رأيي مع رأي زميلي هادي جلو مرعي في تقييم وتصنيف الصحفيين ، وطالما تبادلنا انا وهو الاراء بشأن هذا الموضوع ، وكتبنا وصرخنا وقدمنا المشاريع والمقترحات للتخلص من (الزبد منهم) ، لكن انا لست مع مقترحه كليا بتشكيل وزارة تعنى بالصحفيين ، ولاسباب بديهية اهمها الحفاظ على حرية الاعلام .

يبدو ان الزميل مرعي نسي ان مؤسسات صغيرة لا تربطها اي ارتباط بالحكومة تبدي استعدادها للتسييس علنا ، فكيف اذا كانت وزارة تعمل ضمن الكابينة الحكومية ، التي بالتأكيد لا ترضى ان تمس من الصحافة سلبا ، بدليل ان هناك العشرات من الدعاوى القضائية من جهات حكومية ضد صحفيين وصحف ومؤسسات موجودة في المحاكم ، ومرعي اعلم مني بها من خلال عمله كناشط في مجال حقوق الصحفيين .

لا اعلم ما الذي دفع مرعي الى التفكير بهذا الامر ، هل هو انزعاجه من الجيش الجرار (من الصحفيين نص ردن) الذين فرضوا انفسهم كصحفيين وهم ليسوا كذلك ؟ وهل ان هذا الامر مبررا لاقتراح وزارة تقيد الصحفيين ؟

نعم لا اختلف بان زمننا هذا هو الاسوء في مسألة وجود اناس طارئين لا يملكون اي مؤهلات مهنية على الصحافة ، حتى ان بعضهم نسي نفسه وراح يمارس مهنة التجارة من خلال الصحافة ، واخرين عبارة عن متسكعين على ابواب المسؤول الفلاني ، لكنه بنفس الوقت هو الافضل في مسألة الحرية ، فلا يمكن ان يأتي شخص معين وينكر مساحة الحرية الواسعة التي اجزم بان اي دولة في المنطقة على اقل تقدير لا تملكها .

لكن لا يمكن ان نقارن بين الحرية التي هي نزعة انسانية بكل ما تحملها من معنى ، وبين اناس دخلوا لهذه المهنة عن طريق الحرية !!! ، فليس هناك اي مقارنة بين الاثنين ، فالحرية غاية ، وتنظيف الوسط الصحفي من الطارئين امنية ، فهل نتخلى عن الغاية في سبيل امنية ؟

اعتقد ان هذا الامر لا يمكن له ان يحصل ، ولا يمكن ان نتخلى عن الحرية في سبيل اناس انا على ثقة سينتهون مع مرور الوقت ، اذ ان تنظيف الوسط الصحفي منهم لا يحتاج الى اجراءات ، فماذا تفعل نقابة الصحفيين اذا اتتها استمارات من مؤسسات اعلامية تصادق فيها على اغبياء وتعنونهم بعنوان الصحفيين ؟ نعم ان النقابة لا تسطيع ، لكن الوقت يستطيع ان ينهي هؤلاء وسيأتي اليوم الذي ستتساقط فيه المؤسسات الاعلامية الوهمية الغير مهنية ، ويتساقط معها هؤلاء الطارئين .

الا انه ما يحزنني ان يستفز صحفي وناشط حقيقي مثل هادي جلو مرعي ذهنية الاخرين على تأسيس وزارة تعيدنا الى الزمن السابق ، مع علمي بحسن نيته .