نزيف الجرح العراقي..والمشهد اليومي
———————————
د.يوسف السعيدي
في الطريق الى المقابر ازدحاما ذهابا وايابا لدفن ضحايا القتل اليومي المجاني والقاتل هو ذات القاتل ….وان استبدل الزيتوني بالعباءه واللحيه واللثام التكفيري…… واستبدل شعارات الوحده والحريه والاشتراكيه بالاحقاد والدوافع والخلفيات الطائفيه ……وهكذا فالموت هو ذات الموت ….والضحيه هي ذات الضحيه ……بحجة الحفاظ على الهويه العروبيه والانتماء الاسلامي …..وسياسيونا يتكئون على وسادة تاريخ المأساة …..بانتظار ان يستيقظوا على ضجيج قدرنا المجهول ……الغارق بتأريخ ثقيل بالحزن ….يمتد قرونا وعبر حروب وابادة عنصريه طائفيه…… وعيونهم ترنوا الى طاولة المحنه والمأساة العراقيه ومربع الازمات الدمويه…. والمكاسب الحزبيه والشخصيه والعشائريه….. وازلام اللعبه يحصدون ثمارا كاسده من بستان السياسه السيء الصيت ……ان ورشات صناعة المفخخات قد فتحت ابوابها على مصراعيها …..وبستان السياسه العراقيه اصبح غابه للملثمين والمفجرين والارهابيين البعثيين ……وطاولة المحنه العراقيه فراشا للاحزمه والعبوات الناسفه .. وابواب العتب الوطني اقفلت ابوابها…. واسواق التطرف والوهم امتلأت بخبث الطويه…. وفي الطريق الى المقابر لمحت معالم الحزن والانكسار على الوجوه …..وهي تنظر الى شتلات الديمقراطيه والحريه التي تعثر نموها…. بنزيف الدم العراقي الغالي… واجتماعات مجلس الحل والعقد وانجازات الامن القومي وفخ حكومة الوحده الوطنيه التي يزحف في حدائقها تماسيح البعث الصدامي ….التي يرعاها دهاقنة السلفيه التكفيريه ومن يغطي عليهم ….بغطاء شعارات الوحده الوطنيه ووحدة التراب العراقي والمفردات النحويه الانشائيه …..حول تلاحم الطوائف والمكونات الوطنيه بوجه مجاميع الشر….. التي حشدت حولها قطعانا من المنتفعين والفاسدين والمرتشين والانتهازيين والحزبيين التافهين …..والذين نشروا غسيلهم القذر على حبال النفاق الوطني …والفساد الوطني ….والمحاصصه الوطنيه… والمزادات الوطنيه كي يبقى نزيف الجرح العراقي هو الحقيقه التي لم تتغير… ويبقى العراقي وهو في طريقه الى المقابر الجماعيه الجديده يتابع فصول مسرحية القتل الجماعي ….
الدكتور
يوسف السعيدي