في مثل هذه الايام ، قبل نحو سبعة عقود، وفي كانون الثاني عام 1948 تحديدا، شهدت البلاد العراقية، وخاصة العاصمة بغداد، احتجاجات وتظاهرات شعبية واسعة، عرفت تاريخياً بـ”وثبـة كانون” وذلك احتجاجا ضد معاهدة “بورت سموث” البريطانية – العراقية، التي اجمعت القوى والاحزاب والشخصيات الوطنية، على جورها، وعدم توازنها وانصافها، على اقل وصف ..
    وهكذا كان لشاعر البلاد، محمد مهدي الجواهري، الموقف ذاته، وزاد من ثورته على تلك المعاهدة، وغضبه منها، ومن اصحابها: مهندسين، ومؤيدين ومروجين، حين أصيب شقيقه الاصغر (محمد) جعفر، بجروح بالغة خلال الاحتجاجات، برصاص شرطة العهد الملكي، ثم ليستشهد بسبب ذلك بعد ايام، الى جانب من أصيبوا، او أستشهدوا، وغالبيتهم من الطلبة والشباب .
   وبرغم ان عصماء الجواهري”اخي جعفر” راحت، وما برحت، الاشهر بين شعر الجواهري في تأرخة احداث واحتجاجات “وثبة كانون”  إلا ان هناك المزيد من القصائد الاخرى التي وثقت لتلكم الهبة الشعبية، ولشهدائها ومجرياتها بهذا القدر او ذاك، وهذا ما سنتوقف عنده في متن هذه التأرخة الشعرية الموجزة.
    لقد جاءت قصيدة  “اخي جعفر” التي قاربت المئة بيت، هادرة منذ ابياتها الأول، مليئة بالغضب العارم، والتساؤلات المفعمة…وجاء مطلعها:
اتعلم أم أنت لا تعلمُ ، بأن جراح الضحايا فمُ
فمٌ ليس كالمدعي قولةً ، وليس كآخر يسترحم
يصيح على المدقعين الجياع ، اريقوا دماءكم تطعموا
ويهتف بالنفر المهطعين ، أهينوا لئامكمُ تكرموا
 … وقد القى الشاعر الخالد تلكم الميمية في محيط جامع “الحيدرخانة” ببغداد، امام حشد جماهيري كبير، ووسط اجواء مؤثرة، ولاهبة، بمناسبة مرور سبعة أيام على استشهاد جعفر، وتكاد ان تكون في جميعها رسالة اليه، وحوارات معه، فياضة بالعاطفة والذكريات حيناً، وبتقديس الايثار والتضحية ، أحايين أخرى، فضلاً عن اشاعة المفاهيم الوطنية والتنويرية، وهي الأساس في بيت القصيد، او ابياته، كما نزعم:
أتعلم أم أنت لا تعلمُ، بأن جراح الضحايا فـمُ
اتعلم أن رقاب الطغاة ، أثقلها الغنم والمأثم
وان بطون العتاة التي ، من السحت تهضم ما تهضم
وان البغيّ الذي تدعي من الطهر ما لم تحز “مريم”
ستنهد ان ثار هذا الدم ، وصوت هذا الفم الأعجمُ
واذ تهدأ المشاعر قليلاً، ولو في بعض أبيات وحسب، تأتي المقاطع التالية من الملحمة الجواهرية التي نحن عندها، لتبدع في وصف “جعفر” الشقيق… فهو “رُواءُ الربيع” و”زهرة من رياض الخلود” و”قبسٌ من لهيب الحياة” و”طلعة البشر” و”ضحكة الفجر”… وما إلى ذلك من مشابهات متفردة تنبض بالمحبة، وتفيض بالعاطفة الانسانية الجامحة…
أخي جعفراً يا رُواء الربيع ، إلى عفن بارد يُسلَمُ
ويا زهرةً من رياض الخلود، تغولها عاصف مرزمُ
لثمت جراحكَ في فتحة ، هي المصحف الطهر إذ يلثم
وقبلت صدرك حيث الصميم ، من القلب منخرقاً يحزمُ
وعوضت عن قبلة قبلةً عصرت بها كل ما يؤلم
لقد توقف، عند هذه الرائية الجواهرية الوجدانية، الوطنية، التنويرية كتاب وباحثون عديدون وما برحوا، لأهميتها التاريخية، والشعرية… ومما نؤشراليه أيضاً في هذا السياق، ما جاء فيها عن استقراء الشاعر الخالد في واحد من مقاطع القصيدة البارزة، لتاريخ البلاد اللاحق، وتنبؤاته حوله، وهو ما تأكد بوضوح، والى حاضرنا الراهن، على ما نرى:
اخي جعفراً لا أقولُ الخيال ، وذو الثأر يقظان لا يحلمُ
ولكن بما أُلهم الصابرون، وقد يقرأ الغيب مُستَلهمُ
أرى افقاً بنجيع الدماء ، تخضب واختفت الأنجمُ
وجيلاُ يجئ، وجيلاً يروح، وناراً ازاءهما تضرمُ

•    قف بأجداث الضحايا
        ومما نوثق له عن قصائد الجواهري حول وثبة كانون، ومجرياتها، قصيدة اخرى سابقة للميمية اعلاه، نشرها بعنوان “قف بأجداث الضحايا” وذلك بعد صدور بيان رسمي عن البلاط الملكي عشية 1948.1.28 رافضا المعاهدة، ومحاولا حقن الدماء.. ومن ابياتها: 
قفْ بأجداث الضّحايا، لا تُسِلْ، فوقها دَمعاً، ولا تَبكِ ارتجالا
لا تُذِلْ عهدَ ((الرجولات)) التي، تكرهُ الضّعْفَ، وتأبى الإنحِلالا
وتَلقّفْ من ثَراها شَمّةً، تملأُ المنخِرَ عِزّاً وجلالا
وَضَعِ ((الإكليلَ)) زَهْراً يانعاً، فوقَ زهرٍ من ضمير يَتلالا…
أيـها الثاوونَ في جَولاتكم، طِبْتُمُ مَثوىً، وعُطّرتُمْ مجالا
كلّنا نحسُدُكم أن نِلْتُمُ، شَرَفَ الفُرصةِ ـ من قبلُ ـ اهتبالا
كلّنا نمشي على آثارِكمْ، بالضّحيّاتِ خِـفـافـاً وثِـقـالا
كلّنا ممتَثِلٌ من وَحيكم، ما يُريد الوَطنُ الحُرّ امتِثالا
فإذا شِئتُم مَشَيْناها ونىً، وإذا شِئتُم مشيناها عِجالا…

•    يوم الشهيـد
وإذا ما كانت “اخي جعفر” الاشهر، والاهم بين قصائد الجواهري عن وثبة كانون، وحولها، ندعي بأن قصيدته “يوم الشهيد” تحتل هي الاخرى اهمية ومكانة مميزة لما بها من توثيق، وايحاءات وتنوير- دعوا عنكم العاطفة والاحاسيس والمواقف الجواهرية – .. ومما جاء في مقدمتها:
يومَ الشّهيد: تحيةٌ وسلامُ، بكَ والنضالِ تؤرّخُ الأعوامُ
بك والضحايا الغُرّ يَزهو شامخاً، علمُ الحساب، وتفخرُ الأرقام..
بك يُبعَث ((الجيلُ)) المحتّمُ بعثُه، وبك ((القيـامةُ)) للطغاةِ تُـقام….
يومَ الشهيد! طريقُ كلّ مناضل، وعْرٌ، ولا نُصُبٌ ولا أعلامُ…
 والقصيدة هذه، نظمت بمناسبة الذكرى الاربعينية لاستشهاد “جعفر” الذي كان قد جُرح في الايام الاولى للوثبة، وفي 1948.1.27 تحديدا، وتوفي متأثرا بجراحه بتاريخ 1948.2.4..وقد القى الشاعر الخالد قسما منها، وهي لمّا تكتمل، حين كان جثمان الشهيد  يوارى الثرى في مدينته، النجف.. ثم القاها كاملة في اول مؤتمر عام  للطلبة العراقيين بتاريخ 1948.4.14 انتظم في ساحة” السباع” ببغداد…ومن ابياتها ايضا:
تبّاً لدولةِ عاجزينَ تَوَهّموا، أنّ ((الحكومةَ)) بالسّياط تدامُ
والوَيْلُ للماضينَ في أحلامِهم، إن فرّ عن ((حُلمٍ)) يَروع مَنام
وإذا تفجّرت الصدورُ بغيظها، حَنَقـاً كما تتفجّر الألغام
وإذا بهم عَصْفاً أكيلاً يرتمي، وإذا بما ركنوا إليه رُكام ….
وتَعَطّلَ الدستورُ عن أحكامه، من فَرطِ ما ألوَى به الحُكّام
فالوعيُ بَغيٌ، والتحرّرُ سُبّةٌ، والهَمْسُ جُرْمٌ، والكلامُ حَرام
و مُدافِعٌ عما يَدينُ مُخرّبٌ، ومطـالِبٌ بحقـوقِـه هـدّامُ…
ثم تستمر القصيدة لتؤشر، وتذكر وتنتقد وتوحي وتنور، وتؤرخ للوقائع، في ابيات ومقاطع تاليات.. ومنها:
يومَ الشهيد: وما تزال كعهدِها، هُـوجٌ تدنّـسُ أمـةً ولئـامُ …..
لجأوا إلى ((الأنسابِ)) لو جَلّى لهم، ((نَسَب)) ولو صَدَقَتْ لهم أرحام
وتنـابَـزُوا بالجاهليـة شَـجّـهـا، من قبل نورُ ((الفكر)) و((الإسلامُ))
فأولاءِ أعرابٌ! فكل مُحَرّمٍ، حِلّ لهم! وأولئِكمْ أعجام …
وأولاءِ ((أشرارٌ)) لأنّ شعارهم، بين الشُعوب محبّةٌ وسلام……
يومَ الشهيد! ونعمتِ الأيامُ، لو تسـتـتِـمّ أخـوّةٌ ووِئـام
لو يَرْعَوي المتنابذونَ وكلّهم، بهُمومِهم وشُعورِهم، أرحام
ولوِ التقى من بعدِ طُولِ تَفَرّقٍ، الشيخُ والقِسّيسُ والحاخامُ

•    الشهيد قيس
ومن قصائد الوثبة الجواهرية ايضاً ، بائية حملت عنوان “الشهيد قيس” يمجد فيها طالباً بعمر الزهور، أستشهد في معركة الجسر الدامية، إبان الاحتجاجات والمواجهات الدامية بتاريخ 1948.1.27 وهو الشهيد قيس الالوسي… ومن ابياتها:
يا قيسُ: يا لحنَ الحياة، ونغمة الأمل الرتيبِ ..
يا قيسُ: يا رمز الشهادة، عُطرت بدم خضيبِ…
الشعب يثأر من “رماتك” في بعيد أو قريبِ …

•    دم الشهيـد
ثم في اجواء الوثبة، وتقديسا لابطالها المضحين، يكتب الجواهري مطولة ” دم الشهيد”  بأزيد من مئة بيت، ليتوقف فيها عند بعض العبر مخاطبا المنتفضين، والشباب منهم بشكل أول، موصياً وداعية ومحرضاً، ويقول في احد مقاطعها:
خُذوا من يَومكم لغدٍ مَتاعا، وسيروا في جهادِكُمُ جِماعا
وكونوا في ادّراء الخطب عنكم، يداً تَبني بها العَضُدُ الذّراعا
ذروا خُلفاً على رأيٍ ورأيٍ، إلى أن يُلقيَ الأمرُ القِناعا
وخَلّوا في قيادتكم حكيماً، يدبّرُهـا هُجـوماً أو دِفـاعـا
رحيبَ الصَدر ينهضُ بالرزايا، ويُحسنُ أن يُطيع وأن يُطاعا…..

•    ذكريــات
وفي فترة قريبة لاحقة، تفيض عواطف الشاعر الخالد، فيكتب قصيدة “ذكريات” وهي تشي من عنوانها وحسب، بما عـنّ للجواهري من احاسيس وانفعالات نابضة موحشة مؤلمة… ومن ابيات القصيدة:
يا ((ذكرياتُ)) تحشّـدي فِرقا، تَسَـعُ الخيـالَ وتملأُ الأُفُقا
و تأهّبي زُمراً تجهزني، محضَ الأسى والذُعرَ والقلقا ….
     يا ذكرياتٌ كلّها حُرَق، َتطَأ الفؤادَ، وتُلْهِبُ الحَدَقا
من لي بشِعرٍ خالقٍ شجناً، للناس يُعجزهم بمـا خَـلَـقا
هي صُورةٌ حمراءُ من شَجني، ُدمي اليَراعَ وتُرعب الوَرَقا …

•    غضبــة
   … ويتعرض الجواهري من احدى الصحف المنسوبة الى واحد من الاحزاب العراقية آنذاك، لاكاذيب وأفتراءات لئيمة حاولت ان تطال منه ومن مواقفه خلال الوثبة، وأحداثها وتداعياتها… وقد نظم الجواهري قصيدة لاذعة عنونها بـ”غضبـة” ليرد فيها على تلك المزاعم الحقود، وجاءت ابيات مقدمتها في حوار مع النفس، وذلك اسلوب معهود عند الشاعر الخالد :       
     عَرَتِ الخطوبُ وكيف لاتعرو، وصَبَرْتَ أنتَ ودِرعُكَ الصبرُ
وصَبرتَ أنتَ وأنتَ ذو ثقةٍ، أنْ لو تشاءُ لزُحزِحَ الأمر ….
عَرَتِ الخطوب فما خَفَضْتَ لها، من جانحٍ وكذلكَ النّسْرُ
ومَضَيْتَ تَنتَهبُ السما صُعُداً، لك عند غُرّ نُجومها وَكر…
وفي سياق القصيدة، ودفاعا عن الذات، ومن خلاله الشأن العام- وكلاهما متشابكان عند شاعر البلاد والأمة العراقية – يتطرق الجواهري الى بعض مواقفه، والى كتابات المدعين حوله، شامخا، متباهيا بما عنده من عطاءات فيقول:
عَرَتِ الخطوبُ وكيف لا تَعرو، وطريقُ مثلِكَ ـ صامِداً ـ وعْـرُ
عَدَتِ الضّباعُ عليك عاويةً، ظنّاً بأنّك مأكلٌ جَزْرُ
فتـذوّقْـتْـك فقال قائلُهــا:إنّ الغَضَنفَر لحمُه مُـرّ
وخَلَصت حُرّ الوَجه ذا ألَقٍ، ووجُوهُهُم مطموسةٌ عُفـْرُ
حَسَدوك أنّكَ دُسْتَ هَامَهُمُ، ُمتجبّراً، و لنَعْلِكَ الفَخْرُ…
ثم تستمر القصيدة في تبيان صفات من يقود تلك الصحيفة التي تطاولت.. ويرد الشاعر بكل مباشرة، وبتعابير تدل على الهضيمة، وتكشف المستور من الأمور، خاصة وان “بعض القوى السياسية قد أخذت تدير ظهرها للشعب…” بحسب ما جاء في مقدمة القصيدة، في ديوان الجواهري العامر:
و ((زعيمُ)) قومٍ كالغُراب به، صِغَرٌ وفي خُطُواتِهِ كِبْــرُ
يغتَـرّ فـي ما لا يُشـرّفُـه، جَهِلَ المُغَفّل كيفَ يَغْتَرّ
يغتَرّ إنْ ألقَوا بمعـدتِه، عَفِنَ الطعام فراحَ يجتَرّ
بادي الغَباء تكادُ تقرأه، بالظنّ لا خَبَرٌ ولا خُبْــرُ
أضحى ((وزيراً)) فاغتدى رَهِقاً، مثلَ ((الحمارِ)) يؤودهُ الوِزْر..    
     قل ((للصحيفةِ)) أنت قائدُها، سَفَهاً، وأنتَ زعيمُها الحـرّ
إني ـ ولي في المجد مُتّسَعٌ ـ عَفّ عن استغلالِه بَـرّ
     لم أدّخر منه سوَى نَشَب، هو للبـلاد وأهلِهـا ذُخْـر
غَنِيَت به الأجيالُ طاعمةً، منها السمينَ، وعَضّني الفقر
لا أستَغِلّ فأنتَ لي عِظةٌ، فيما أتيتَ، وأنت لي زَجْـرُ!!

•    هاشم الوتري
في حزيران 1949 اي بعد نحو عام وأشهر قليلة على وثبة كانون 1948 يدعى الجواهري لحفل تكريمي ببغداد، للطبيب الشهير، هاشم الوتري، فيتمنع اولاً، ثم يشارك بقصيدة بائية طويلة، أشتهر احد ابياتها، بشكل كبير جدا على لسان العراقيين وهو “أنا حتفهم الج البيوتَ عليهمُ، أغري الوليد بشتمهم والحاجبا” … وجاء مطلع القصيدة تكريما للمحتفى به:
مَجّدتُ فيكَ مَشاعِراً ومَواهبا، وقضيْتُ فَرْضـاً للنوابغِ واجِبا
والمُبدعينَ ((الخالقينَ)) تنوّرتْ، شتّى عوالِمَ كُنّ قبلُ خرائبا
شرفاً ((عميدَ الدارِ)) عليا رُتبةٍ، بوّئْـتَـهـا في الخالدين مراتبا…
وأذ تتناول الجواهرية الثائرة، أوضاع البلاد، وتفضح وتنتقد وتنور، يؤشر الشاعر الخالد لمواقف الدكتور الوتري الوطنية خلال احداث وثبة كانون، وقد كان في حينها عميداَ للكلية الطبية ببغداد، ومستشفاها، ودارها الطبية، التي استباحها رصاص وشرطة ذلك العهد، والتي نقل اليها جرحى الاحداث، ليعالجوا، ولينقذ من ينقذ، ويستشهد البعض متأثرين بأصاباتهم، ويوثق الجواهري لمواقف الوتري النبيلة فيقول: 
ولأنتَ صُنْتَ ((الدارَ)) يومَ أباحَها، باغٍ يُنازلُ في الكريهةِ طالبا
الغَيّ يُنْجِدُ بالرَصاص مُزَمْجِراً، والرّشدُ يُنجِدُ بالحجارةِ حاصبا
وَلأنتَ أثخَنْتَ الفؤادَ من الأسى، للمُثخَنينَ مِن الجِراحِ تعاقُبا
أعراسُ مملكةٍ تُزَفّ لمجدِها، غُررُ الشّبابِ الى التّرابِ كواكبا

•    ذكرياتي
وأذا ما كان السابق من الحديث يدور حول تأرخة الجواهري، لوثبة كانون العراقية عام 1948 شعرا، كما هو عنوان موضوعنا، تجدر الاشارة وخاصة للباحث الدؤوب والحريص، الى ان هناك في بداية الجزء الثاني من “ذكرياتي” للشاعر الخالد، صفحات مطولة، تتحدث عن ارائه ومواقفه، كما رؤاه، حول تلك الوثبة الشعبية الهادرة، واحداثها وتداعياتها الوطنية والسياسية وغيرها .. كما تجدر الاشارة ايضا الى ان للجواهري ميمية اخرى بعنوان “اليك اخي جعفر” نشرت عام  1968 بمناسبة مرور عشرين عاما غلى ذكرى وثبة كانون، وجدانية في غالبية ابياتها، واشبه ما تكون خلاصة معاناة في رسالة يناغي الشاعر فيها، ويناجي، اخيه الشهيد جعفر، حافلة بالذكريات والاستذكارات والخلاصات … / رواء الجصاني: براغ في 2017.1.24.
——————————————————-
هوامش واحالات:
–    المصادر: ديوان الجواهري، ذكرياته، معلومات عائلية.
–    صورة التشييع، من ارشيف الدكتور جعفر حبة.
–    اللوحة: “كولاج” عباس الكاظم، للجواهري وهو يلقي “اخي جعفر” .