الكاتب المُتملق سلعة عَفِنة
سهير أحمد العبيدي
Asass79@yahoo.com
من قصيدة للشاعر نزار القباني:
“ما هو الشعر إن غدا بهلواناً – يتسـلى برقصـه الخـلفاء
ما هو الشعر.. حين يصبح فأراً – كسـرة الخبز –همه- والغذاء
وإذا أصبـح المفكـر بـوقاً – يستوي الفكر عندها والحذاء”.
أبتلي إعلام العراق بعد سقوط الصنم, بأشخاصٍ لا يعلمون أن للكلمة شرف, فراحوا يعبدون أشخاصاً, زعماءً كانوا أو سياسيين فاسدين, كغيرهم ممن كانوا يتملقون لصدام, وحالهم هذا كحال الشعراء الذين تكلم عنهم؛ الشاعر السوري نزار قباني.
إنَّ أغلب الساسة ورجال السلطة, لا يهتمون لما يقوله المتملقون عنهم, فكُلٌ منهم يعرف ما هو, فإن كان من العادلين بحكمه, أو فكره الذي يريد ترويجه, فهو لا يحتاج للمدح والثناء, كما يعلم السيء أن الإعلام الزائف, لابُدَ أن يُكشف يوماً, ليسود وجه الكاتب المتملق, من أجل ورقة أو داراً أو سيارة.
قد لا يعلم أغلب الكَتبة, أن ما يكتبه محاسَبٌ عليه, و يجب أن يكون خيراً, والتملق ليس من الخير, وليس من الممكن أن يكون الكَذبُ إصلاحاً قرأنا فيما قرأنا, لشخص أسلوبه جميل, وعلى ما يبدو أنه أكاديمي, فاسمه يسبقه حرف د- , وتعني أنه حاصلٌ على شهادة الدكتوراه, وهي من أعلى الشهادات, من خلال اِطلاعنا, على ما تطرق له بكتابة مقالاته, يبدوا أنه حصل على تلك الشهادة, بثمن مقبوض وتملقٍ حتى الثمالة.
كتب أحد أصدقاء الدكتور الحسني مقالاً عنه, وهذا بعضٌ مما قال” أيقنت بما لا يقبل الشك أنّ الرجل, قد وقّع عقداً احترافياً, مع فريق المالكي وبأجرٍ كبيرٍ جدا جدا” وهذا ما لمسته من خلال ما قرأته, من كتابات الدكتور الحسني, حيث هاجم كل قادة الكتل السياسية العراقيين, إلا واحداً هو أفشل من الفشل, خلال دورتين حكوميتين, ترك تلك الفترة الزمنية المهمة, إلا وهي فترة تسنم السيد المالكي, مسؤولية رئيس مجلس الوزراء, والتي انتهت بفاجعة العراق, سبايكر ومن بعدها سيطرة داعش, على ثُلثِ مساحة العراق.
أخذني فضول الكاتب, لأبحث عن حياة هذا الدكتور الإعلامي, فوجدت الآتي” سليم الحسني شخص مصاب بالشيزوفرانيا, منذ أيام صباه الأولى عاش الانحراف, وشَرِبَ من كأس الرذيلة, من دَسٍ وكَذِبٍ حَدَّ الجَزع، تَمَلُّقٌ وانتهازية؛ الحسني أو(علي سنبة), كما هو اِسمه الحقيقي, قاده ليكون (قلم دار) لدى محمد حسين فضل الله، الذي يختلف وتختلف عنه ومعه, مرجعية النجف الأشرف, بكل أقطابها وعلى مر تاريخها”
ويكمل الكاتب مقاله” اِنتَقل إلى سوريا بعدها، ليعيش في أزقة اللاذقية، تحول بعدها الى أوربا، وهو مع كل انتقالةٍ, يزدادُ قبحاً ونذالة ويتشبع بالرذيلة، ليجيد الدور المطلوب منه تأديته, في ضرب مرتكزات المجتمع العراقي, اِبتداء بالمرجعية وليس انتهاء بالشعائر الحسينية”, كما انه لم يدع قائداً سياسياً إلا وهاجمه, فبدأ بالجعفري زعيم تيار الإصلاح, الذي كان يعمل موظفا لديه, يقول أحد كتاب المقالات, بعد ما اطلع على سيرة الدكتور الحسني” بعد أن افتضح أمره من قبل القراء, الذين بدأت نسبتهم بالتناقص كثيراً، بدأ بالتجاوز على الرموز الدينية وعلى المرجعيات الكبيرة, وآخرها التجاوز والتطاول, على السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر, قدست نفسه الزكية” .
فتباً لإنسان حامل رسالة, أن يبيع رسالته بمال الدنيا, ليخسر الآخرة بإرادته, فيكون مقره جهنم وساء مصيرا.
وفيما نحاول الكتابة وأثناء تصفح, لا حظت اسم الكاتب موضوع مقالي هذا, لأقرأ له مقالاً, يتهجم به على المتحدث باسم تيار الحكمة؛ لظهوره بلقاء تلفزيوني قال فيه: أن المرشح ضمن المرشحين, حسب مواصفات المرجعية, هو السيد حيدر العبادي, فتعساً للحسني ولصنمه المالكي.
وكما قال الكاتب غفار عفراوي, في إحدى مقالاته ينصح الحسني, وذلك عام 2016″ عليك أن تتذكر أن التاريخ, لن يكتب ان سليم الحسني أخْلَف فيلا, وملايين الدولارات وبضعة سيارات، ولكنه سيكتب ان سليم الحسني, باع تاريخه من أجل المال الرخيص .”
قال إبراهام لينكولن, الرئيس السادس عشر, للولايات المتحدة الأمريكية, وكأنه يخاطب سليم الحسني” تستطيع أن تخدع بعض الناس بعض الوقت؛ لكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس؛ طول الوقت”.