ابدؤوا بتكريم شهداء التحرير وانصفوا عوائلهم
حميد الموسوي
داعش ومشتقاتها بديل ذكي عن الحروب العالمية والحروب الثنائية وحرب التحالفات التي ا شعلتها وتشعلها الدول الكبرى وخاصة الولايات المتحدة الاميركية طمعا في ثروات الدول الصغيرة والمتوسطة وانعاشا لاقتصادها وتغطرسا وطغيانا لفرض هيمنتها على الشعوب . ان ما تم العثورعليه- وخاصة في مدينة الموصل وقبلها مدينة الفلوجة – من ورش ومعامل متطورة للتفخيخ والتدريع وانتاج الاحزمة الناسفة والعبوات اللاصقة ،ومن مختبرات كيميائية حديثة واسلحة فتاكة واجهزة اتصال تعمل بالاقمار الصناعية وبنادق قنص لالاف الكيلومترات مزودة بنواظير ليلية دقيقة ، ومن حفارات عملاقة لفتح انفاق وانشاء مدن بعمق 10 كيلومترات وامتداد مئات الامتار تحت الارض ، وما وجد من ادوية وعلاجات واجهزة ومعدات طبية حربية .. ومن.. ومن دوائر اعلامية واسعة الانتشار،ومن الكيفية التي يتم فيها تجنيد هذه الشراذم واساليب ترحيلهم عبر المرور بعدة دول قبل وصولهم تركيا ومن ثم التحاقهم بداعش في العراق وسوريا، كل ذلك يؤكد بدليل قاطع ان هذا التنظيم مرتبط بجهات عالمية نافذة، تديره قيادات ذوخبرة عالية ، وتشرف عليها عقليات ذكية خبيثة، وبدليل اقطع ان اميركا وحلفاءها خططوا ومولوا ود ربوا نفايات الشعوب من متشردين ومجرمين ارباب سوابق وعصابات جريمة منظمة ومن يائسين بائسين بحيث تم استغلال فتاوى الفكر الوهابي التكفيري المنحرف كما وزجوا بنزلاء السجون الاميركية من عتاة المجرمين حيث ان سلطاتهم القضائية تخير بعض المجرمين على استبدال احكامهم بالمشاركة في حروب خارج اميركا . وبادلة واقعية اخرى تمثلت بتدخل القوات الاميركية في بعض المعارك ومنعها للقوات العراقية من اقتحام المدن ثم ترسل طائراتها لانقاذ قيادات معينة ورفع اجهزة اتصالات مجهولة ، واضطرارها لقتل قياديين خرجوا عن طاعتها او احترقت اوراقهم واستبدالهم باخرين .لاشك ان حرب المدن تمثل اصعب واخطر واشد الحروب، وهذا ما اكدته الوقائع وشهدت به الاكاديميات الحربية العالمية، وحتى شبه بعض الخبراء حرب تحرير الموصل بتحرير مدينة ستالين غراد الروسية من احتلال الالمان .بل ان المقاتلين العراقيين فاقووا الروس صمودا وبسالة.كما صنفواالقوات العراقية بانها الاولى في المنطقة والعاشرة عالميا .
لم تكن مدينة الموصل وحدها ، لقد سبقتها مدن ديالى وصلاح الدين وآمرلي وجرف النصر، ولحقتها الفلوجة والرمادي . قاتل العراقيون بايمان وشمم وعزيمة اذهلت العالم ..قتال شوارع ومن بيت لبيت في خنادق مختلطة واضعين حماية الاطفال والنساء والشيوخ نصب اعينهم مسجلين اروع الملاحم البطولية الانسانية في تاريخ الحروب .وصدق فيهم قول الشاعر :
لبسوا القلوب على الدروع واقبلوا
يتهافتون على ذهاب الانفسِ
لم تكن خلفهم فرق اعدامات المتخاذلين وصلم اذان الفارين ومع ذلك لم يفر احد ولم يتراجع احد ،بل حتى جرحاهم يرفضون الاخلاء والتمتع باجازة !.
لم تنمح لهم انواط وسيارات وبيوت واراض .. لم تهدد عوائلهم بقطع البطاقة التموينية..لم ولم ولم . وللانصاف وللتاريخ ان فتوى الجهاد الكفائي التي اصدرها المرجع الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني للعراقيين بلا استثناء اعطت الزخم الاعظم للمتطوعين من الحشد الشعبي والعشائري شيعة وسنة، وانظم لهم مسيحيون و اكراد فيليون وتركمان وايزيديون وشبك في تلاحم وطني -قل نظيره- صار ظهيرا ودرعا للقوات المسلحة من جيش وشرطة اتحادية وشرطة مكافحة الارهاب .تلاحم اعاد للقوات المسلحة هيبتها بعد انكسار فرضته ظروف وعوامل واسباب مازالت مجهولة لحد الان . حرب المدن هذه اكسبت العراقيين خبرات قتالية تراكمية في حرب المدن ، جعلت من قواتنا المسلحة ومتطوعي الحشد مفخرة للعرب عامة وللعراق خاصة واجبرت الاعداء على ان يحسبوا الف حساب قبل ان يفكروا في العدوان على العراق واهله . خابت مخططات من ارادوا اذلال العراق وهزموا بينما ازددنا توحدا و عزما وشموخا ورفعة .واتماما لهذا النصر العظيم ندعوا الحكومة والمنظمات العالمية والدول الداعمة لاعادة بناء واعمار نينوى ان تبدا اولا وقبل اي خطوة باعادة الحقوق والاملاك لاصحابهاوخاصة المسيحيين والايزيديين والشبك كونهم المتضرر الاكبر والعدو الاوحد لداعش واعوانها،وان يتم احتضان عوائل شهداء التحرير وتكريمهم والاسراع بصرف الرواتب التقاعدية لهم. ثم تبدأ عملية الاعمار بترانيم نواقيس كنائس الموصل العريقة واذان مساجدهاالاصيلة .