عندما يكون المطر كارثة إنسانية
علي الزاغيني
لم تتغير الأمور عام بعد أخر تتدهور الخدمات المقدمة للمواطن وهذا ما اثبت التقصير المتعمد بسبب المحاصصة اللعينة على الرغم من الميزانية الضخمة التي خصصت للخدمات ولكنها للأسف هدرت أو بالأحرى سرقت بطريقة وأخرى و لم يتخذ أي أجراء واضح للعيان للحد من ظاهرة الفساد المستشري والذي كلف العراق ملايين الدولارات وجعل المواطن يفقد ثقته بالحكومة وبالبرلمان وهذا ما لاحظناه من خلال الاستياء الواضح عن السوء في الخدمات المقدمة وبكافة المستويات .
في اغلب دول العالم يكون المطر نعمة ويستفاد من مياه الإمطار ومهما كانت نسبة تلك الأمطار فإنها لا تعيق عملهم و لا تجعل من المطر كارثة إنسانية بل بالعكس تكون هذه الامطار ذات فائدة وتستخدم مياه الإمطار لإغراض شتى يستفاد منها على العكس من العراق حيث يكون المطر نقمة وكارثة انسانية لا يمكن ان توصف لما تسببه للمواطن وبكافة المدن من كوارث تجعله في حيرة من امره , ولعل غرق المنازل احد تلك المشاكل التي تواجه المواطن والتي هي بحد ذاتها كارثة انسانية تتكرر اكثر من مرة خلال السنة الواحدة ناهيك عن السنوات السابقة وهذا ما يجعل المواطن يشعر بقلق وخوف ان يتهاوى منزله او يتخلخل بناءه نتيجة المياه التي تبقى لأيام معدودة داخل منزله حتى يتم تصريفها وبالتالي لا يكون بمأمن خلال فصل الشتاء او خلال فترة تساقط الإمطار وهذا لا يشمل شخص ما او مدينة معينة وانما يشمل جميع مناطق بغداد والمحافظات الاخرى , وهذا الامر يكون له نتائج سلبية على حياة المواطن من الناحية المالية والنفسية وهذا يؤثر سلبيا على حياته وعلى افراد عائلته وقد يصاب الاطفال بامراض او تنتشر امراض نتيجة المياه الأسنة او مياه المجاري التي غالبا ما تطفح نتيجة الاهمال المباشر من قبل الجهات المكلفة بها .
على الرغم من تعاقب اكثر تعاقب اكثر من أربع أمناء للعاصمة بغداد الا انه لم يكن هناك اي تغير ملموس في الخدمات ولا في الوجه الحضاري للعاصمة على العكس من ذلك الامر تسوء يوم بعد اخر بسبب الاختيار الخاطئ لأمناء غير أمناء على عاصمتهم بل لم يمنحوا بغداد اي اهتمام كل غايتهم هو جني ما يمكن جنيه من اموال من خلال مشاريع لم ترى النور ولعل مشروع تطوير قناة الجيش احدى هذه المشاريع , لم تختلف الأمور بعد السقوط الا ان الأمور أصبحت أكثر سوءا مما توقعنا نتيجة الاهمال وعدم محاسبة المقصرين والسراق ونتيجة ذلك التقصير اصبحت واضحة بعد اول هطول للمطر حيث غرقت اكثر مناطق بغداد وتعطلت الحياة واصبحت بغداد وكانها عائمة وسط بحيرة رغم التصريحات الرنانة للمسؤولين في امانة بغداد باتخاذ كافة الاجراءات لمنع حدوث اي حالة غرق وبحقيقة الامر هذه التصريحات غير مجدية لعدم المصداقية لانها تعاد بداية كل موسم شتاء و لكن لا صحة لتلك التصريحات .
لا زلنا في بداية فصل الشتاء واعتقد ان هذا الموسم ستكون الامطار غزيرة حسب ما صرحت به هيئة الانواء الجوية والسؤال هنا هل سيبقى الحال على ما عليه ام ستكون هناك حلول تلوح بالافق او تكون هناك استقالات نتيجة عدم القدرة على انجاز المهام المكلف بها , , وهل سنتوقع ان تكون هناك تعويضات للمتضريين وسط هذا التقشف ؟
علينا ان نستفاد من مياه الامطار ونغمر من خلالها الاهوار وكذلك البحيرات للاستفادة منها موسم الصيف وان نستعين بخبرات الدول المتقدمة بكيفية التعامل مع هذه الكميات الكبيرة من المياه و نستغلها باقصى طاقة ونتجاوز الاخطاء السابقة .
على كل حال لا نتوقع اي حلول تلوح بالافق وستبقى الامور كما هي وتسير نحو الاسوء بفضل المحاصصة وعدم اختيار الأكفاء لشغل المناصب وهذا السبب في الإخفاق المستمر رغم الإصلاحات المزعومة التي لم ولن ترى النور بسبب الضغوط والخوف من خسارة مناصب من قبل الكثير من الأحزاب والشخصيات وهذا يفقدهم ثروات كبيرة إضافة الى كراسيهم المتحركة التي لم تقدم شئ للشعب سوى الويلات .
واخيرا ( يبقى الصراع مستمر بالسيطرة على منصب امين بغداد ولكن الشعب هو الضحية