نشيد سلام فرمانده / 5
بقلم : عبود مزهر الكرخي

ولنركز على نقطة مهمة وهي ارتباط الأمام المهدي(عليه السلام) باليهود حيث من أحدى العلامات المهمة والكبرى وهي العلامة الأولى وهي من علائم الظهور نقلا باختصار من مصدر كتاب العلامة الشيخ علي الكوراني (عصر الظهور) :
العلامة الأولى الكبرى:
اجتماع اليهود في أرض فلسطين
” { وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا } (1).
{وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا *ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا * إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا } (2).
1ـ تشير الآيات إلى أن وقت ظهور الإمام يكون فيه اليهود مجتمعين ومسيطرين على المسجد الأقصى، لأن عملية الدخول سوف تكون بالقوة، إلى المسجد (دخول الفاتحين).
2ـ أن قبل الظهور مباشرة توجه ضربات لليهود في فلسطين « لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ » أي أن هناك ضربات مؤلمة ومذلة سوف يتعرض لها اليهود قبل الظهور.
3- من المعروف في الروايات الإسلامية والمتفق عليها عند الطرفين أن المسلمين سينتصرون في المعركة الأخيرة، وسيكونون بقيادة المهدي.
إذاً هناك أربع إشارات تشير إليها الآيات:
1- اجتماع اليهود في فلسطين «جئنا بكم لفيفا».
2- احتلالهم للمسجد الأقصى والقدس «وليدخلوا المسجد».
3- «وليسوؤوا وجوهكم» ضربات موجهة من المقاومة قبل التحرير.
4- قيادة الإمام المهدي للمسلمين في هذه الحرب… وهذا ما ينتظره الآن المسلمون ” (3).
والآية صريحة في قول الله سبحانه وتعالى « وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ » في أن أحدى العلامات المهمة هي احتلال الصهاينة الى المسجد الأقصى والذي هو في فلسطين أي احتلال فلسطين ، والتي لن تحرر من مغتصبيها الصهاينة إلا بظهور قائم آل محمد(عجل الله فرجه الشريف)والذي الكل يترقب ظهوره المبارك أرواحنا وأرواح العالمين لمقدمة الشريف ، لإقامة دولة الحق والعدل الإلهي.
ومن هنا جاء هذا نشيد (سلام فرمنده) أي(سلام أيها القائد) وهو الحجة المهدي( روحي له الفداء)وهو تثقيف لكل الأجيال وبالأخص الأجيال الناشئة بانتظار ظهوره المبارك(أرواحنا وارواح العالمين لمقدمه الشريف الفداء) ، فهو نشيد يبشر ببزوغ شمس دولة العدل والحق والتي يترقبها العالم أجمع ، ومن قبل كل الديانات السماوية ، وحتى الدنيوية ، والذي لولاه لساخت الأرض ومن فيها ، بسبب عدم وجود حجة الله في أرضه ، وليكون هذا النشيد هو التبشير والتي تلوح في الأفق ظهور الحجة المهدي عجل الله فرجه الشريف ، والذي به يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، بعد ما ملئت ظلماً وجوراً.
” واختصاراً نقول : أن نزوع البشرية الى المنقذ والمخلص والناشر للعدل وفي كلَّ الأرض ، وهو مزيل الظلم والجور ، وموحد البشر على راية دينية موحدة ، والأهم هو أنه ليس حلم من احلام العاجزين والمستحيل تحقيقه ، وإنما وعد إلهي تحقق على لسان ووعد من الأنبياء ، وتبنتهُ كل الديانات السماوية ، وحتى من ديانات وثنية والتي انحرفت عن خطها السماوي وأصبحت وثنية قلباً وقالباً ، والملاحظ أنها تحتفظ بهذا الوعد المتكرر مع كلُ نبوّة ، ووصايا الأنبياء يعقوب ، وموسى و، وعيسى ووصيَّ النبي محمد(صلوات الله عليهم أجمعين) ، وهي واحدة في الموعود القائم بالعدل والحق ” (4).
وكل ذلك بعد أن تملأ الأرض ظلماً وجوراً ، ولتكون الآية الكريمة في القرآن الكريمة { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }(5)، و {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }(6)، والأهم أن الورثة العباد هم الأئمة الهادين المهديين من أهل بيت النبوة وأخرهم هو قائم آل محمد الأمام الحجة المهدي(عجل الله فرجه الشريف)بقوله تعالى { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ } (7).
وظاهرة النزوع لانتظار الفرج هي قائمة على أساس الوعد الإلهي للبشر ، والحديث الشريف واضح وصريح ولا لبس فيه والذي يقول : ( أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج من الله عز وجل ) (8)، وعنه (صلى الله عليه وآله): ( أفضل العبادة انتظار الفرج ) (9).
ومن حسن طالع الشيعة أن هذا الموعود العالمي هو أمامنا الحالي قائم آل محمد(عجل الله فرجه الشريف)والذي ندين له بالطاعة والولاء ، والذي الشوق إلى لقائه وانتظاره بلهفة ، عسى أن نكون من خدامه والذابين عنه بين يديه.
والأمر المهم أنه نحن الوحيدون الشيعة من يُسمَي المنقذ ، وينسبه إلى أبائه الطاهرون الطيبون ، ويُشخصه بصور واضحة ، بعكس كل الديانات التي وضعت له صفات أو جعلته متناسخاً عن القدماء بلا دليل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ [ الإسراء : 104 ].
2 ـ [ الإسراء : 4 ـ 7 ].
3 ـ البحار ج 6 ص 296. من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة. نقالة. باب نقاش. عنوان المقالة(محمد بن الحسن المهدي ). باب الظهور. التاريخ : 25 / أكتوبر / 2022. الرابط : https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%AF%D9%8A.
4 ـ مجلة الموعود. تصدر عن مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي(عجل الله فرجه الشريف). مقال بعنوان(نزوع البشرية إلى المنقذ ) العدد ١/ جمادى الأخرة/ ١٤٣٧هـ . الكاتب: الشيخ نزيه محيي الدين التاريخ: ٢٠١٦/٠٣/٠٨ ، الرابط : https://m-mahdi.net/almauood/articles-7 .
5 ـ [الروم : 41].
6 ـ [الأنبياء : 105].
7 ـ [الأنبياء : 73].
8 ـ ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج ١ – الصفحة ١٨٢. منشورات المكتبة الشيعية. البحار: ٥٢ / ١٢٢ / ١ و ح ٢ وص ١٢٨ / ٢١ وص ١٢٥ / ١١.
9 ـ نفس المصدر.