ما زالوا يقتلون الحسين (ع) ..
حين كان يخطب فيهم سيّد شباب أهل الجّنة .. و يُكرّر خطابه كل ساعة و يوم .. و كم خطب الحسين الغريب .. المظلوم حتى أثناء المسير لكربلاء بعد ما ضاقت به الأرض بما رحبت حتى مسقط رأسه .. و ممّا قال في يوم عاشوراء للجيش العراقي الأموي: [أنا إبن بنت رسول الله .. أنا الوحيد في هذه الأرض .. لا أريد منكم سوى العمل بكتاب الله .. و سنة الرسول .. جئتكم مسالماً لا محارباً ..
وهؤلاء عيالي آل الرسول الذين هم آل الله معي .. و هذه عمامة جدّي و هولاء أبنائي و أهلي .. نحن لم نقتل أحدا منكم ولم نسرقكم ولا تطلبوني بشيء .. ولا أريد قتالكم ..
ثمّ نحن حللّنا ضيوفا عليكم و جئنا بطلب منكم .. أيها العراقيون .. و هذه رسائلكم!

لكن .. أ تدرون ما كان جوابهم؟
كان جواب ألّلؤماء و الخبثاء الأنذال المنافقين .. و كما يتعاملون الآن مع الحقّ المبين و أهله .. بكل وسيلة و واسطة و رشوة رافضين التواضع أمام الحقّ بل و التكبر عليه ..
لقد كانوا يقولون للأمام بلا حياء:
نحن لا ندري ما تقول يا حسين!
نحن لا نريد أن نفهم ما تقول ..!
أضاف بعضهم: لقد وعدونا بكيس من التمر بعد قتلك ..
و آخر يقول : وعدونا بمنصب كبير و هبات و عطيات..
و كبيرهم عمر بين سعد : يصيح وسط الميدان .. إنها مُلك الريّ!
ولم تنتهي القضية عند ذاك الحدّ .. بل إستمرّ الجّهل و أكل رواتب الحرام بوسائل مختلفة حتى من قبل الدّعاة”الميامين” جداً بعد ما كانوا من أشرف الناس و من المدعين للأسلام .. و هم يتوزّرون صورة الصدر المظلوم بكل قباحة و بلا حياء .. لأجل راتب حرام أو منصب حرام ..
و ما زال الجّهل مُتغلغلاً و رفض فهم الحقيقة بذرائع شتى قائما .. و هضم حقوق الفلاسفة و حصارهم و قتلهم سُنّةً وسط أهل العراق كما العربان كما العالم ..
و هكذا قتلوا الحسين .. و لا يزال يقتلون كل شريف و مفكر و فيلسوف بلا رحمة .. و المشهد يتكرّر يومياً .. بسبب لقمة الحرام التي إنهضمت في البطون وسرت في مجاري الدم .. فإنمسخ الجميع.
و لا حول و لا قوة إلا بآلله العليّ العظيم.
الفيلسوف الكوني