فتحت عيني على الحياة، وأنا اسمع وأرى وأفكر، بما يدور حولي من أحداث ومجريات الواقع العراقي، فأنا من جيل ولد أواخر الخمسينات، وقد مرت أحداث مؤلمة في العراق، قسم كبير منهاواكبته وعشته، أما الآخر قبل ولادتي، فقد عاصره من هو اكبر مني ،ولكني اطلعت على كتب التاريخ المعاصر،
وقرأت أغلب كتب التأريخ، في القرن العشرين، والتي تتكلم عن الحكومات العراقيه ،في العهد الملكي، والجمهوري ومابعد الجمهوري، أي مابعد تغير الحكومة، من الملكيه إلى الجمهوريه، وما بعد حكم الزعيم عبد الكريم قاسم.
إلى أن وصلنا إلى هذه النقطة الحرجه، وهذا الواقع، بعد احتلال العراق ودخول القوات الامريكيه، ونحن الآن نجني ثمار سقوط العراق، بيد الإحتلال ، فإذا رجعنا إلى بداية الإحتلال البريطاني ،وقيام بريطانيا ببناء العراق الملكي، وتنصيب العائلة الملكيه، بعد أن جائو بها من الحجاز. باعتبارهم من نسل الرسول ،وأنهم هواشم او من العائلة الهاشمية، وأن العراقيين من جميع الطوائف لا يستطيعون قيادة انفسهم، أي أنهم فاشلون
في قيادة بلدهم ،ويجب أن يبقى العراق تحت الوصاية البريطانيه ،(حسب ما جاءبالتقرير، الذي رفعته المس بيل، إلى الحكومه البريطانيه ،وبمعونة سنت جون فيلبي ) مبرمج السياسات، ومنفذ ارادة بريطانيا العظمى، في المنطقه وفي شركة الهند الشرقيه، والأثنان هم يعملون بعمل مخابراتي فاعل ومعتمد.
وقد سارت الأمور في العراق، بوضع إذا قورن مع الوضع الحالي، فإنه يكون احسن منه بكثير، وقد تشكل برلمان عراقي، وانتج حكومات قادت البلد إلى وضع كان العراق نوعا ما له صورة احسن من لاحقاتها.
إلى ان اطيح بالنظام الملكي، في 14تموز عام 1958 وقد كان طموح الانقلابيون او اصحاب التغيير يريدون أن يحققو طموح الشعب في
نيل حقوق وحرية ووو….. الخ فهل حققو ما طمحو اليه في عراق يطمح اليه الجميع ؟ ام أنهم اخفقو ؟ واطيح بالجمهوريه الأولى، وجاء انقلابيون جدد، وملئو الدنيا زعيقا ونهيقا، بتحقيق مالم يحققه قبلهم من اهداف، لم ينتبهو اليها، او اغفلوها ،او أنهم أعدائها، او اعداء القوميه والأمة العربية، وأعداء القضيه الفلسطينيه، وقد تصارع القوميون فيمابينهم من ناصريين وقوميين عرب وبعثيين، بعد أن كانو إخوة على دين واحد، والاههم عبد الناصر وعفلق، إلى أن مررنا بانفاق مظلمه، من حروب جبلية
نحارب فيها على الجبال ضد اخوتنا الأكراد، ومع إيران، ومع الكويت ،وأصبح طريق القدس يمر من عبادان وحفر الباطن، ومحاربة العالم كله وحصارا اقتصاديا ،
كوفئ فيه الجلاد ،وعوقبت فيه الضحيه ،والشعب يقدم قرابين منذ أن فتحت عيني، وحتى هذه اللحظة. والإعلام الحكومي يصرخ لقد عبرنا او
سوف نعبر إلى الجهة الأخرى، وسوف تتحقق طموحاتنا، او على الأقل حقوقنا، وكنا غير مقتنعيين بدكتاتورية الحزب الواحد الأوحد، والزعيم المبجل، والقائد الضرورة، والحكومة الحديدية، التي تحكم بقساوة او بحزم شديد ،،وقد جائت أيام فلت زمام الأمور من القائد الضرورة، وجائو إلينا من خلف الحدود، مع القوة العظمى، في العالم ووعدونا بالعراق الجديد.
وها نحن نعيش العراق الجديد، ننعم فيه بالطائفيه، والعنصريه، والمليشياتيه
والمافياتيه، والشوفينيه، وعصابات القتل الداعشيه، الداخليه والخارجيه ،وقتل الإنسان والإنسانية ،على الهوية، بحجج دينية إسلاميه، وأصبحنا ساحة للصراعات الإقليمية، والدوليه والعالميه، فتنامى فينا الجهل والاستحمار والاميه، وضاع الوطن والوطنيه، بحجة ولاية الفقيه الشرعيه ،وسرق النفط من اباره الجنوبية والشماليه، ودفنا بأيدينا ثروتنا الحيوانيه، لأن فيها انفلاونزا وبائية، تؤثر على جارتنا إيران الإسلامية الشيعية، وعطلنا مصانع
العراق الحكوميه المدنيه والعسكرية، لأن فيها لمسة بعثية وصدامية، وقتلنا الروح العراقيه ،واسبدلناها بأخرى شيطانيه ،تسرق في وضح النهار تحت أشعة الشمس الذهبية، وحرمنا حتى هلهولة الأم العراقيه عندماتفرح يوما في الأيام المنسيه ،وايتمنا الأطفال ورملناالنساء، بحجة الجهاد في سبيل
القظاء على الإرهاب و الإرهابية ،وحاربنا العلماء وحاربنا الهوية الوطنية لأنها تتقاطع مع اجندتنا الخارجيه، فيجب أن يكون ولائنا ليس للعراق،

وإنما لدول اجنبيه ،لديها مشاريع سرقات جهنميه، تريد أن تفتت آخر بناء في بلد ليس فيه مؤسسات حكومية، وإنما عصابات اجراميه، تستخدم الدين ستارا ودرعا وتستخدم موروثا سوف يمسح العراق عن خارطة الوجود .
مليشيات وأجنحة عسكريه، لأحزاب يمتلكون افكارا انطلت على الجهلة ولا تنطلي على الواعين من أبناء الوطن .
وطن كان اسمه العراق، والآن أنا أشك في أسم وطني، كما أشك في وجوده على الأرض، فهو ليس العراق لقد استبدلوه بواحد آخر مسخ .
إلى أين ذهبت يا وطني فإنني لن أراك كما يزعمون؟
إني لاعجب كيف يمكن ان يخون الخائنون .
صباغيي احذية الغزاة و بائعي الدم والضمير.
وسلام عليك أيها المغدور المذبوح بسيوف الخونة .
هل نراك ؟