راسلني الزميل ياسر يكن Yasser Yekken ، فقال: “السلام عليكم، أستاذ معمر، أرغب في تعلم طريقتك في تلخيص كتاب تقرأه واستخراج زبدته. شكرا لك“.
أجبته قائلا: وعليكم السلام، بعد الشكر والثناء، أضع تحت تصرفك بعض المقالات التي كتبتها في ذات الشأن، وحين تنتهي من قراءتها ننتقل لنقاط أخرى تعترضك وتريد التوسع فيها بالشرح والأمثلة.
وكان المقال الأول بعنوان ” قصتي مع عرض الكتب”، والثاني بعنوان “كيف تستفيد من قراءة كتاب”، ثم شرع صاحب الأسطر في تقديم بعض الخطوات لعرض الكتاب وتلخيصه، والمستمدة من القراءة والتجربة، وهي:
القراءة الكثيرة، والمتعددة، والمتضاربة حتى يجمع المرء أكبر قدر ممكن من المعلومات.
هناك قراءة عابرة وقراءة متعمدة، وعلى قدر كل واحدة يكون العرض والاختصار.
لابد من القارىء أن يكون مستقلا عن الكاتب والكتاب حتى يستطيع أن يعرض بحرية.
القارىء مطالب أن لا يبغض الكاتب أو الكتاب حتى يستطيع أن يختصر ويستفيد منه دون أن يعميه الحقد والبغض.
التركيز على النقاط التي حاول الكاتب التركيز عليها، بغض النظر عن كونك تؤيده أو تعارضه.
التركيز أيضا على النقاط التي تحاشى الكاتب عرضها، لأسباب ذكرها أو تعمد عدم ذكرها، لأنه ربما أهم نقطة في الكتاب هي التي تعمد الكاتب عدم ذكرها.
وأنت تلخص الكتاب حاول أن تستحضر ما قرأته عن الكاتب أو الكتاب، ووظف بقدر ذاكرتك بقدر ما يخدم عرض الكتاب وتلخيصه.
تطرق للموضوع الذي تتقنه وتحسنه ولك فيه رأي و كلمة، وحدث عن المصطلح المطروح إذا كنت تتقنه وتحسنه.
بعض الأسئلة التي تحيرك ولم تجد لها إجابة، أعد طرحها وأنت تعرض للكتاب، فإن طرحها سينبهك ويدفع القارىء إلى الإجابة عنها.
تعامل مع الكاتب باحترام شديد حتى لو عارضته، لأن الاحترام ينير الصدر ويساعدك على العرض والاختصار.
وأنت تعرض الكتاب، حاول أن تفرق بين مصطلحاتك ومصطلحات الكاتب، كأن تقول ويسميهم الكاتب بـ “الأهالي”، ليعرف القارىء أن لك مصطلح خاص بك، ومخالف لصاحب الكتاب.
حاول أن تعرض لأمتك من الكتب ما يرفع الهمم، ويبعد عنها اليأس.
الكتابة رسالة، فانقل رسالة طاهرة نقية وأنت تعرض الكتاب.
إذا كنت تبغض شخصا أو فكرة ولا تستطيع التخلص من هذا الحقد، أنصحك أن تبتعد عن عرض كتابه، فإنك ستسىء لصاحبه، ولن تبتدع في العرض أبدا، فالحقد والبغض يعمي.
ركز في البداية على الكاتب الذي تقرأ له والكتاب الذي تتأثر به، لأنه سيكون سهلا على العرض والتلخيص، ولن يكلفك مجهودا، وستكون في غنى عن الصراع، لأنه سيدفعك إلى القراءة ومواصلة العرض لا حقا.
وأنت تعرض الكتاب، دوّن رأيك وبيّن أنه رأيك حتى لا يختلط برأي الكاتب.
راجع باستمرار ما قرأته وما دونته، فكل قراءة تختلف عن القراءة السابقة، وأحسن من السابقة وأفضل، فقد حدث لي أن قرأت كتابا 3 مرات، وكانت القراءة الثالثة مخالفة تماما للقراءة الأولى.
لو كنت متعدد اللغات لكان أفضل وقرأت للكثير بلغات متعددة، ولأن تعرض فكرة بلغات أفضل من أن تعرضها بلغة واحدة.
إبدأ بالكتب ذات الحجم الصغير 100–200 صفحة.
وأنت تقرأ قم باستخراج الأهم وضعه جانبا، وإذا كان الكتاب من الحجم الكبير يستحسن عرضه بالفصل، وإذا صادفتك فكرة هامة قم بعرضها دون انتظار أن تنتهي من الكتاب. فهناك بعض النقاط تلفت النظر، فلا تنتظر أن تنهي قراءة الكتاب، فقد تضيع النقطة التي لفتت الانتباه، فقم بعرض الفكرة، وحين تنتهي واصل القراءة، وتوقف عند كل نقطة تثير الانتباه، فهناك عنوان يثير، صورة تلفت الانتباه، واسم يستوجب التوقف عنده، وتعبير مثير، ومقارنه غريبة عجيبة، وغيرها من الأمور التي تلفت القارىء المتتبع.
أكتب وأنت في كامل تفاعلك مع الفكرة، وإذا خشيت من الانفعال أكتبها واتركها جانبا وعد إليها، لأنه إذا طال عليها الأمد أصابتها البرودة والخمول.
لا أنصح باستعمال الورقة إطلاقا لسهولة ضياعها، وصعوبة مراجعتها، وأنصح بشدة وبقوة بتسويد الكتاب، وتسجيل الملاحظات عبر الكتاب لسهولة الرجوع عليه، وسهولة الاستفادة منه لأن الكلمة المعنية أو الملاحظة المطروحة تكون ضمن الكتاب، ويكفي حينها القراءة الخفيفة لاسترجاع المعنى وتنشيط الذاكرة.
حين تعرض الكتاب وتقوم بتلخيصه وتتلقى في المقابل ردودا قاسية، أو مشينة، أو مؤيدة أو موضحة، وترد عليها بعلم وأدب، إحتفظ بأقوالك والردود و ضفها لعرضك للكتاب، فتثري بذلك وتفيد.