نريده عراق…
حسن حاتم المذكور
1 ـــ نريده عراق, مثلما كان قبل اكثر من الفي عام, لا دين فيه يضع السرج على ظهر الدولة, ولا الدولة على ظهره, له حدود وسيادة ولو كعش طير او ثقب نمل, تركيا من الشمال, ومن شرقه ايران, والسعودية من غربه, والخليج العربي من جنوبه, لا دولة بين اضلاعه عميقة ولا مسطحة, تفدرله تؤقلمه وتسحق روحه, لا مذاهب فيه ولا قوميات تُفرغ مراضعه, ثم تبصق بوجه الجياع, لا صقور امريكية في سمائه, ولا عقارب ايرانية, تلدغه وتفرغ احزابها في جسده, ولا زواحف تركية تترك بيوض قواعدها في شماله, حتى ولا قوارض الأخرين تستقطع اطرافه, لا احزاب مؤدلجة فيه, دينية مذهبية طائفية او قومية مناطقية تتحاصصه, ويبقى العراق واحد بوحدة العراقيين.
2 ـــ نريده عراق لا يعتدي ولا يُعتدى عليه, المذاهب فيه ليس دين والدين فيه ليس الخالق, في سمائه رب واحد, وعلى ارضه عقول الناس, لا مراجع فيه تؤله نفسها, ولا وسطاء تتطفل على عافية المجتمع, يعود اليه المهاجر والمهجر, من ابناء مكوناته التاريخية, المسيحي الفيلي الايزيدي والصابئي المندائي, واليهودي العراقي, حتى لو اخرهم, العراق ارض اجدادهم, وليس حقلاً لتفريخ الحثالات الأيرانية, المواطن فيه حر في وعيه, ايجابي نافع من داخل مجتمعه, مقتدر على اعادة بناء ذاته, وتهذيب وعيه وانسنة شخصيتة بالأنجازات المعرفية, ليصبح مؤهلاً لأختيار الطريق الى ربه, جيد الأنتماء والولاء لوطنه, متصالح مُتوحد مع الآخر في عراق واحد.
3 ـــ نريده عراق, لا مكان فيه لوسيط قادم من التاريخ, يحتال على اسم الله, ويتاجر بالكراهية والثارات, يُغلف الحاضر بشرائع الأموات, فيقطُع شرايين صلة الأجيال بتاريخ اجدادهم ومستقبلهم, عراق فيه المواطن يحترم كرامته ويهذب علاقته مع الحقيقة الوطنية, لا عقائد فيه عابرة للحدود, ولا احزاب مؤدلجة مصابة بفقر الولاء, ولا مليشيات تفرض وجودها, وتحاور الآخر بالذخيرة الحية, عراق لا تعريب فيه ولا تكريد لجغرافية المكونات العراقية الأقدم, ولا اغلبيات تفترس الأقل منها وتلغي وجودها, لا كتل لمكونات مغموسة بالفساد والأرهاب, لا يُسمح للأديان فيه والمذاهب والأعراق, ان تتجاوز حدود وظيفتها وتخترق الخطوط الحمراء لسلامة الأنسان وحرياته.
4 ـــ عراق متحرر من ثقل التدخلات الأجنبية, لا تحكمة او تتحكم به, احزاب مؤدلجة بالتبعية, بعضها لأمريكا وبعضها لأيران, او تركيا وانظمة الخليج, لا تتغول فيه الهويات الفرعية, على مركزية الهوية الوطنية الجامعة, وتُحترم فيه خصوصيات وطموحات المكونات العراقية, دولته ذات سيادة ومجتمعه وطني, تنبثق عنه حكومة قادرة على ضيط ايقاع السلوك الوطني, للقوى المشاركة في صنع القرار, الدستور عقد اجتماعي بين الدولة والمجتمع, يضمن حقوق وحريات الفرد والجماعة, والمساواة غير المنقوصة بين الرجل والمرأة, يحترم الطفولة ونشأة الأجيال, بعيداً عن اختراقات شرائع الأديان والمذاهب, العاجزة عن اصلاح خطابها, والتي فقدت روحها واصبحت خارج الحياة, كما يحترم وبقوة مباديء العدالة, في توزيع الثروات الوطنية, منها حصة الأسد للتعليم والصحة, واعادة يناء البنية التحتية واصلاح البيئة المجتمعية.
ـــ من اجل اهداف التغيير والأصلاح تلك, اندلعت ثورة الأول من تشرين 2019, في الجنوب والوسط العراقي, وستنتصر بالحق على باطل العابثين ـــ
17 / 03 / 2020
Mathcor_h1@yahoo.com