مأساة ألحسين(ع) بين جفاء الشيعة و جهل السُّنة – الحلقة الرابعة(ألأخيرة)
ثورة ألحسين(ع) لا تحده زّمكانيّ معيّن ولا أية حدود آخرى إلا الكون كلّه .. وهكذا مأساة الحسين(ع) التي لم تقع مرة واحدة وفي أرض معينة لتبقى ذكرى تأريخية و مراسيم طقوسية كما علّمنا خطباء المنبر و مراجع الدّين وكالمعتاد ليومنا هذا .. بل تتكرّر تفاصيل ومراتب عاشوراء معنا نحن الحسينيّون كلّ يوم, عبر مواقفنا في الحياة على كلّ صعيد سواءاً كُنّا أفراداً أو جماعة أو حكومة عادلة .. خصوصاً في المجال الأجتماعي و السياسي و الأقتصادي و التربوي .. بل في كل ساعة من خلال تعاطينا مع تفاصيل مبادئ نهضة الحسين (ع) و تأثيره المباشر في واقعنا العملي, و لست مبالغاً إنْ قلت كل لحظة من لحظات حياتنا و تفاصيل تحركنا و معيشتنا مع الآخرين ولا يتحقق هذا في قلب الانسان ما لم يقتل ذاته!
فالثبات على آلحقّ بالصدق مع آلذات في زمن ألدّجل و آلكذب و آلتزوير رغم ما يُكلّفنا هو موقفٌ حُسيني بإمتياز!
و تحمّل أذى آلآخرين (ألزوجة ألزوج) وآلحفاظ على سلامة أجواء ألعائلة والمُقرّبين لتنشئة جيل صالح واعي مثقّف و شجاع!
و نبذ الغيبة و مقاطعة المغتابين الذين صارت مهنتهم المفضلة في المجالس و الموائد وساعات الفراغ, ممّا سبب تدمير المجتمع وفقدان الثقة بين أبنائه!
و مُداراة ألنّاس و آلسّعي لخدمتهم و آلتّواضع لهم, خصوصاً للمُحتاجين و آلمرضى و أهل ألفكر منهم .. هو موقف بطوليّ مُتقدّم يدلّ على كثرة ألثمر ألّذي جناهُ فاعله لأيمانه ألصادق و آلعميق بقضيّة ألحسين(ع)!
و تعديل نظرتنا للمرأة و آلتّعامل معها أخلاقياً و إنسانياً, كما تعامل معها آلحسين (ع) و ذبّ عنها حتى و هو في أصعب و أشدّ ألمواقف حراجةً .. يُمثّل قمّة ألتمسك و آلثبات على آلمبادئ ألّتي ضحّى بنفسه (ع) وأهل بيته (آل الرسول) من أجلها!
و إنّ حفظ صلة ألرّحم, و آلدّفاع عن ألمظلومين .. حيثما كانوا و بمجرّد سماعنا للظليمة و محاولتنا لأسترداد ذلك آلحقّ المُضيّع بكُلّ ألوسائل و الأساليب ألمُمْكنة.. ثمّ آلسّعي لتغيّر ألمُنكر و إبداله بآلمعروف
و الحكم بما أنزل الله تعالى بين آلعباد هو إيثارٌ لا يرقى لمستواهُ شيء!
و آلصّبر على آلطّاعة و آلمعصية عند تعرضنا لهما ..
و طلب ألعلم للأصلاح و البناء لا للتظاهر و آلفخر والتكبر على الآخرين ..
و معارضة (المنظمة الأقتصادية العالمية) كل بحسب موقعه لأنها تُمثّل رأس الأستكبار .. هي غاية رسالة الحسين (ع) و لا تقلّ عن شهادة و موقف أصحابه (ع) .. بل شهادة و موقف الحسين (ع) نفسه مع فارق العصمة و درجة الأيثار, و لا تَعِيَها إلاّ أذنٌ واعية.

فيا شيعة ألحُسين .. إنّ إمامنا آلمظلوم لم يستشهد لمآرب آنيّة أو سلطة زائلة أو لمواقف عسكرية أو خلافات عشائرية أو لثارات شخصية أو سياسيّة أو إقتصاديّة وإن كانت محنة في وقتها ..
و لا طمعاً بآلخلافة كهدف ..
إلاّ لإقامة ألعدل بين آلناس ..
ولا لأصلاح قانون و حذف آخر ..
و لا للتظاهر بالعصمة و السيادة و الأمامة .. كما تصوّر آلخطباء و “آلعلماء” و ” المراجع” ألتّقليديّون للأسف ؛
إنّما كون ثورته و تضحياته وعداً أزلياً مثّل قضية الكون و حقٌ كونيّ لا دخلَ و لا حقّ للبشر في تحديده و تعينه من ناخِبينّ و وجهاء و شيوخ و أحزاب وإنتخابات و غيرها .. و شهادته (ع) كانت علامةً إنذارٌ لمسألتين أساسيتين يمكننا حصرهما بالتالي:
ألأولى: وعي فلسفة و غاية أحكام ألأسلام و تطبيقاتها في واقعنا ألمعاش على المستوى الشخصي و الأجتماعي أولاً ..
ألثانية: رفض ألظالمين و آلمتسلطين بالمحاصصة و الأكثرية و الأقلية و الدّيمقراطية و التكنوقراطية و الملكية و الليبرالية واليسارية و اليمينية و الشمالية و الشرقية و الغربية و المصالحة و آلمهادنة و التكتلات و آلتحزبات, فجميعها ليس فقط لا تعبر عن حقييقة ألعدالة و روح ألأسلام ألحُسينيّ .. بلْ تُدلّلُ كما شهدنها ولمسناها؛ على ألوان الدكتاتورية و الفساد و الأنتهازية و آلتكبر و التسلط و آلتّلاعب بحقوق و أموال ألنّاس عموماً و الفقراء ألمستضعفين خصوصاً لصالح طبقة ألأثرياء و آلأرستقراطيين و الحاكمين بدعم و إسناد من آلليبراليين ألدّيمقراطيين أو الجمهوريين و أصحاب الجاه و الخطوط المائلة.

أمّا مسألة الأرتباط بالمُستكبرين فهذا موضوع لا مجال له في قاموس مُحبيّ ألحُسين (ع), حتى لو أقاموا ألمراثي و آلعزاء, أو تبرّعوا بشئ من المال, بل يُعتبر إصطفافاً مع آلظلم رغم كلّ المُدّعيات التي يدّعونها كالانتساب للشهداء أو لشيعة الحسين (ع) أو للحسين(ع) نفسه, وهذا كلّه لا يؤدي سوى لتكريس مأساة الحسين (ع) و إدامتها, حيث يستحيل أنْ يكون أمثال هؤلاء ألحاكمون و آلمُعمّمين؛ إنسانييون و منصفون في تعاملهم مع حقوق و كرامة ألأكثرية ألمُستضعفة من آلنّاس بسبب تناقض مواقفهم و لقمة ألحرام ألتي تغلغلت في خلاياهم و ذرّيتهم, و آلأموال ألحرام ألّتي إستثمروها بأسمائهم و بأسماء ذويهم و مُقربيهم في بقاع الأرض, وآلأهمّ من كلّ هذا هو؛
عدم إمتلاكهم لرأيهم لتحكّم ألقوى الكبرى بقضاياهم ألمصيرية و مواقعهم و سكوتهم عن ذلك من أجل مصالحهم.
كلّ هذا لأنّ مفهوم ألسّياسة وآلحكم في فكر الناس وألأحزاب ألسّياسية ألوضعيّة وحتّى ألدّينية ألّتي لا ترتبط بولاية ألفقيه في دولنا هو؛
[ يجوز أنْ تَهدم وطنك و تسرق الناس لتبني بيتك و عشيرتك و حزبك]!
و كلّنا شهدنا أليوم على أمثلةٍ واقعيّةٍ واضحةٍ في إثنان و عشرين دولة عربيّة مسلمة بالأضافة إلى ثلاثين دولة إسلامية أخرى في بقاع الأرض, بإستثناء دولة الأسلام .. ألّتي تتحكّم بقضاياها ألمصيرية و كرامة أرضها و شعبها سلطات و مجالس فقهية عالمة بتوجيه وليّ ألفقيه ألذي ورث الفقاهة من خطّ أهل البيت بأمرٍ من آلأمام ألحجّة(عج) بحسب (ألتوقيع) ألمباشر عنه والذي ورد فيه: {من كان من آلفقهاء صائناً لدينه مخالفاً لهواه مُطيعاً لأمر مولاه فعلى العوام أن يُقلدوه], و الجدير بآلملاحظة أن إمامنا الحجة المعصوم لم يُحدد ألجنسية للمتصدي ألفقيه سوى الصلاح و التقوى, نرجو من العرب ألأنتباه لذلك, فمن الحيف أن يصبح حاكماً من لا يعرف الخرطات التسعة ناهيك عن جواب (الأسئلة الستة) وفلسفتها كونياً.
ألأمام ألحسين (ع) كما الأمام علي (ع) أرادا الحريّة و العدل و آلرّفاه و آلمُساواة بين آلنّاس كونهم كأسنان المشط متساوين في الخلق و الأنسانية و الحقوق و لا فرق بين عالم و أمي و عامل و فلاح و تاجر و كاسب و رئيس و مرؤس, لذلك فالحُسينيّ أبداً لا يُوافق و لا يُوالي ألظّالمين ألذين يتعاملون بالطبقية و الحزبية و المحسوبية و المنسوبية رغم إنّ شعاراتهم و دين دولهم قد تكون الأسلام في الظاهر – كما هو حال عراقنا اليوم و جميع الدّول العربية – لكن ذلك لكمّ الأفواه و إسكات صوت دعاة ألحقّ ألذين يُريدون تطبيق أحكام الإسلام تحت عباءة ألمرجعيّة ألصّالحة ألممتدة من ولاية ائمة الحقّ من أهل بيت الرّسول (ص).

و هكذا فُعِلَ بعد السقوط بأهل العراق ألذين كان أكثرهم يتلّهفُ – خصوصاً ألدّعاة الواعيين – لتطبيق هدف و سرّ ثورة الأمام الحسين(ع) – كي يكون الأسلام دين الدولة بحق .. أحكاماً و تطبيقات و ليس بالشكل و الشعار و الأدّعاء فقط, بل من خلال تفاصيل البنود و المواصفات التي ترد في مواد الدستور الثابت و من خلال سلوك و حياة و أخلاق المتصدين, خصوصاً فيما يتعلق بشخصيّة و مواصفات الحاكم و القائمين على السلطات الثلاث أو آلأربع (القضاء, ألأجراء, ألتشريع, ألأعلام) و نوع العلاقة بينها و بين وليّ الفقيه و صيغ العمل بينهما, و موقع الأنتخابات و مواصفات المُنْتَخَبين و المشرفين على الدوائر و الوزارات بالأضافة إلى القائد العام للنظام الجمهوري ألأسلاميّ ألجّديد, و الذي من المُفترض حسب مفهوم آلأمام ألحسين (ع) أن يكون للمعصوم في زمن الحضور و لوليّ أل فقيه ألذي يمثل ألأمام المعصوم في زمن الغيبة, لكنْ لمْ يحصلْ حتّى أقلّ منْ هذا في عراق الحُسين (ع).

و الغريب إنّ المرجعيّة نفسها مع إحترامنا لها رجعت إلى عادتها القديمة بينما أثبتتْ الأمّة وفائها و إستعدادها للتّضحية و آلوقوف بجانبها على آلرّغم من جهلها الواضح برسالة ألحسين(ع) .. مُضافاً لها ألمواقف الظاهرية الأيجابية للكثير من المسؤولين في النظام الجديد و زياراتهم المنتظمة لها, لكنها إكتفتْ في بداية السقوط بإصدار مجموعة من الفتاوى الإنشائيّة ألتي إنحصرت مضامينها في (ضبط النفس وحرمة قتل المسلم و الصبر و التأنّي في المواقف التي قد تُتّخذْ).

و لم تتعرّض مرجعيتنا العتيدة أيضاً لا من بعيد و لا من قريب في رأيها و موقفها إلى تفاصيل القوانين و الأحكام المصيرية و المواقف ألشّرعيّة من آلأحداث و المحن التي تعرّض لها البلاد؛ من خلال أهمّ بنود ألقانون ألأساسيّ؛ كأمور القضاء و الولاية و الفدرالية و حقوق و كرامة الناس و التي هي الأهمّ و فوق كلّ شيء.

لذلك بقتْ ألكتل السّياسية في الحكومة نفسها تتأرجح بحسب هواها و تراوح مكانها في إصدار ألقوانين و إنتخاب و تشكيل الحكومة على مدى عام كامل لأنتخاب المتصدين فيها, خلال أزمة ألأنتخابات لعام 2010 .. بين المحاصصة و الاغلبية و التكنوقراط و هيمنة القوى الكبرى!

بينما المرجعية ألدينية لم تكن ساكتة فقط؛ بل قفلت بابها و أعلنتْ مقاطعتها للمجتمع العراقي, و لم تُحرّك ساكناً لأنّ حقوقها و رواتبها كانت مُستمرّة و مضمونة من قبل ألممولين من أمريكا و أوربا, ممّا سبّبت ضياع المليارات (أكثر من ستون مليار دولار) من أموال فقراء الأمة, لتذهب أكثرها في جيوب أعضاء البرلمان و الحكومة و أقطاب ألأحزاب ألسياسية التي ليس فقط لم تقدم ما كان مأمولاً منها بل سببت تدمير العراق, في مقابل تلك الأموال الحرام الكثيرة مع إحترامنا لبعض المخلصين.

كما إنّ ألمرجعيّة التي تدّعي إمتثالها لخط ألحسين (ع)؛ نفسها لم تتّخذْ موقفاً واضحاً و إلى الآن و لم تتدخل و لم تنطق بحرف مقابل ما يتعرض له كرامة البلاد و العباد في بلد الحسين (ع) إلى الإهانة و الظلم و الفساد بسبب أهواء المتسلطين و التدخلات الأجنيبة و عوامل الضغط الخارجي و الدّولي و الاقليمي, لتكون بذلك أنها لم تحكم بما انزل الله ..
[و منْ لمْ يحكم بما أنزل الله فأؤلئك؛
هم الكافرون ..
هم الظالمون ..
هم الفاسقون] (المائدة : 44 و 45 و 47).

لقد إتّخذ ألمصلحون الثائرون أمثال ألأمام الخميني (رض) و الشهيد ألمظلوم الفيلسوف محمد باقر الصدر (قدس) و معهم الآلاف من المؤمنين ألرّساليين و المفكرين و العلماء و الفلاسفة الذين إستشهدوا – إتخذوا (الولاية) سبيلاً و نهجاً في الحياة بإعتبارها صمام الأمان لإجراء العدالة و آلأصلاح, و هي آلأوْلى و المُقدَمة على كلّ العبادات التقليدية الأخرى حسب الرواية المشهورة عن الأمام الصادق(ع): [بُني الأسلام على خمس؛ على الصوم والصلاة والحج والخمس والولاية و ما نودي بشئ مثلما الولاية].
يعني في حالة عدم تَحَكّم (ولاية الولي الفقيه في عصر الغيبة هذه) في حياتنا السياسية و الأجتماعية و التربوية و القضائية و الأجرائية والتشريعية بكلّ تفصيل فلا أهميّة و لا معنى و لا إعتبار للصّوم و الصّلاة و الحج و الخمس و الزكاة و العبادات و المراثي الحسينية.

كما أن حديث زرارة(رض) و حديث أبي خديحة(رض) ألمشهورتان و المقبولتان لدى جميع ألعلماء – هما ألحَكمُ ألفصل لخطابنا بآلمقارنة مع خطاب الآخرين من الذين إتّخذوا الحكم وسيلة لمآريهم و الأسلام مجرّد شكل و مراسيم بلا مضمون عملي, و شعاراً بلا تطبيق؛ ليكون غطاءاً لفسادهم و شهواتهم و أنانيتهم و تحزّبهم و نهبهم لحقوق الناس, خارج ولاية المرجعية ألدينية المباشرة لأدراة و توجيه عملهم بما يرضى الله تعالى لضمان سيرهم على خطى آلحسين (ع), كي يُخنقوا و يُحجّموا بموقفهم تلك .. جهلاً أو تجاهلاً مبادئ ألدّين ألأسلامي ألف سنة أُخر بين جدران المساجد و بيوت الحوزة التقليديّة التي أكل عليها الدهر و شرب.

بالطبع هذا الخطاب التقليدي للمرجعيّة ألدينيّة قد أفرح بآلضّمن – من باب تحصيل حاصل – إخواننا (الحكام) وحتى (ألدّعاة)(2) عموماً و آلعلمانيين خصوصاً كي تتفرغ ألسّاحة لهم تماماً ليفعلوا الحلال و الحرام كيفما شاؤوا و حسب أهوائهم و مصالحهم بدون قيود الأسلام, بعيداً عن ألرّقابة ألشرعية ألألهية ألمتمثلة بمرجع تقيّ شجاع مقتدر فوق رؤوسهم ليحكم بينهم بالحق والعدالة والمساواة, وهو يُوجّه و يُحاسب المسؤولين وأعضاء الحكومة و كلّ من تُسول له نفسه بظلم العباد مباشرةً أو عن طريق مُمثّلين أتقياء في كلّ المؤسسات و الوزارات و الهيئات العليا في الدولة لخدمة الناس بما يضمن كرامتهم و عيشهم.

إنّه لَمِنَ المُؤسف جدّاً جدّاً أنْ يُسنّ دستوراً لدول الأسلام وفي مقدمتها عراق الحسين(ع) مكوناً من مائة و خمسين بنداً لتحديد مصير الأمة المنكوبة فيه و هو لا يحتوي على بندٍ إسلاميّ واحد وتبدأ مقدمته بـ (إسم الشعب) .. و المصيبة الكبرى و التناقض الفاضح هو التصويت على أنّ الدّين الرّسمي للدولة هو (الأسلام) كما فعل الشاه أو حكام السعودية و قادة الدول الأسلامية والعربية!

إن ما ورد في مقالنا يمثل الترجمة الدقيقة لخطاب الأمام الحسين (ع) و موقفه .. ذلك آلخطاب الكوني ألذي لا يَعِي ولا يرعى علماء المسلمين التقليديون من مضمونه و موقفه – جهلاً أو جُبناً أو تثاقلاً – سوى ما يُوافق دكاكينهم و فتاواهم و يُؤمّن مصادر رزقهم و حياتهم و حياة أحفادهم و أصهارهم في إطار ألعبادات و آلمعاملات ألشّخصية بحدودها الضيّقة, ليبقى المسلمين ألموالين من شيعة أهل آلبيت(ع) بسببهم مُشرّدين و مُشتّتين في العراق و دول الخليج بشكل خاص بحيث يكون وضعهم جاهزاً لكلّ الأحتمالات و آلمحن لاستمرار تسلّط المتكبريّن و المجرمين و آلأنتهازيين عليهم, أمّا إخواننا ألسُّنة .. فمعظمهم ليس فقط لا يعرفون أصل ألقصّة إلى آلآن!
وحتى آلفرق بين آلأمام ألحُسين (ع) ألمظلوم المقتول و بين يزيد بن معاوية ألظّالم ألقاتل؛ بلْ ألمُصيبة و ألأمرّ من كلّ هذا يقولون:
[سيّدنا يزيد قتلَ سيّدنا آلحُسين]!!؟
و آلمُتشدّدين منهم؛ كداعش وآلطالبان يقولون: [سيّدنا يزيد بن معاوية ألمظلوم ألغير معروفٌ حقّهُ؛ مظلومٌ من قبل ألمذهب ألشيعي لأنّه إجتهد في قتل الحسين فأخطأ, هذا كل ما في الأمر]!؟
و آلأمرّ ألأمرّ .. إنّ آلمجرمين من الوهابيّة الجهلاء يقولون:
[بأنّ آلحسين بن عليّ قتل لأنهُ خرج عن طاعة الخليفة يزيد]!
و لهذا فأنّنا مع هذا آلوضع ألمتخلّف و آلمأساوي .. إنْ لم نعي ثم نُجسّد مبادئ ألحسين(ع) ألأصلاحية بعد معرفة حقيقتهِ قبل كل شيئ؛
[[فأنّ المأساة ستستمر على آلبشريّة بين جفاء آلشيعة و ظلم السّنة وجهل العالم]]!
و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم.
الفيلسوف الكونيّ