ألحُكم في آلفلسفة ألكونيّة:
مواصفات ألحُكم و آلحَاكم في (آلفلسفة الكونيّة العزيزيّة)؛
فلسفة الحُكم و الحَاكم في الفلسفة الكونيّة تُمثّل الوسيلة التي تُوصلنا لمدينة العشق و السّلام عبر تهذيب و تسوية ألنفوس و تحقيق حالة التواضع لبلوغ درجة ألآدميّة لنيل ألسّعادة و آلرّفاه والمحبّة في المجتمع بعد نبذ الطائفيّة و العشائرية و الحزبية والنفاق ألذي يعمي البصر والبصيرة, لأعتقاد الكونيّ بأنّ الناس عندما يرون الحاكم والمسؤول يعيش كآلمواطن و لا يخرج عن سنخيته وجنسيته الآدميّة تزداد ثقتهم و محبتهم له, بل يسعون لنصرته والسّير على نهجه لتحقيق المزيد في طريق العدالة والمساواة لمجتمعهم ولبقية الشعوب والأمم ليعيش الناس أجمع آمنين سالمين يتنعمون بالرّخاء والسلام و الأمن حتى لا يبقى هُناك غنيٌّ وفقير وحاكم ومحكوم وظالمٍ ومظلومٍ ومُتحاصصٍ ومهضومٍ و رئيسٍ و مرؤسٍ, بل الجميع سواسي في لقمة الخبز والراتب و المخصصات والخدمات وآلتعليم والفرص على كلّ صعيد وكما كان الحال أثناء حكومة علي(ع).

مشكلة المسؤوليين والحكام في بلادنا و العالم عبر العصور متشابكة؛ وأخطرها هي أنّهم و بسبب الأوهام والظنون وقلة الوعي وقوة الشهوة وآلتّسلط في وجودهم و بطونهم الكبيرة وعقولهم الصغيرة التي تتغذى من أصل الشّر وهي (النفس)؛ هي أنّهم يرونَ نهب الناس وسرقتهم والأحتيال والكذب عليهم أساليب شرعيّة مُبرّرة تدخل في باب التقيّة لأهداف أكبر(أيّ تطبيق نظرية التزاحم) في الفقه, والحال أنّ جميع فعالهم لا تخرج عن دائرة ألنفس ذلك أنّ الله لا يُطاع من حيث يُعصى .. و لذلك صارت نفوسهم ألخبيثة ألمصدر لتخريب البلدان وتحطيم العدالة و الأمن والسعادة وبآلتالي زوال الثقة بين أبناء الأمة, و ليس أمّامنا اليوم سوى تأكيد قول الله تعالى الذي لم يفهمهُ الناس بما فيهم المفسرين – نستثني منهم العُرفاء – رغم تكراره كلّ يوم و شهر وسنة ومناسبة من خلال قراءة القرآن و ختمه .. حيث قال تعالى:
[لا يُغيير الله ما بقوم حتى يُغييروا ما بأنفسهم] يعني كلّ نفس ملهمة بآلخبث و الأنانيّة والنفاق ولا بدّ من مراقبتها على الدوام و تطهيرها بعد تقويضها و تحجيمها لتكون مُهيّئة لبدء الأسفار الكونيّة](1) وكما قال عليّ في آلنّهج:
[ميدانكم الأول أنفسكم؛ إن قدرتم عليها كنتم على غيرها أقدر] بمعنى لو قدرت على كسر النفس وإذلالها؛ يُمكنك بعدها البدء بآلأسفار, و لكن و بسبب ألأميّة الفكريّة وإنحطاط الوعي وقوة النفوس وفاعليتها في الشّر و النفاق و موت القلوب وميلها للحرام؛ حارب المتحاصصون مع ذيولهم الذين يُمثلون 320 حزباً تنضح بآلجّهل والفساد والشهوة؛ المفكريين الحقيقيين ألشرفاء و من معهم من المؤمنين بآلفلسفة الكونيّة لعلمهم بأنّ مجيئهم سيقطع دابر فسادهم و جشع نفوسهم.

و قد بيّنتْ ألفلسفة الكونيّة تعريف (المثقف) الحقيقيّ بكونه: الأنسان ألسويّ المُتواضع الذي قيَّدَ نفسهُ و ألجمها بلجام التقوى والمحبة معلناً الحرب عليها كي يبقى الناس منه في أمنٍ و سلام, لأنّ التقوى بدون آلمحبّة في فلسفتنا لا تغني كثيراً, ولهذا يتحذّر السّاسة المُتحاصصون من فسح المجال أمام هؤلاء خوفاً من إنقطاع نهبهم و حصصهم و فسادهم و كما كان يفعل حكام الجور مع الأولياء الصالحين على طول التأريخ و للآن مُعلنين فصل الدِّين عن السّياسة ليفعلوا ما يشاؤون!

إن الشعب ألعراقي المتظاهر أليوم ضدّ من إدّعى الدّين والدّعوة والوطنية لذرّ الرّماد في عيون ألناس بآلأختفاء خلف(شمّاعة) حزب الدعوة والمرجعية و بعد 15 عاماً من حُكم النّهب والفساد والفشل؛ قد سبّب أصابة الناس باليأس من الإصلاح وتطبيق العدالة التي شوّوهها الفاسدون للأستمرار بالحكم؛ لكن .. وليعلم الشعب كله بأنّ تظاهرهم وحتى ثورتهم ضد الفاسدين لا يكون لوجه الله والعدالة ما لم يُبيّنوا إستيعابهم بآلفلسفة الكونية؛ لأنّ الثورة بسبب الجّوع وآلظلم الواقع فقط لا تُثمر كثيراً .. فبمجرد الأحلال محلهم, فإنّهم سيكررون نفس المأساة لأنّ نفوسهم الشبقية ستجرّهم للفساد ما دامت فاعلة و الجيوب خالية و العقول شاردة لأدامة آلنهب والفساد كردّ إنتقاميّ على ظلم و فساد من سبقهم من الحاكمين لتحقيق مصالح شخصيّة ضيّقة .. مقابل هدم الوطن وهدر حقوق الناس, من حيث (ما جاع فقير إلّا بما مُتّع به غنيّ) كما جاء في نهج البلاغة والحكمة ولذلك لا خلاص و لا نجاة لشعب أو أمّة إلا آلأيمان بمبادئ الفلسفة الكونيّة عاجلاً أو آجلاً.
الفيلسوف الكوني / عزيز الخزرجي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الأسفار الكونيّة, هي تلك الأسفار التي عبّر عنها الفلاسفة بطرق و مناهج شتى, بدءاً بآلملا صدرا و السهرودري و الشيخ الأكبر و السبزواري و الأنصاري و إنتهاءاً بآلخميني و الصدر, و ختامها بآلفلسفة الكونية, فآلملا صدرا: حدّدها بآلأسفار الأربعة, و الشيخ الأكبر و معاصره أبو سعيد أبو الخير وتلميذهم إبن سينا قد إختصروها بآلأسفار السبعة, أما الشيخ الأنصار فقد فصّلها بإحدى و خمسين محطة للعبور و آلوصول إلى مدينة العشق الأبدية, فيرجى مراجعة سلسلة مباحثنا الكونية بعنوان: [أسفار في أسرار الوجود], على شبكة الأنترنيت, و يتكون من خمس مُجلدات.