شاقةٌ هي الرحلة التي تقوم بها لجنة عربأيدول على قناة(أم ب سي) في إستكشافالأصوات الغنائية من كل بقاع العالم،وبآخر المطاف ينتهي البرنامج بِفوز”الأيدول” صاحب أجمل صوت غنائي، وليِنالفيما بعد لقب”محبوب العرب” بِدون منافس!لسخرية القدر، وعندما يكون الفن لهعلاقة وثيقة بالسياسة، تجد العراقأنموذجاً لحالة” الأيدول” هذه في برنامجإستقطاب الدواعش في أرضه بِدعوة بعضالعملاء العرب، وهو بالمقابل لم يتركباب دولةٍ إلا وقرعه، للوقوف ضد ما يهددخارطته، والمنطقة بشكلٍ عام؛ بعدإنتشار المرض التكفيري في بعض أجزاءه،ولِتُثار التكهنات والتساؤلات؛ فيمعرفة من هي أكثر الدول التي ساندتالعراق في القضاء على عصابات داعش؟!عندها نجد العراق دون منازع في لعبةالموت.فيما يتعلق بِالرياضة، كان العراقالأيدول في إستقطاب اللاعبين العراقيينالمغتربين، وإشراكهم في المسابقاتالكروية، ليُسفر خليجي(22) عن خروجهمبكراً من المنافسة، لِنندب حظناالعاثر، الذي أخرنا عقود من الزمن عنالآخرين، وجعلنا لدينا فريق لا يقلشأناً عن فريق سنغافورة، أو الهند،وأخرى ليس لديها مع كرة القدم شيء.كانت النتائج غير متوقعة حتى هذهاللحظة؛ عندما وجدنا أن العراق هو”الأيدول” في محاربة داعش دون منافس، فيبقاءه طيلة المراحل السياسية يُصارعالموت الأحمر، بأرقام ضخمة وقياسيةللغاية من الشهداء، والأرامل، والمرضىوحجم الخراب الذي ولدته الحروبوالأزمات، لِيفوز فيما بعد،بِلقب”الأيدول” مغدور العرب!قد تكون الحكومة الخامسة؛ قادرةٌ هذهالمرة في قلب المعادلة التي وضع فيهاالعراق، بموقف المُنعزل دولياً فيمجابهة الخطر طيلة ولايتين منصرمتين!ليُثمر تحركها ولو بِقليل من ما عُقد فيمجلس الأمن الدولي، وباريس، وجدة،والأردن من دعمٍ دولي في مواجهة داعش،وإسعاف العراق من كارثته، وإخمادالنيران الحارقة لأجساد العراقيين،وإخراجهم من قعرِ الأزمات.الإنفراج الدولي؛ كان أحد خطوات حكومةالعبادي، وبداياتها؛ الأمر الذي جعلهاجادة، وعازمة في إنتشال العراق منالخطر، لكن الحذر لازال أسيرٌ لدىالبلدان العربية في دعمه، ولازالالإرتياب في مخيلنا حول بعضها؛ بعدتغيير المواقف حول خطر داعش.يبقى الوقت، مع رسم الخطوات؛ عاملاًأساسياً في إنتشال العراق، وإخراجه منعنق زجاجة الأزمات، وفي جميع الأصعدة،لكي يبقى الأيدول” محبوب العرب” فيجميعها، وليس المغدور في أغلبها.
بقلم: علي الغراوي