نشيد سلام فرمانده / 2
بقلم : عبود مزهر الكرخي

والآن لنقف على بقية الاسماء التي تأتي في كتب اليهودية والمسيحية ، لأن من يبحث في هذا الأمر سيجد حقيقة واضحة للعيان بأن الأمام المهدي(عجل الله فرجه الشريف) هو المقصود من هذه المسميات جميعها.
٢ – المسيّا والبركليت :
وهذان الاسمين موجدين في نصوص الديانتين اليهودية والنصرانية ، الأول هو يخص اليهودية والثاني المسيحية ، وكلاهما بنفس الجذر اللغوي حسب الترجمة.
والاسمان مشخصان لمنقذ آخر الزمان ، (المسيا)في اللغة العبرية هو (حمدا)ويكتب كما تم ذكره ، ومن بعد ترجمت (المسيا) الى اليونانية وتعني(المخلص) ، وهذا التحريف في الاسم حدث متأخراَ بعد الإسلام. والكتب القديمة كلّها كان يُكتَب (حمدا) أو (حمادا)، وهي بمعنى المشتهى أو المحمود المرغوب كما في القواميس العبرية ، ‏يقول الدكتور نصر الله أبو طالب في كتابه (1):
(نقل م. ا. يوسف، في كتابه بالإنجليزية: ” عن السير (گودفرى ‏هيگين Higgind godfrey Sir) في كتابه: (‏ anacalypsis): بأن اسم (المسيّا)
” كلمة باراكليتوس هي صفة لفظية ، وغالبًا ما تستخدم لواحد يُدعى للمساعدة في محكمة قانونية. في التقليد اليهودي ، تم نسخ الكلمة بأحرف عبرية واستُخدمت للإشارة إلى الملائكة والأنبياء والمثقفين أمام بلاط الله. اكتسبت الكلمة أيضًا معنى ، ويشير مصطلح “باراكليت” بشكل شائع إلى الروح القدس ” (2).
وعموماً و(البركليت) في اللغة اللاتينية هي أفعل التفضيل للفعل (حمد)، ويقابلها كلمة مفتوحة الباء والراء تُلفَظ (بَارَاكليت) وهي بمعنى المهرِّج في المهرجانات. وفي الترجمات المتأخِّرة منحوا معنى الثاني للأوَّل وسمّوه بدل المهرِّج المسلّي والمعزّي.
والبركليت عندهم سيبعثه الله في آخر الزمان ليخضع العالم كلّه لدين واحد، ينشر العدل والسعادة والحقَّ.
لكن مواصفاتهما واحدة، وهي لشخص يأتي في آخر الزمان، يدين الناس جميعاً، أي يُوحِّد الدين لله في الأرض.
ومن هنا فلننظر إلى مواصفات الأسماء الثلاثة (مسيّا) و(البريكليت) و(المهدي)ومن المصادر الأصلية، حتَّى نطابق بشكل دقيق:
* (مسيّا): مصلح من الله، ينشر العدل والسلام على كلِّ الأرض في آخر الزمان، وينتشر الخير في زمنه.
* (البركليت) فإنَّه: مصلح إلهي، يُمثِّل روح الحقِّ والحقيقة، سيأتي آخر الزمان لنشر العدل والحقيقة، ويخضع جميع الأُمم بسلامه، وينشر الخيرات في الأرض.
* (المهدي المنتظر عليه السلام): يأتي في آخر الزمان لينشر العدل والحقَّ في كلِّ الأرض، ويُخضِع جميع الأُمم، وينشر الخير في كلِّ الأرض.
أذن نستنتج أن إخضاع العالم كله في آخر الزمان وجمع كلمة البشرية ، كما نشر الخير والعدل ، هي صفات مشتركة في هذه المسميات الثلاثة.
وكل تلك الصفات تشترك في شخص منتظر وتنتظره تلك الديانات وفي نفس الوقت ، وذلك لنشر دولة العدل الإلهي ، وهذا لأن كل دين يقول أنه واحد ولا يتعدد في أخر الزمان ، والأهم في جميع الأرض ولا مكان غير ذلك ، وهم متفقون على ذلك.
والحقيقة أن المشكلة الحقيقة هو الاختلاف في المسلمين(سنة وشيعة) حيث يقولون : أن (مسيّا)و(البركليت)هو النبي محمد(صل الله عليه وآله وسلم)بالذات وليس المهدي(عجل الله فرجه الشريف)، وهذا هو كان بشارة للدين الحنيف الجديد ، وهو ليس بشارة بظهور المنقذ الأخير حامل لواء محمد وهو قائم آل محمد.
” والحقيقة أنَّهم لم يلتفتوا لمهمّات الشخص المذكور بالنصوص المسيحية واليهودية، مثل ما ورد بأنَّه يبكت العالم على خطية، وعلى برٍّ، وعلى دينونة. وفسَّروا الدينونة بأنَّها نشر ديانة رئيس العالم، فإنَّه لا يمكن أن يكون النبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم)، لأنَّه لم يملك الأرض جميعاً، ولم يُوحِّد الدين في الأرض. فهذا لم يحدث للنبيِّ محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم)، وهو صفة الإمام محمّد المهدي. نعم، قد يقال بأنَّ ابنه هو من سيقوم بذلك وبدين النبيِّ، فيكون منسوباً للنبيِّ محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم) .
فأقول: هذا صحيح، ولكنَّه بالنتيجة هو فعل محمّد المهدي ابن النبيِّ محمّد، فالاسم له ” (3).
3 ـ المشيحا :
وهذا الاسم مهم ولتوضيح شيء معين فيما يخص الديانة اليهودية الصفة وهي تقول ” تعرَّض لشتّى أنواع التشويه، وهو على كلٍّ شخصية منتظَرة منقذة ستأتي آخر الزمان، ويُوحِّد العالم حكماً وديناً، ويُسعِد الناس ” (4).
” الماشيح أو المسيا (بالعبرية: המשיח) (ومعناها المسيح) ، في الإيمان اليهودي هو إنسان مثالي من نسل الملك داود (النبي داود في الإسلام)، يبشر بنهاية العالم ويخلص الشعب اليهودي من ويلاته. والأحداث المتوقعة عند وصول الماشيح حسب الإيمان اليهودي تشابه أحداث يوم القيامة في الإسلام والمسيحية، وتتشابه النبوءات التي يعتقد بتحققها اليهود مع بعض الأحداث المتوقع حصولها بحقبة المهدي في الإسلام وكذلك بعض صفاته في أنه الشخص المثالي الذي يترقبه العالم بأسره ” (5).
هذا يعني أنه المخلص والمنقذ عند اليهود وهو المهدي عندهم في قاموس كوجمان العبري العربي ، وبالتالي فهو من اهم اعتقادات اليهود ، وهم لازالوا بانتظاره ، والملفت للنظر أنه يحمل نفس صفات المهدي المنتظر(عجل الله فرجه الشريف) ، وهو أنه موحد العالم ، وناشر العدل ، ولكن عندهم هو صفة وليس أسماً ، بينما عندنا هو أسم شخص ذو حسب ونسب ومحدد الشخصية ، وكل تلك الصفات تشير الى فعل محمد المهدي أبن النبي محمد(صل الله عليه وآله وسلم)فالاسم له.
وهناك تفسير طويل عن باقي الأسماء التي وردت عن المنقذ للبشرية والتي ذكرناها آنفاً ولكن ولغرض عدم الإطالة ولتوضيح ماهية هذه الأسماء والتي توضح فكرة المهدي(عجل الله فرجه الشريف).
وسنكمل هذا المقال البحثي عن الصفة المشتركة للعالم في المنقذ والناشر للعدل أن شاء الله في جزئنا القادم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ (تباشير الإنجيل، والتوراة بالإسلام، ورسوله محمّد) (ص 509). (نقل م. ا. يوسف، في كتابه بالإنجليزية: (مخطوطات البحر الميت) ص: ١١٠، عن السير (گودفرى ‏هيگين Higgind godfrey Sir) في كتابه: (‏ anacalypsis): بأن اسم (المسيّا) الذي سيأتي بعد عيسى، قد ظهر في فصل: ٢/ آية ٧: (ويأتي مشتهى كل الأمم).
2 ـ مأخوذة من بعض المواقع المسيحية والتبشيرية وبتصرف.
3 ـ مأخوذ من مقال بعنوان(نزوع البشرية إلى المنقذ). بقلم الباحث(الشيخ نزيه محيي الدين). (بحوث والمقالات المهدوية » (٦٢٢). موقع(مركز الدراسات التخصصية في الأمام المهدي(عجل الله فرجه الشريف) . تاريخ الإضافة: 9 / 3 / 2021.
4 ـ الموسوعة البريطانية. مقدمة المقال توضح معنى كلمة المسيا (Messiah from Hebrew mashiaḥ, “anointed”)، (المسيا من العبرية: المسيح = anointed) نسخة محفوظة 30 أبريل 2015 على موقع واي باك مشين. (يوحنا 1: 41) نسخة محفوظة 12 أبريل 2009 على موقع واي باك مشين. (John 1: 41) نسخة محفوظة 12 أبريل 2009 على موقع واي باك مشين.
5 ـ مأخوذة من مقال بعنوان(مشيح)من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة. باب نقاش . منشور بتاريخ 19 /9 /2021. الرابط : https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B4%D9%8A%D8%AD