سادة وعبيد و” دوغما غوجية ” !!
احمد الحاج
لو إفترضنا جدلا والـ ” لو زرعوه بالصين وما خضر ” كما يقول أجدادنا ، أن مجموعة من غائبي الوعي لو أرادوا إطلاق إسمي – ابو داعيكم – على عيادة شعبية بائسة في ناحية نائية تيمنا بي – عن أي إنجاز قدمته لهم ؟ لا ادري !- فإن أول خطوة يتحتم علي القيام بها إنما تتمثل بالذهاب الى العيادة المذكورة لمتابعة ما تقدمه الى المرضى من خدمات طبية ورعاية صحية ،فإن كانت دون المستوى الإنساني المطلوب فيتوجب علي اطلاق حملة لتأهيلها وعلى المستويات كافة وبخلافه فسأطالب “عشاق العبودية ” بحذف إسمي من الواجهة فورا ﻷن وضعه على- مسلخ خانة بشرية – بمثابة إستهانة بآدمتهم ومصادرة لعقولهم وإهانة لي وليس تكريما ،ﻷن ” العبيد السعداء هم ألد أعداء الحرية” على حد وصف الكاتبة النمساوية ماري فون ابنر!
اليوم عندما أتجول في طول العراق وعرضه وأجد عشرات المدارس والمستشفيات التي تحمل إسم فلان الفلاني أو علان العلاني سواء من اﻷحياء أو اﻷموات ثم أستمع الى حجم القصص المروعة التي تحوم حولها من رسوب وغش ونقص خدمات وغياب رعاية وأكوام نفايات أسأل نفسي ” ترى هل يعلم صاحب الإسم المرفوع على الواجهة أو من يمثله – حزبيا ، عشائريا ، مذهبيا ، قوميا ، مناطقيا – ما يجري ها هنا من مهازل ومآس يندى لها جبين البشرية ؟ هل تفقد تلك المؤسسات أو تبرع بمال لتأهيلها وتجهيزها دفاعا عن إسمه المرفوع أو من يمثلهم على اﻷقل فضلا عن رعاية – العبيد – الذين لهجوا بأسم سيدهم وإعتدوا به برغم معارضة الخصوم لهم ، العبيد أمثالهم ، لرفع إسم سيدهم بدلا منه ؟ الجواب لا بالتأكيد ﻷنها جزء من الهالة الإعلامية التفخيمية للأنا ، الإقصائية للـ” هو” وﻷن العبودية وباء يدفع السادة في كل زمان ومكان الى تطبيق القانون الفرعوني المقيت الذي حذر منه الباري عز وجل في محكم التنزيل أيما تحذير :” فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ” ، اذ ان إستخفاف السادة بعقول ومشاعر العبيد قوة يعشقها الطرفان ماقبل صحوة الثاني بعصف ذهني ، أو كنس اﻷول بعاديات الزمان التي لايسلم من غوائلها أحد ووووثورة !

وبناء على ماتقدم أكاد أجزم بأن مأساة العراقيين اليوم إنما تكمن في الـ ” دوغما غوجية ”
وعذرا لجميع الفلاسفة والمفكرين عبر التأريخ ممن أيدوا العبودية من جهة وفرقوا بين ” الدوغماتية ” وبين ” الديماغوجية ” من جهة اخرى على إعتبار أن مفهوم أحد المصطلحين يغاير اﻵخر وهذا صحيح وﻻشك اﻻ أن العراق اليوم يعاني بحسب تصوري القاصر – ولا ازعم المفهومية – من الـ ” دوغما – غوجية – ” وهو مصطلح إضطررت الى نحته من المصطلحين اﻵنفين ، والنحت كما تعلمون هو أسلوب بلاغي لدى العرب يستعمل للإختزال نحو قولهم – الحوقلة – وتعني ” لاحول ولا قوة الا بالله ” ، التهليل ” وتعني ” لا اله الا الله ” ، البسملة ” بسم الله الرحمن الرحيم ” وهكذا دواليك .
الدوغماتية بإختصار على وفق الموسوعات السياسية لمن لايعرفها هي : الجزمية ، المعصومية ، اللادحضية التي تجعل من الفكرة التي يتبناها أحدهم غير قابلة للنقاش مهما ساق اﻵخر من اﻷدلة النقلية والعقلية لدحضها وتفنيدها !
اما الديماغوجية فهي : الغوغائية ، الدهماوية والتي تعني النزول الى حضيض رغبات الرعاع والسوقة للحصول على رضاهم بغية السيطرة عليهم وتوظيفهم لخدمته !
اليوم تجد اﻷحزاب السياسية – الباقلائية بالدهن الحر – سواء القومية منها أم الطائفية هي ” دوغماتية “بإمتياز مع منافسيها السياسيين وﻻتقبل مناقشة أدبياتها والفكرة اﻷساس التي تقوم عليها وتسعى الى تحقيقها عبر الوسائل والغايات فيما تجد ذات اﻷحزاب “ديماغوجية ” مع جمهورها تنزل عند رغباته الشهوانية للسيطرة على مقدراته المادية والمعنوية وشعارها في ذلك ” تريد أن تتظاهر تظاهر …تريد فرصة عمل ، كهرباء ، ماء ، صحة ،تعليم .. ظل تظاهر عيوني ولن أمنحك ماتريد ولو تشلع عيوني ” ولو اخترع الجمهور – دينا جديدا – فان الدماغوجيون سيباركون له ذلك بل وسيخترعون له وقائع تأريخية و نصوصا اسطورية لا أساس لها من الصحة لخطب وده مادامه يحافظ على تقديم فروض الطاعة والولاء و- الاصابع الينفسجية – لهم ودفع المقسوم صاغرا ومن غير نقاش فضلا عن تبويس اللحى والشوارب وربما البساطيل ايضا لحين انتهاء الدورة التشريعية والحصول على الجوازات الدبلوماسية والارصدة الفلكية والعودة الى بلد الجواز والجنسية الثانية محملا باكاليل الغار وبالمليون الرابع عشر بعد المليار من خيرات العراق الذي دخله حافيا يبرى بظفره القلم ذات غزو وضياع !!
وﻻحياة في العراق حاضرا ومستقبلا مالم يتخل العبيد وهم حطب الظلمة ووقودهم في كل الحروب والفتن العبثية التي يوقدون أوارها يصدق فيهم قول قائلهم :
كنا لكم حطباً في كل نازلةٍ .. فلا تكونوا لنا حمالة الحطبِ
اقول عليهم أن يتنازلوا عن الركون الى الدوغماتية و فكرة أن اﻵخر – حمار- حتى يثبت آدميته ، متهم في عقله ومعتقده حتى تثبت براءته ، فيما هو ومن يقودهم من رعاع ” افلاطونيون حتى تثبت سقراطيتهم ” وعليهم أن يتخلوا عن فكرة ان ذرف التماسيح دموعا عند رؤية الحملان العطشى والسماح لها بالشرب من النهر برهة من الزمن يعني أنها قد تخلت عن وحشيتها التي جبلت عليها واصبحت راعية لحقوق الحيوان وانما هي المكيدة – الديما غوجية – كمقدمة وخطوة أولى للإفتراس اﻷبدي اذ ان انسانية التماسيح الوقتية ﻻتعني الحب بأي حال من اﻷحوال ﻻفرق في ذلك بين محمية في جنوب أو شمال !
ايها الفقراء، ايها البسطاء ،تحرروا من نظرية – السادة والعبيد – الإستبدادية وفكرة ” اليد التي ليس بوسعك ثنيها ، قبلها وادع عليها بالكسر ” هذه الفكرة التسلطية التي ارضعتم اياها رضاعة صناعية وطبيعية ، وثقوا ان من يلعبون بمقدراتكم ﻻيتعاطفون معكم ، ولم ولن يدافعوا عنكم ، كما انهم ليسوا بأفضل منكم اﻻ انكم رضيتم بالعبودية والهوان فأمتهنوكم واستخفوا بكم – دوغما غوجيا – ومن يهن يسهل الهوان عليه ,,ما لجرح بميت ايلام .اودعناكم اغاتي