بقلم: عبد صبري ابو ربيع

كنت الراية
عبد صبري ابو ربيع
كنت الراية
فوق رؤوسهم
وفي بؤرة عيونهم
اي قصة واي حكاية ؟
وانت واقف ٌ صلب
كالشجر …
وهلاهل النسوة الغبيات
كان نشيدك
وكان القدر
والصبية الصغار
يتقافزون كالضفادع
فرحين يزعقون
زعيق الحُمر
لم يعرفوا
وانت كنت البطل
مصطفى …
تموت بين الاهل
لم تكن يهوديا ً
ولم تكن سامرياً
حتى تحرق
بل كنت محمديا ً
حيدري الروح والامل
هكذا تموت الابناء
بين الجهلاء
عُباد العجل
لم يدخل الايمان في قلوبهم
ابداً .. لا ورب العلل
رفعوك على الجسر
كنت بيرقاً للنصر
وكنت الشاهد على
خونة العصر
وعشاق العار …
من فتح ابواب الدار ؟
لمغتصب الحرائر
وقتل اخوة الدار
هويت وكنت كالاقمار
شاهقاً كسحائب الامطار
ايها العذاري ..
نم رغداً
هم قادمون
كالعاصف المجنون
حتى ملتقى الرمل والبر
فدمائنا غالية
والله ورب الحشر
انا العراقي
عبد صبري ابو ربيع
كيف لا احزن
كيف لا تدمع العيون
واخوتي في بلدي
يبتغون موتي
وانا سيد الحرب والفنون
وانا ابن آشور
وبابل وسومر وأكد
وانا ابن الاهوار
والرافدين …
وطني عربي
والاقليات في احضانه
كأعراش العنب
والزيتون والليمون
منذ الامد وانا عراقي
الموت يرتهب مني
والغزاة منهزمون
حتى اطراف الارض
لأنني مغرم ٌ مجنون
ولانني ابن الوغى
وابن من رفع
رأسه على القنا
الـ لا منه لنا قسم ٌ
في النوائب والفتون
كيف لا احزن ؟
كيف لا تدمع العيون
وقد لبست اكفاني
ادفع شر ابن
بلدي واخواني
وانا ابن احمد
وسيد العربان
لا ورب العرش
والتين والزيتون
الذلة اثواب سادة العدوان
وانا والموت رفيقان
حتى مطلع الفجر
ورايات نصري ترفرف
فوق جماجم اخوان الشياطين
والسارحون كبعر الماعز
في الفنادق وغياهب الحاقدين
الوطن عليهم مُحرم
خيره والماء والانسم ُ
وعلى من افترى
تدور الدوائر وتنتقم
فالشعب ٌ صلب متراص
ليس فيه طائفي
او عنصري
او منهزم