لقد هلهل وطبل وزمر الإعلام العربي الرجعي راقصا رقصة الموت للحشود الخليجية والإسلاموية العربية وغير العربية في مسعى غير نزيه لإضفاء الشرعية والحق المطلق لهذا الحلف في التدخل في شؤون اليمن الداخلية, وتحديدا لإبادة الحوثيين وإقصائهم عن المشهد السياسي بمبررات الدفاع عن الرئيس الشرعي, ولا نعرف من هو شرعي ومنتخب في دول الخليج, وقد عبأ الخليجيون لذلك والسعوديين بشكل خاص جل قدراتهم العسكرية المتكونة من 150 طائرة حربية وجنود أرضيين يتجاوز عددهم أل 150 ألف جندي, وقد انظم إلى هذا الحلف بالإضافة إلى الدول الخليجية “باستثناء عمان ” كل من مصر والسودان والأردن وباكستان, ولكل من هذه الدول الأخيرة أوجاعه وأزماته الاقتصادية والسياسية الخانقة وهو بانتظار النصر المبين على الحوثيين لاستلام المزيد من النفط والغاز والوقود السعودي والخليجي المجاني لحل أزماتهم الداخلية, واستجداء الدول الخليجية للحد من الإرهاب في بلدانهم !!!.
وإذا كان خطر الحوثيين ماثلا للسيطرة على التراب اليمني وفرض إرادتهم بقوة الطرف الإيراني الذي يدعمهم فهذا شأن يمني خاص مع تحفظاتنا على الطرف الداعم لهم وطموحاته التوسعية, فكل الصراعات الداخلية اليوم تغذيها أطراف خارجية, إيرانية منها وسعودية وقطرية ودول أحرى, ولكن من النزاهة والمبدئية والشرعية الدينية أن يقف الخليجيون بحلفهم هذا موقفا واضحا من الإرهاب القاعدي والداعشي منه بشكل خاص الذي يهدد كل الدول الخليجية وغير الخليجية بل ويهدد العالم أجمعه, وكان من الأولى أن يتصدر هذا الحلف قائمة الدول التي تحارب داعش وان تظهر نتائجه على ارض المعارك في العراق وسوريا, لا أن تقف هذه الدول متفرجة على مسلسل الذبح والتنكيل والإبادة الجماعية والتهجير ألقسري الذي تمارسه داعش يوميا, بل إن بعض من دول الخليج تقف داعمة لداعش في السر والعلن ومشجعة لارتكاب المزيد من المجازر بحق الأقليات والطوائف من سنية وشيعية ومسيحية وأيزيدية وغيرها, وتضع شروطا لمحاربة الإرهاب !!!.
كان هذا الحلف الخليجي ـ العربي والإسلاموي استجابة انفعالية قاتلة لإطرافه بسبب من الموقف الإيراني في العراق لمحاربة داعش دون حساب لعواقب هذا التدخل الذي قد يتحول إلى حرب استنزاف للقوات الخليجية والإسلامية بسبب من بسالة وقدرات اليمنيين بكل انتماءاتهم ضد العدو الخارجي, وستتحول الأراضي اليمنية إلى ساحات حرب جبال وسهول وحرب عصابات لا يستطيع الصمود بوجهها الجيش السوداني ولا الأردني ولا الباكستاني وستستمر الحرب إلى أجل غير معلوم إذا قرر الخليجيون والإسلامويون الاستمرار في خوضها !!!.
ليست لدي شك إن الإيرانيين كما هم السعوديين طرف في اشتعال الحريق المذهبي والطائفي في المنطقة, ولكن اللجوء إلى حروب ذات صبغة طائفية عبر حلف معلن سيغذي من ديمومة الصراع الديني والطائفي في المنطقة, ولإيران قدرات لايستهان بها لحرق الأخضر باليابس رغم هدوئها ودبلوماسيتها الهادئة إلى الآن, ولكن الحلف الخليجي وهجومه على اليمن له عواقبه الوخيمة على الدول الخليجية أولا وأخيرا, وعليها الابتعاد الفوري من ساحات القتال والسماح للحلول السلمية أن تحل محل البنادق والطائرات الحربية !!!.
الإعلام العربي المأجور هلهل مباركا للعدوان على اليمن ليست لمصلحة اليمن الشقيق وإيجاد تسوية ترضي جميع المتحاربين بل للانتقام من إيران, وما اليمنيون إلا أريد لهم أن يكونوا وقود رخيص لهذا الانتقام, وان تتحول الأرض اليمنية إلى ساحة لتصفية الحسابات الطائفية والمذهبية الإقليمية في محاولة خليجية بائسة لاستعراض عضلاتها الهشة أمام إيران !!!.
الحوثيون وغيرهم من أطراف الصراع الدموي الجاري الآن بتغذية خارجية عليهم تأكيد انتمائهم للوطن وللتراب اليمني والجلوس على طاولة الحوار البناء المشترك للحفاظ على اليمن أرضا وشعبا والسعي لخلق فرص مواتية لبناء نظام سياسي يتمتع بالقبول والرضا من قبل الشعب اليمني ويشكل دعامة راسخة لا غنى عنها لاحقا في بناء الديمقراطية والتعددية السياسية في المجتمع وللجميع الحق في المشاركة ببنائه !!!.
بقلم: د.عامر صالح