الحياةُ مَراحِل وكلُّ فِئةٍ في مرحلة, والمُحِبُّون عندَ إنهائِهِم لِمَرحَلَةٍ ما, يَتَغنّون بِحُلْوِ ومرّ ما صادفهم من تجاربٍ وعبرٍ ومآرب, إلى كلِّ الذين لا زالُوا في تلك المرحلة, وكلٌّ يتغنَّى بطريقتهِ ما كان في مرحلتهِ.
ومن يستمع إلى الذين يتغنَون عن مرحلتهِ التي هو فيها, يَشعُر وكأنَّهُم يتحدَّثُون عنه بالرغمِ من عدم معرفتهم له, فهم ممن اجتازوا مرحلته التي هو فيها, فتلقَّى منهم ما هو مُصَادِفُهُ في لحظته, وأنَّ لهُ حرِّيَّةَ الإختيار في النصيحة التي تصله بكل طرق المُحِبِّينَ الذين اجتازوا مرحلته.

فهكذا الناس كل فئة في مرحلة تستمع إلى الفئة التي سبقتها وانتقلت إلى المرحلة الأخرى من مراحل هذه الحياة, وهناك من هو لبيبُ الإشارة يجتاز مرحلته, وهناك من يَنْسَى نفسهُ وهو يدورُ في حلقةٍ واحدة عليهِ اجتيازُها.

فإن كنت في المرحلة الأولى لا تُتعِب نفسك بفهم السَّابِعة لأنَّك يستحيل أن تفهمها قبل أن تدخل كل المراحل بين الأولى والسابعة وتتغنَّى بِحُلوِهَا ومُرِّهَا ونصِيحَتِها وثَمَرِهَا ومَآرِبِهَا ومَصَاعِبِهَا إلى كلِّ من هُم لا زالُوا فيهَا, فالحياةُ مراحِل