وزارة الصحة تشكيل لجنة عالية المستوى بعيدًا عن قيادات وزارة التعليم الفاشلة و أحزابهم الفاسدة للخروج من انتكاسة التعليم في المجال الطبي و تدهور الشهادة العراقية و عدم رصانة التعليم لا سيما و أنَّ مجموع الكليات و الأقسام الطبية في الجامعات الأهلية تجاوز ٢٨٩ في حين أنه لا يتجاوز الـ ١٠٠ في الجامعات الحكومية!!
اللهُمَّ لا تؤخِذنا بما فَعَلَ السفهاءُ منَّا .. أللهم أرنا قوتك و عدلك فيهم, فقد قست قلوبهم بسبب لقمة الحرام.
ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد.
استاذي الفاضل
مقالكم اكثر من رائع في تشخيص العلة وسبب المآساة لما حل بالعراق من سرقات واستحواذ وثأر واستئثار على العراق وشعبه
شخصتم فقط بارجاع المال الحرام والتوبة . تقديري العالي لوجهة نظركم ولكن من يتحمل ماحل بالعراق وشعبه من ويلات وتأخر
في مجالات الحياة المختلفة . سنوات عجاف مرت كئيبة ثقيلة كيف تعالج ومن هو المسؤول .ان تفعيل القانون والاقتصاص منهم
حل جذري ومريح للجميع حتى لايفلت المجرم من العقاب لقوله تعالى (( ولكم في القصاص حياة ياأولي الالباب ).
ممتن لكم استاذنا الخرجي على المعالجات القيمة التي تفضلتم بها في حلقاتكم السابقة والانية ومن الله التوفيق