اليوم الثاني من زيارتنا لمرسى بن مهيدي الملاصق للحدود الجزائرية المغربية، شملت الملاحظات التالية..
بعد صلاة الفجر وأخذ قسط من النوم، إستقيظ الجميع لتناول قهوة الصباح في جو عائلي يبعث على السرور.
كلفت أم الأولاد وليد وأكرم لشراء السردين وبعض اللوازم، وبدوري إشتريت فاكهة والخبز، والفرينة، والكمون لطهي السردين.
عدت من جديد أجوب شوارع طول الشارع الرئيسي لوسط المدينة، لأبحث عن قاعة لاستعمال الحاسوب ، والتواصل الاجتماعي. وفعلا إتصلت لأول مرة بزملاء الصفحة، لوقت قصير جدا دون أن أتفاعل معهم.
تحتوي دائرة مرسي بن مهيدي على كل متطلبات الحياة، وهي عبارة عن خدمات تقدم للمصطافين.
بيوت الخواص ذات الطوابق ، والبيوت البسيطة من دون طوابق، وٍمرأب السيارات، وضعت كلها تحت تصرف المصطافين للكراء. فهي مدينة للكراء بامتياز.
كنت أعتقد أن المناطق الحدودية مهمشة منسية، لكن مرسى بن مهيدي الملاصقة للمغرب تكذّب هذه النظرة بشكل مطلق ونهائي. فهي مدينة جميلة، ونظيفة، تعامل أهلها مع المصطافين من داخل الوطن وخارجه، جعل مستواهم عال وحسنا في التعامل ، واختيار الكلمات الرقيقة، وحسن الاستقبال، والتوجيه الحسن.
رغم أن مرسى بن مهيدي ملاصقة للمغرب، لم ألاحظ تأثرهم بعادات وتقاليد جيراننا المغرب، وكأنهم يعيشون بعيدا عن منطقة حدودية، دون أدنى تأثير.
وقد لا حظت هذه المرة، أن ظاهرة تهريب البنزين لم تكن بارزة للعيان كما كانت منذ 7 سنوات حين زرت تلمسان، وقد كتبت عن رحلتي يومها، وأفردت ” للحلابة ” بتعبير المنطقة، أي الذين يأخذون البنزين الجزائري ويبيعونه للمغاربة مجتازين الحدود الجزائرية، فصلا بأكمله، في مقال بعنوان ” في ضيافة أقصى البلاد “.
بعد صلاة العصر وتناول قهوة المساء، إتجهنا إلى شاطئ موسكاردة، الذي لا أعرف معنى هذا الإسم، وقد سألت عددا من المقيمين ولم أتلقى إجابة. فموسكاردة شاطئ يقع بين جبلين، ويحيط به الأشجار، وشاطئ رملي، وسهل جدا للسباحة بالنسبة للأطفال، وبما أنه بين جبلين فهو دائم الهدوء.
من الملاحظات التي لفتت إنتباه الزائر، أغلب البنايات والعمارات المخصصة للمصطافين، يضع أصحابها على مدخلها حنفية ماء، يستعملها مستعمل العمارة أو البناية لغسل رجليه من الرمال العالقة، حتى يبقى نظيفا ولا ينقل معه الرمال إلى سكناه، فيبقى بالتالي السكن نظيفا من الرمال. ويمكن أيضا لعابر السبيل أو آخر من المصطافين أو غيرهم أن يستعملها. وهذه من الحسنات التي يشكر عليها سكان مرسى بن مهيدي، ويرجو المرء أن تعمم على كافة أرجاء الوطن.