دون عوّن، او سند يحثُ بهدوء تام رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي خطاه وسط كم هائل من المشاكل وحقول الألغام، غريبٌ، جُل كتلته “دولة القانون”، ودعاة حزبه بالضد من تطلعات الرجل “البخيل”، لم يعد لديه الكثير ليمنح مع تهاوي أسعار النفط العالمية، والازمة الإقتصادية التي تعصف بالبلاد، يحاولون بشتى السُبل إحباط مسعاه، والحيلولة دون نجاح أكبر يُحسب له، ظاهرة غير مألوفة في العمل السياسي، دون ضجيج، أو خطاب بهلواني بصبغة طائفية يستهوي أفئدة شرائح واسعة من العراقيين يسترجع كل شبر أرض ضُيّع، ويقود البلاد بربع ما توفر لسلفه من موارد مالية، مذكرة التفاهم الأخيرة مع الأمم المتحدة خطوة كبيرة وذكية لإشراك محققين دوليين للكشف عن ملفات الفساد ذات الأولوية؛ وتعزيز قدرة الحكومة على تقصي قضايا الفساد الكبيرة والمعقدة والتحقيق فيها وملاحقتها بعد ان طال الفساد لجان النزاهة وإستمرار تصدر حيتانه المشهد السياسي والضغوط الكبيرة المستمرة لوأد أية محاولة تميط اللثام عن سرقات المال العام، يُحسب للرجل؛ وان كان وليد ذات الحزب الذي تسيد رئاسة الوزراء لأطول فترة منذ تغيير نيسان ٢٠٠٣ وأفسد الكثير من الذمم، وأشاع المفاسد، وجعل من الصعوبة السيطرة عليها دون معونة دولية عدم إنغماسه في مغانم السلطة وبهرجها، أو ان يجرفه زهوّها، لم نسمع عن تمكن افراد اسرته، عشيرته منها، عمل على أخطاء سلفه الكبيرة، النائب حنان الفتلاوي تسعى لإستجوابه؛ حقٌ دستوري مكفول للسلطة التشريعية لتقويم الأداء الحكومي، بعد صمت سنوات، ضاعت فيها أراض، أرواح ذهبت سدى، نزوح جماعي، بحث عن ملاذات آمنة عبر طرق هجرة غير مأمونة، لعب أطفال لكشف المتفجرات اودت بحياة الكثير وأموال بعثرت دون أن يكون لصوتها وجود، من يعثر منكم على إستجواب يتيم طوال ثمان سنوات فليسعفنا به، ظاهرة صوتية تبهر الكثير في مجتمع رجولي بإمتياز لم يألف لسنوات طوال صوتاً نسائياً بهذا الصراخ، “وقفت على مئات اللقاءات المتلفزة، لم أعثر على جملة واحدة تسهم في بناء دولة”، بالامس؛ طعنت صاحبة معادلة توازن القتل الشيعي السني بقانون العفو العام، سيدتي؛ العراق بأمس الحاجة لإقراره، وقد كان، مع مصالحة وطنية ومجتمعية حقيقية، وإلا نكون مستقبلاً أمام ما هو أخطر من داعش التي ولدت نتيجة ممارسات وطيش سياسي.

القوى المدنية تحديداً، دون الإسلاموية المتنفذة، والمنتفعة، أو الطائفية المريضة، مدعوة اليوم اكثر من أي وقت مضى؛ ليس لمساندة عمياء دون وعي للوقوف مع الرجل، إظهار الحسن من فعله، والنقد البناء الموصل لتصحيح المسار متى ما زّل، أو أخطأ، أمام قوى الدولة العميقة المتحكمة بمفاصلها، ليس من الإنصاف؛ أن تقرن مرحلته بمن سبقه، وأن كنت على يقين، واتمنى أن أكون مخطئاً في قراءة الشارع، بإعادة إنتخاب زعيم الدعوة من جديد، الناس أدمنت الصوت “البليغ”، المرتفع بالسب والقذف، وان كلفها دماءاً، وموارداً أكثر.

علي السيد جعفر