قناعة أمريكا في إحداث التغيير الداخلي لهرم النظام السعودي الحاكم. متى؟ وكيف؟
إن من الأفضل للولايات المتحدة الأمريكية في هذه الفترة الحرجة التي يمر بها العالم أن تستبدل بعض التحالفات المزمنة في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط وبالخصوص لابد لها من تخفيض علاقاتها مع السعودية وبحدود معقولة تتفق مع المنطق والرؤية الواضحة لإوضاع العالم ويقتضي ذلك منها إجراء بعض التغييرات في سياساتها العامة والتخلص من زوائد التحالفات مع الرجعية المتخلفة في المنطقة والتي لاتتلائم مع مقومات الحياة الحرة والحياة الديمقراطية وفي المقابل فإن عليها إيجاد تحالفات حضارية جديدة وإعادة تقييم الدول والحركات بما يخلصها من الإرهاق العسكري والسياسي والإقتصادي الذي يستنزف أكثر طاقاتها والخروج من حالات الحيرة وذلك بإتخاذ قرار جدي يتبنى تطوير العلاقة مع البدائل وتمتين عرى العلاقة مع الأنظمة الديمقراطية التي تعيش حالة التطبيق الفعلي للديمقراطية وعلى أساس التعايش السلمي وتبادل المنفعة، ونرى أن من الأفضل لاميركا والعالم الغربي والدول العربية التي تتبنى الديمقراطية التفاعل فيما بينها وبشكل إيجابي لخلق عالم جديد يتعايش فيه الجميع بعيداً عن العنف كما أن من المؤسف أن يبقى العدو عدواً والصديق صديقاً بصورة دائمة خلافاً للمعقول والمنطق.
إن على الولايات المتحدة الأمريكية وبحسب التقييم الدولي إذ ينظر إليها كراعية للسلام والديمقراطية أن تتخذ خطوات لإحداث التوازن بين الأطراف المختلفة في المنطقة وأن تشرك الجميع على أساس كونهم خلايا متشاركة في النسيج العالمي والدولي بدلاً عن النزاعات والحروب والإقتتال.
ويقتضي ذلك إتخاذ بعض التدابير والخطوات الجدية وإجراء بعض التغيير في سياستها العامة بإعادة النظر لتقييم وتقويم الحالة الثقافية والدينية في المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص والدول القمعية التابعة لها ممن يرعى الإرهاب كما هو عليه في كل من دولتي قطر والبحرين والإنفتاح على الدول الديمقراطية الإسلامية الجادة في إتخاذ السلوك الديمقراطي كمنهج جدي لإحداث التوازن النافع بلا أضرار على أي من الأطراف في الوقت الذي نشع فيه الدول العربية على إبداء المرونة فيما أخذت أمريكا وحلفاءها مواقف جديدة وجدية لتغيير الخارطة السياسية في المنطقة.