مشروع الخميني في العراق/3ـ 3 الأخير
ماهو مشروع الخميني؟
علي الكاش
قال الخميني في8/9/1988 مخاطبا قومه” إجعلوا حقدكم على العراق يكبر مع أبنائكم وأحفادكم، كي لا تنسوا وينسى أبنائكم إن هذا البلد قد أخر تصدير ثورتكم لعقود قائمة”.
بعد الإطلاع عن التزام زعماء العراق الشيعة بتنفيذ مشروع الخميني في العراق، وان الحشد الشعبي هو أداة تنفيذ هذا المشورع، لنتعرف على المشروع نفسه.
مشروع الخميني في العراق
. الجانب الديني
لم تكن الأراء الفقهية للخميني تختلف عن الآاء التي وردت في كتب من سبقه مثل الكليني والمجلسي وابن بابويه القمي وغيرهم، بأستثناء تطوير عقيدة ولايه الفقيه التي سبق أن طرحها مفكرون غيره، ويمكن تلخيص آرائه الدينية بالآتي:
ـ عقيدة الولاء والبراءة من الخلفاء الراشدين الثلاثة وأمهات المؤمنين عائشة وحفصة.
ـ سب الصحابة والإيمان بإرتدادهم عن الإسلام الا ثلاثة.
ـ فشل النبي (ص) في تحقيق الدولة الإسلامية.
ـ تكفير كل مسلم لا يؤمن بالولاية، سيما النواصب والخوارج وبقية الفرق.
ـ الأيمان بالغيبيات والتنجيم.
ـ الغلو بالأئمة والأيمان بمعاجيزهم وأساطيرهم.
ـ الإيمان بنيابه الفقهاء عن الإمام الغائب.
ـ تعطيل الجهاد الإسلامي حتى ظهور الإمام الغائب.
ـ إعتبار النوروز العيد الثالث للمسلمين.
ـ تفضيل الأئمة على الرسل والأنبياء.
ـ احياء مراسم عاشوراء كما جاء في وصيته التي نشرت عام 1989″ من جملة ذلك ان لايغفلوا ابدا عن مراسم عزاء الائمة الاطهار، وخصوصاً عزاء سيد المظلومين ورائد الشهداء ابي عبد الله الحسين صلوات الله الوافرة وصلوات انبياء الله وملائكته والصالحين على روحه العظيمة المقدامة، وليعلمو كل اوامر الائمة (ع) في مجال احياء ملحمة الاسلام التاريخية هذه”.
علما انه كل النقاط الواردة في أعلاه توجد نصوص تؤكدها وأخرى تتعارض معها، ولولا الإطالة لذكرناها، ولكن يمكن الرجوع اليها بسهوله في كتابي الخميني (تحرير الوسيلة) و(الحكومة الإسلامية).
2. الجانب السياسي
يتجلى مشروع خميني بوضوح من خلال ما نص عليه الدستور الإيراني من جهة، وما ورد على لسان المسؤولين الذين عاصروا الخميني وحملوا لواء نشر مشروعه.
أ. نشر المذهب الشيعي في الدول العربية عبر ما يسمى بتصدير الثورة، وإنقلاب الأقليات الشيعية على الحكام السنة، قال الخميني” لان المرفوض هو الحكومات الشيطانية والديكتاتورية والظلم، حيث ان ذلك يكون بهدف التسلط.والدوافع المنحرفة. والدنيوية التى حذر منها الانبياء هي جمع الثروة والمال وحب السيطرة والطغيان”. قال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني في ذكرى الثورة الايرانية عام 2015 معبرا عن مشورع الخميني ” إن الدلائل على تصدير الثورة الإسلامية إلى عدد من المناطق باتت واضحة للعيان، فقد وصلت إلى كل من اليمن والبحرين وسوريا والعراق وحتى شمالي أفريقيا، وأن هذا الأمر يعدُّ من أبرز إنجازات الثورة التي قام بها الخميني وأطاحت بحكم الشاه نهاية سبعينات القرن الماضي ، بتكرار الثورة الإيرانية في البلدان الإسلامية الأخرى كخطوة أولى نحو التوحد مع إيران في دولة واحدة، يكون مركزها طهران”. كما قال سليماني خلال اجتماع عقدته لجنة قيادة الاقتصاد المقاوم في مدينة كرمان جنوب شرق البلاد في 9/3/2017 ” ان ايران لن تسلم العراق الى الولايات المتحدة لان العراق جزءا من التاريخ الايراني”.
ب ـ فرض عقيدة ولاية الفقيه على بقية الدول، قال الخميني” في عصر غيبة ولي الأمر وسلطان العصر عجَّل الله فرجه الشريف يقوم نوَّابه العامة – وهم الفقهاء الجامعون لشرائط الفتوى والقضاء - في إجراء السياسات وسائر ما للإمام (ع) إلا البداءة في الجهاد”. (الحكومة الاسلامية/52). بمعنى خضوع كافة مقدرات الدولة لسيطرة الفقيه الدينية منها والدنيوية. وأضاف” على الفقهاء والعدول أن يتحينوا هم الفرص وينتهزوها من أجل تنظيم وتشكيل حكومة رشيدة”. (الحكومة الاسلامية/34).
ج. زرع الفتنة الطائفية بتكفير أهل السنة وإلحاق الأذى بهم، قال الخميني” الأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتُنِم منهم وتعلق الخمس به، بل الظاهر جواز أخذ ماله أينما وُجِد، وبأي نحو كان، ووجوب إخراج خمسه”. (تحرير الوسيلة1/325). وأضاف ولا تجوز الصلاة على الكافر بأقسامه حتى المرتد، ومن حكم بكفره ممن انتحل الإسلام؛ كالنواصب، والخوارج، ويعتبر مال الناصبي حلال يؤخذ أينما وُجِد”. (المصدر السابق1/78).
د. الإستيطان الفارسي للأراضي العربية، وإحياء الدولة الساسانية القديمة، ويكون مقرها في بغداد كما أشار أعوانه فيما بعد. وجعل الدول العربية عمقا ستراتيجيا لإيران، وجبهة متقدمة لمحاربة ما يسمى بالإستكبار العالمي. قال آية الله أحمد علم الهدى، عضو مجلس خبراء القيادة الإيرانية وممثل المرشد الإيراني علي خامنئي، في محافظة خراسان في 18/8/2017 ” إن إن حدود إيران أصبحت بالعراق والشام وسواحل المتوسط. وان القوات الإيرانية المدافعة عن حرم أهل البيت في العراق وسوريا لا تقاتل خارج حدود البلاد، بل ان هذه قوات الإمام الرضا والتي ذهبت للعراق وسوريا من أجل نشر الدين. وأن بادية العراق والشام وسواحل البحر المتوسط ليست نقاط خارج هذه الدولة، وأن قوات الدفاع عن الحرم تقاتل ضمن جبهة الاسلام”. كما أعلن نائب قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، في تصريحات له في 31 أكتوبر 2016، أن ” حدود إيران وصلت إلى البحر الأحمر وشرق البحر الأبيض المتوسط”.
هـ. إستمالة مشاعر العرب بتبني القضية الفلسطينية وإعتبارها قضية المسلمين الأولى، ومازال نظام الملالي يتاجر بهذه القضية، فقد إعتبر الخميني في بداية الأمر ان طريق القدس يتم عبر كربلاء، وصارت كربلاء والعراق كله بيدهم، ومازال الأمر كما هو، بل ان الميليشيات الموالية لنظام ولاية الفقيه (جيش المهدي) هي التي حاربت اللاجئين الفلسطينيين في العراق فقتلت المئات وشردت الألوف بحجة انهم أنصار الرئيس العراقي السابق، وتغير تحرير فلسطين من كربلاء الى يروت، ثم دمشق، وعدن، وغزة.
ـ زعزعة الأمن الداخلي والإستقرار والسلام في الدول الإسلامية من خلال نشر الخلايا النائمة، وتفقيس الميليشيات الإرهابية، ومطالبة الأقليات الشيعية في الدول الإسلامية بالعصيان والتمرد على الحكام السنة، بحجة ان أوامر الفقية مستلمهة من إمامهم الغائب. فقد صرح العميد مرتضى قرباني، رئيس مؤسسة متاحف الثورة الإيرانية في 1/10/2015 أن ” خطوط دفاع الثورة الإيرانية باتت اليوم في اليمن وسوريا والعراق ولبنان، ونحن على أهبة الاستعداد لتطبيق أوامر المرشد الإيراني خامنئي، للتحرك في أي مكان لأنه هو من يقود هذه البلاد والثورة ولأنه ممثل الإمام المهدي المنتظر في العالم”.
مما جاء في وصية الخميني للشيعة” ان لاتغفلوا ابدا عن مراسم عزاء الائمة الاطهار، وخصوصاً عزاء سيد المظلومين ورائد الشهداء ابي عبد الله الحسين صلوات الله الوافرة وصلوات انبياء الله وملائكته والصالحين على روحه العظيمة المقدامة”. ويضيف” وتعلمون ان لعن بني امية – لعنة الله عليهم – ورفع الصوت باستنكار ظلمهم – مع انهم انقرضوا وولوا إلى جهنم – هو صرخة ضد الظالمين في العالم، وابقاء لهذه الصرخة المحطمة للظلم نابضة بالحياة”. (وصية الخميني نشرت عام 1989). نترك المقارنة والتعليق للقراء الأفاضل.
يحث الخميني الشيعة على لعن الأموات من بني أمية، وهذا يخالف توجيهات النبي(ص) فقد ورد في الحديث” لَا تَسُبُّوا الْأَمْوَاتَ، فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا”. (أخرجه البخاري). ومن يتحجج بالقول أن الله تعالى لعن الظالمين في الكتاب العزيز، فأن النبي(ص) حلٌ هذا المشكل في الحديث النبوي الشريف” لَا تَلَاعَنُوا بِلَعْنَةِ اللَّهِ وَلَا بِغَضَبِهِ وَلَا بِالنَّارِ”. (أخرجه أبو داود). فما يحق للذات الإلهية المقدسة لا يعني إقراره كحق طبيعي للبشر.
اننّي أدعي بجرأة ان شعب ايران وجماهيره المليونية في العصر الحاضر أفضل من شعب الحجاز في عهد رسول الله”. أما التكملة من الوصية فهي” وأفضل من شعب الكوفة والعراق في عهد امير المؤمنين والحسين بن علي صلوات الله وسلامه عليهما. ذلك الحجازالذي كان المسلمون ايضا في عهد رسول الله – صلى الله عليه واله – لا يطيعونه ويتذرعون بمختلف الذرائع حتى لايتوجهوا الى الجبهة، فوبخهم الله بآيات في سورة التوبه وتوعدهم بالعذاب ولقد كذبوا عليه(ص) الى حد أنه لعنهم على المنبر – حسب ما روي واهل العراق والكوفة اؤلئك الذين اساؤوا كثيراً الى امير المؤمنين، وتمردوا على طاعته. وشكاواه – عليه السلام – في كتب الاخبار والتواريخ معروفه. ومسلمو العراق والكوفة اولئك الذين صنعوا مع سيد الشهداء ما صنعوا واولئك الذين لم يلطخوا ايديهم بدم شهادته،اما أنهم هربوا من المعركة أو قعدوا فكانت جناية التاريخ تلك”. (وصية الخميني نشرت عام 1989).
الخلاصة
ما يردده بعض الزعماء الشيعة في العراق وذيولهم من الزبابيك بأن الحشد الشعبي مؤسسة عراقية تابعة للقائد العام للقوات المسلحة، وإن الحشد الشعبي يأتمر بأمرة القائد العام هي اكذوبة، وهذا ما وضحناه في تصريحات الزعماء العراقيين والإيرانيين عن مشروع الخميني والحشد الشعبي، ودور الخامنئي وسليماتي في تأسيس الحشد الشعبي أسوة بالحرس الثوري الايراني.
اعتمدنا على أرشيفنا الخاص بالتصريحات الواردة في المبحث، لغرض المحاججة والإستدلال المنطقي، بما لا يقبل الجدل.
علي الكاش.