حوار مع مواطن عراقي
قال لي: هل تعلم ان ما تكتبه هذه الأيام يَصْب في خدمة الشيعة؟
قلت وما العيب او الخطا في ذلك؟
قال: لأنك تمنح الشرعية لهم في تحكمهم بمقدراتنا وتهميشهم لدورنا الوطني وتشريد ابنائنا لسنوات طويلة
قلت: ليس لدي اي اعتراض او تحفظ في ان يحكمني شيعي عربي لأي مدة من الزمن شرط ان يفوز في انتخابات حرة ونزيهة وديمقراطية فهو شريكي في الوطن وفِي العيش المشترك.
قال: ان الاستفتاء في كردستان ربما يمنحنا فرصة التخلص من الهيمنة والسطوة والارهاب الذي مارسته سلطة المنطقة الخضراء ذات التوجه الطائفي فلماذا لا تؤيد الاستفتاء الذي سيؤدي لأضعاف هذه السلطة وصولا لانهائها بِعد
انفصال الشمال
قلت: اسمع يا هذا واصغ الى ما أشرحه لك حول هذا الموضوع فالسلطة متغيرة ولا يمكن ان تبقى الى الأبد وهي في تعريفها المبسط تتشكل من مجموعة من المواطنين مهمتهم خدمة الشعب لمدة محددة من الزمن وحينما تفشل هذه السلطة في تقديم خدمتها للشعب عندها يصبح من حق المواطنين معارضتها بكل الطرق والوسائل حتى يتم تغييرها والسلطة لا محال ستنتهي مهما طال بها الزمن اما الوطن فهو ثابت لا يتغير وهو دائما على حق ولهذا فمن غير الجائز الوقوف ضده او ضد وحدته الترابية تحت اي مبرر من المبررات والوطن هو الارض التي يولد ويعيش فوق اديمها المواطن وهو الجغرافيا والتاريخ وهو منظومة القيم والمعارف التي يورثها المواطن عن الآباء والاجداد فليس من الجائز ولا بأية حالة من الأحوال الخلط بين الوطن والسلطة .
والدفاع عن الوطن هو بمثابة دفاع عن الكرامة والشرف.
قال: هل افهم من كلامك هذا بأنك مستعد للوقوف مع السلطة التي تحمل نفس الشعار الذي ترفعه انت؟
قلت : انني مستعد للوقوف مع اي جهة او فئة تدافع بشرف وصدق عن وحدة الوطن والشعب بصرف النظر عنً توجهها السياسي.
قال: وهل افهم من كلامك بأنك تتبنى موقف متشدد ضد مطالب الأكراد بحق تقرير المصير؟
قلت: لابد ان تتذكر بأنني كنت احد الموقعين على بيان ١١اذار عام ١٩٧٠ الذي أعلن عنه في ظروف طبيعية خالية من اي ضغوط داخلية او خارجية فكيف يمكن ان أقف ضد مطالب الإخوة الأكراد المشروعة والتي تقرها القوانين وتحددها الاتفاقات الشرعية الان اما ان يستولي الأكراد على أراضي عراقية ليست لهم وهي اكبر من حجم منطقتهم، فهنا يبرز الأشكال الكبير وتصبح العملية ضرب من ضروب اللصوصية تحت غطاء المطالبة بحق الاستقلال فكيف تريدني ان أوافق على المشروع الكردي الذي يسرق من وطني هذا الحجم من الارض.
قال: فما هو رأيك إذن ببعض العناصر العربية التي أعلنت اصطفافها مع مشروع الاستفتاء؟
قلت: ان اغلب هؤلاء اختلط عليهم الامر فبسبب ما لاقوه من الظلم والاضطهاد طوال سنوات ما بعد الاحتلال اعتقدوا بان الفرصة أصبحت مؤاتية لهم لمعاقبة تلك السلطة من خلال تأييدهم لمشروع الاستفتاء ولَم يدركوا انهم بمواقفهم هذه إنما يعاقبون الوطن وطن الآباء والاجداد وليس السلطة اما القسم الاخر فبينهم من أجبرته ظروف الاضطهاد ومن ثم احتلال منظمة داعش الإرهابية على النزوح من مدنهم ومساكنهم والعيش في مخيمات بكردستان تحت رحمة الأسايش والبيشمركة طوال السنين الماضية لا حول لهم ولا قوة. ولا يجب ان ننسى بان قلة من هؤلاء خونة باعو شرفهم للآخرين.
صلاح عمر العلي
Saalali22@iCloud.com