نتائج ألمحاصصة بعد عقدين :
الوفد العراقي الذي زار واشنطن مؤخّراً .. ذكرني بموقف صدام الجبان الجاهل النغل ,, حين إلتقى و قابل ممثل (بوش) في مدينة الموصل في آخر زيارة للأمريكان قبيل بدء الحرب بإسبوعين .. لإيجاد مخرج سياسي – ديبلوماسي للأزمة التي كانت قائمة وقتها :
المهم قال صدام بكلّ صراحة و وضوح و بلا خجل أو حياء و كما نقله نصاً الكاتب الصحفي الأمريكي (سالنجر) في كتابه المعروف أسرار حرب الخليج الخفية .. قال و بآلحرف الواحد :
هل بقي شيئ لم نُنفذه لأمريكا للآن و نحن العرب على قولنا لا نخالف وعداً و أيّ شيئ يطلبه منّا بوش نحن ننفذه .. فقط لا يهجم عينا]!
جاء هذا التصريح على لسان الكاتب الامريكي الذي رافق ممثل بوش للعراق قبيل بدء الحرب بإسبوعين فقط .. و ذكره في آخر كتابه المعروف :
[أسرار حرب الخليج الخفية]!.
على أي حال مضت تلك الصفحات السوداء التي ستبقى عاراً تلحق العراق و العراقيين لأنهم مسؤولون أيضا .. كونهم هم السبب لمجيئ الحكام ؛ و كيفما تكونوا يُول عليكم كما يقول الأمام المعصوم(ع)!
إلا أن الأمر بدأ يظهر من جديد .. و كأن التأريخ يعيد نفسه .. فلا جهاد صدام فهمنا منه سوى السجن و الأعدامات و الحروب الطائشة و تدمير البلاد و العباد ؛ ولا جهاد القوم من بعده و الذين جميعهم قد حدّ أسنانه و قواه لسرقة ما أمكن و بكل وسيلة ممكنة بحيث أنهم بيّضوا وجه ميكيافيلي في مجال الحكم !؟ و يسير العراق و العراقيون بقوة نحو المجهول و الموت المحتم و إن كانت الوسائل تخلتف عن السابق ..!!
ألمراقب الفطن الذي بقي في وجوده شيئ من الضمير و الأخلاص .. يلاحظ بوضوح : أن نفس الموقف الصدامي تكرر و يتكرّر الآن مع المتحاصصين و البقاء في السلطة لنهب ما تبقى : حيث قالوا (الوفد الأخير الذي ذهب لأمريكا) : قالوا للحكومة الامريكية بكل وضوح و بلا حياء :
ما هو الأمرّ و الأنكى مما قاله صدام الجبن و الجهل, حيث قالوا :
[نحن مع هذا الوضع المأساوي إن إستمرّ .. سينتهي كل شيئ .. لأن العراق على حافة الهاوية و نحن معكم قلبا و قالباً و سنختلف عن الحكومات السابقة – طبعا الحكومات السابقة بآلمناسبة كانت هي الأخرى بائعة لكل شيئ – لكن (الوفد ألاخير) و كلهم (عملاء) بآلمناسبة, تعهدوا بأنهم سيتعاملون مع المصالح و المطالب الأمريكان بحسب مقاساتهم و ينفذون كل ما يطلبونه بدقة و هذه ستكون فرصة أخيرة لنا لنثبت لكم ذلك .. حتى بخصوص علاقتنا مع إيران ستكوني أنت المشرفة و المحددة لمدياتها!؟
يعني بات هناك حراك محموم و سباق روابط و إنشاء علاقات مثالية جديدة بحسب مراد الغرب و بآلضد من أهداف المتحاصصين و هكذا الشعب العراقي الحائر الذي – و بسبب الجهل و الأمية التي نشرتها الاحزاب – لا يعرفون المسير و المستقر ..
للأسف هؤلاء كان بإمكانهم على الأقل أن يفوزوا بإحدى الحسنيين؛ أما كسب ود الشعب بإتخاذ الصدق و التعامل الأنساني معهم؛ و بآلتالي تحسين علاقاتهم مع الشعب الذي يمكن أعتبار 90% منهم يحتاجون لوسائل الحقوق الأولية .. و كذلك بمشاركتهم الصادقة مع فقراء الشعب العراقي في محنته و لقمة خبزه و ماءه و طعامه و دواءه, و توفير الحياة الممكنة لهم بعيداً عن ما حدث و يحدث من مفارقات على كل صعيد : الطبي ؛ التعليمي ؛ الخدمي ؛ الأقتصادي ؛ الزراعي ؛ وووووو …
لكنهم و كما يقول المثل لم يفعلوا ذلك ..
هذا من جانب و من جانب آخر لا هم إستطاعوا أن يبنوا علاقات ستراتيجية مع إيران و محور المقاومة على وجه مثلالي بحيث يتحد العراق مصيرياً مع إيران و تصبح دولة واحدة بحسب رأي الولاية؛ و لا هم إستطاعوا بناء علاقات جيدة و مثالية مع إمريكا ..و أنما كان النفاق ديدنهم في أكثر المواقف بين الطرفين .. هذا و بآلتالي : [لا حظت برجيلة ولا خذت سيد علي].
يعني خسروا الغرب تقريباً بحيث تسلط عليهم الآن بآلكامل و لمجرد إشارة من بعيد .. بسبب نفاق المتحاصصين خلال السنوات السابقة حين كانوا يتعاهدونهم ليكونوا أفوياء و قطع العلاقة مع إيران ..
و من جانب آخر كانوا يقولون لإيران ؛ نحن نستخدم تكتيكاً مع أمريكا لكننا معكم و هذا إنسجاب تكتيكي (كإنسحابات صدام)..
و هذا النفاق إنكشف منذ اليوم الأول من تعاملهم و إتفاقياتهم و من مواقفهم الواضحة و حتى تصريحاتهم هنا و هناك ..
حتى غدا الوضع الآن : بأنهم لم يربحوا صداقة أمريكا ولا صداقة الشعب العراقي المغلوب ولا ود إيران الكامل .. لكنهم(المتحاصصون) ربحوا الكثير من الرواتب و المال الحرام في هذا الوسط!؟
المهم نتائج المحاصصة المقيتة و الظالمة بشكل عام و بشكل إجماي هي :
– خسارة السيادة العراقية بآلكامل ؛ خصوصاً في مجال الطاقة .. حيث لا تستطيع الحكومة العراقية عقد أية إتفاقية أو تصدير أو إيراد بشأن الطاقة.
و كذلك لا يحق للحكومة أن تحدد أسعار العملة المحلية و الخارجية و كل ما يتعلق بآلمال و الأقتصاد إلا بإذن و بإشراف من أمريكا.
و هكذا العلاقات الخارجية لا يحق للعراق إقامة أية علاقات مع دول الخارج إلا بإذن و إشراف أمريكا, خصوصا ما يتعلق بآلأتفاقيات الأقتصادية و التجارية.
– خسارة العراق بهدر ترليوني دولار .. أكرّر ترليوني دولار أمريكي من دون أن يحققوا شيئا من ورائها بسبب فقدان الادارة الحكيمة و الأيمان الخالص بآلله تماماً .
– هدم جميع أوعدم وجود أيّ أساس بآلأساس للبنى التحتية ؛ سوى تخصيصيات مكرّرة بعشرات المليارات كل عام ..لتُسرق فجأة خلال الأيام الأولى مع بدء عمل كل حكومة جديدة في كل مرة وفي كل دورة.
– إرجاع العراق إلى الوراء مادياً و مدنياً لقرن كامل و يزيد .
– إرجاع العراق – العراقيين – للوراء معنوياً و أخلاقياً لعشرة قرون بحيث فسدت أخلاق العراقيين و أصبح دينهم أرق من جناح ذبابة كما قال الأمام الحجة(عج) , حيث يحتاج لـ 120 ألف نبي مع الاوصياء ؛ كي يعيدوا لهم الأخلاق و القيم و الصداقة و الصفاء و معرفة المحبة و صلة الرحم التي فقدها الجميع و أصبحت العلاقات يحددها الدولار و مقدار النفع الذي يتحقق .
– سقوط العراق و إضعافه لأدنى نقطة في المنحنى السياسي و العسكري و الأمني . بحيث أن مجموعة مرتزقة أو حزب أو كيان صغير يستطيع تهديده و الشعب وإذلاله و جعله يلهث كآلضائع وراء لقمة خبز.
– تبدل الدين المحمدي ؛ العلوي الأصيل إلى دين عجيب و غريب كمشروعية النفاق و الكذب و المراوغة و الغيبة لاجل الكيد و إنتهاز فرصة لأجل الحصول على راتب أو إكرامية أو سرقة من دم الفقراء و التي أصبحت حلالاً بل و جهاداً في عقيدة الأحزاب المتحاصصة.
– تكريس الطبقية إلى أبعد الحدود بشكل لا شبيه له في أعتى الدول الرأسمالية .. لأن الأحزاب تعلم بأن وجودها مؤقت و سيزولون بعد عام او عقد … لذا لا بدّ من تأمين حساباتهم بأسماء و عناوين مختلفة توحي بأنها أموال للصالح العام .. بينما هي لخدمة مصالحهم الحزبية التي تسببت في نشر الأمية الفكرية و الجهل لأبعد الحدود بين الناس!؟
– تشكيل حكومة هي الأضعف منذ سقوط الصنم صدام عام 2003م و للآن , حيث تمثل الحكومة بحدود 20% من الشعب , و مثل هذه الحكومة لا يمكن أن تقدم أفضل مما قدّمت للآن من تنازلات و خسائر ستبقى تلحق الأجيال المسكينة القادمة!
و هكذا و كما قلت لكم مراراً و تكراراً , منذ بداية السقوط ؛ [حكومة الكفر أفضل و أخلص بكثير من حكومة وطنية أو قومية أو بإسم الأسلام يقوده مرتزقة فاسدين ومتحاصصين لأموال الفقراء بإسم الفقراء و الجهاد ووووو …إلخ
و الآن بدأ الكثير من الواعين من طلبة الجامعات التفكير جدياً بشروع العمل لتغيير الوضع حتى لو تطلب الكفاح المسلح .. لكننا نأمل منهم و هم الثلة الوحيدة المخلصة التي بقيت نظيفة و طاهرة و متمسكة بمبادئ الكون العليا لاجل الحق محو الطبقية و التحاصص و نشر العدالة ؛ نأمل منهم إلقاء الحجّة الاخيرة على الفاسدين بوجوب إرجاع الترليون و نصف الترليون المسروقة نقداً من قبل العتاوي الكبار و مراجعهم .. و بعدها محاكمتهم بحسب العدالة الكونية ..
و نأمل بتحقيق ذلك قبل بدء (الكيّ) الذي هو آخر العلاج.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
العارف الحكيم عزيز حميد مجيد