النسب و الأصل

هو صدام حسين من عشيرة البيكات التي تسكن احدى قرى تكريت ، و هي العشيرة معروفة برعي الاغنام في تلك المنطقة ، و كانت تتوغل الى حدود الجزيرة شمالاً و الى حدود بغداد من الجنوب حيث مارست عمليات الرعي و بيع الاغنام الى مناطق العراق و خاصة ببغداد ، و قفت عشيرة البيكات وقفاً مساندا من الحكيم العثماني ، و كانت لها سلطة واسعة في مناطق بغداد ، حيث ان الحاكم العثماني زودهم بالمال و السلاح لحماية حدود البلاد و ما ان جاء الانجليز الى العراق حتى قامت هذه العشيرة بمبايعة ((فيصل)) ملكاً على العراق و اعتبرته ملكاً سرعياً لوراثة العراق ، و جاء على لسان رئيس العشيرة حينذاك (( اننا ندين لكم – مخاطبا فيصل – بارواحنا و اموالنا و عليَّ ان اقبل يديكم عرفانا بجميلكم )) . و تقدم منه ليقبل يديه في حفلة التنصيب و لكن فيصل انحنى اليه و قبله ثم قال له باللغة البدوية ( ياللاك اهله مبيعة)) . يعني اياك اياك ان تنقلب علينا و تبيعنا كما بعت اهلك ( العثمانين ) الذين زودوك بكل شئ ، فرد عليه رئيس العشيرة ما معناه : نحن نعرف من نخدم .

 

و هكذا فتحت صفحة جديدة بين العشيرة و الحكم الملكي ، و كان هنالك اتصال مستمر بين الطرفين حول المنطقة و حمايتها .

 

و يروي جاك دمبسي في كتابه ( الصقور) .. حول موقف العشيرة او موقف عشائر منطقة تكريت من ثورة العشرين ضد الانجليز فيقول (( اننا حينما ندخل البلد الذي نريده لا بد لنا ان نبحث عن شغل معين لنلتف حوله وقت الازمات ، و هذا من الصعوبة ان نحصل عليه ، و لكن نتيجة لخبرتنا و تجربتنا في العالم عرفنا ان الاعتماد على عناصر تحمل صفات معينة و مميزة في المجتمع اولها هي جفاوة البداوة التي يمكن بها الاعتماد عليهم في الطاعة العمياء  متى ما وفرت لهم السلام و الاموال ، ثانيهما هو الاصل العشائري لاولئك الاقوام ، فهو يذكر في كتابه ان اصل عشار تكريت ليس عربياً بل ان جد العشيرة اصله من المناطق المحاذية لتركيا ، و يعتقد انه اما مسيحي او يهودي ن و قد حدث ان هاجر الى هذه المنطقة بسبب النزاع بني عشيرته حول موضوع الزواج من العشائر الاخرى ، و قد قرر ان يقتل أي شخص يتزوج من عشيرة غير عشيرة البيكات … و ان يكون ذلك قانوناً تسير عليه كل العشيرة و افرادها ، حيث يسري على الرجال و النساء … و قد كان هذا يمثل الرجل الثاني في العشيرة بعد الشيخ الكبير ، و كان قاسياً جدا يحب القتل و سفك الدماء . و لا يملك الرحمة او الشفقة في غارات النهب و السلب ، فاذا اغار على قبيلة مجاورة فانه يجردها من كل ما لديها ، ثم ينكل باطفالها و يذبحهم … و قد كرهته العشيرة حين اقدم على قتل ثلاثين طفل من العشيرة لان امهاتهم من قبائل اخرى ، و كان يعاونه مجموعة من المجرمن في ذلك ن و لهذا فقد طردته العشيرة و قررت قلته ، و لكنه هرب الى منطقة تكريت و اسس عشائرها و هكذا تنامت .

 

الذخيرة

 

و قد كان الانجليزي يعتمدون عليه في قمع العشائر المناوئة لهم و حين شار العراق سنة 1920 بقيادة العلماء الاعلام لطرد الانجليز كان لعشائر تكريت موقف بعيد عن الوطنية ، و كانت الامدادات التي من المفروض ان تصل الى عشائر الشمال و خاصة (( تلعفر)) تنهب من قبل عشار البيكات بحجة المقاومة ، وبهذا فان معظم العشائر اتخذت طرقاً  و لكنها لم تتمكن من اللحاق بالمجاهدين الذاهبين الى الجنوب ، و ان عشائر تكريت قد تركت قتال الثوار ( الامر الذي اعدهم الانجليز له ) و فضلوا النهب و السلب لانه طريق سهل للغنيمة .

 

البيئة و الحضن

في ذلك المجتمع البدوي القبلي ولد صدام في سنة 1937 م ، و نشأ في ظل ابوين متشاجرين ، و ذلك لقسوة الاب في معاملة الام لانها كانت كثيرة النفور و طموحة لان تكون هي المسيطرة ، و لها اليد الطولى في البيت ، و كانت ترفض مساعدة العائلة في امور الحقل و الزراعة ، و قد اقدم الاب ذات مرة على طرد الام من البيت و كان عمر صدام انذاك 11 سنة ، و قد تبع والدته و لجأ معها الى دار احد الاقرباء و اسمه مشحن .

 

و بقى صدام ووالدته حوالي اسبوع ، و الاب لا يعرف مكانهم ، و كان يتصور انها ذهبت الى اعمامها في احدى القرى المجاورة لقرية (العوجة) ،و بينما الاب ذاهب الى عمله في الصباح اذ سمع احد اقربائه و كانه يعنيه و يعيره بزوجته … فملأت الشكوك  رأس الاب و كاد يفقد صوابه من زوجته ، فقرر قتلها و التخلص من عارها ، سواء ثبت ذلك ام لم يثبت ، حيث انه في كلتا الحالين خلاص لنفسه ووضعه منها ، فتوجه الى دار مشحن لينتقم من زوجته ، و ما ان اقترب من البيت حتى شاهده الصبي فاخبر مشحن بذلك ، فخرج كل من بالدار ، و قد تصايحوا ، و كادت تقع فتنة ، و كان صدام يميل نحو ابيه باعتباره صاحب الحق و في نفس الوقت الى امه بتأثير العاطفة ، و كان لهذا الموقف و ما تبعه تأثيره البالغ على نفس صدام ، و لنر ما حدث بعد ذلك … لقد ادخل مشحن الجميع في داره بفرض المصلحة و لكن الزوج كان مصراً على قتل الزوجة ، و التخلص من عارها ، و لكن مشحن و معه (( الرئيس )) وقفا موقفا معادياً للاب و حاولوا دفعه خارج البيت . و اسر صدام كلاماً الى احد اقربائه ( انني اعرف ان والدي هو صاحب الحق و انه كان غالباً ما يبدي النصح  و التوجيه الى امي و هي صاحبة المشكلة و اني اشعر ببغض  لها ، و لكن في نفس الوقت احب الارتباط بها لانها تجازف بحياتها ، و انا احب هذا النوع من الناس … و بقي الولد في دار مشحن الى ان مات ابوه ميتة غامضة .

 

و بهذا اصبحت الام اكثر حرية في التصرف بمستقبلها و ابنها ، و كان يعرف عنها كثرة الاسفار و التنقل ، فكانت غالباً ما تترك الولد في بيت خاله الذي كاله له بعض النفوذ داخل عشيرته ، و نشأ هناك و تربى مع اولاد خاله خلال السنة التي تلت موت ابيه، و هناك تعرفت الام على شخص ميسور الحال و تزوجت منه و كان هذا الزوج الجديد يعمل سائقاً في طريق بغداد – الموصل . و كان يصحب الولد دائما معه الى بغداد حيث اماكن اللهو و السمر ، ثم ولدت الام ابناً و اسمته برزان ، حيث شغل منصب مدير المخابرات العامة ، و له صلاحيات عامة في القتل و التعذيب ، كما دخل عدة دورات بهذا الخصوص كان اهمها في المانيا العربية و الاتحاد السوفييتي . و كانت الحملة التي شنها الحزب في العراق على الخط الفكري الاسلامي – كانت بقيادته  ، و كان هو المنفذ المباشر لعمليات التعذيب و ادراة السجون و المعتقلات . ( اما عن الام فيقال تزوجت مرة اخرى بعد ان طلقت من زوجها الثاني) . و هذا بقي الولد مع امه و زوجها و ان كانت لا تربطهم به علاقة قوية كما كانت علاقته مع خاله ( خاله هو خير الله طلفاح  و والد زوجته ، استعمل  صدام في تحقيق مرابه الاجرامية وهو شاب نزق و كانت له اليد الطولى في دفع صدام الى طريق الرذيلة و المخدرات )  ، فقد كان خاله دائم المتابعة له ، حتى بلغ القعد الثاني من عمره .

 

باكورة القاتل

 

و في ذات مرة تنازع الخال مع احد اقربائه اسمه سعدون التكريتي نتيجية كلمة قالها سعدون حينما تولى الخال منصبا في الحكومة فارسل الى ابن اخته و قال له ان الوقت وقت الثأر و استعادة ماء الوجه و فعلا اقدم صدام على سعدون و مزقه ارباً اربا ، ثم هرب الى بغداد ، و كان الخال قد وفر له كل وسائل الراحة و المال و غيره ، و قد عرفت العشيرة من قتل سعدون فقرروا ان ينبذوا هذا الشاب النزق ، و منعه من دخول المنطقة مرة اخرى  و بقى الولد في حوزة خاله الذي صرف عليه و على دراسته الى ان وصل الاعدادية و كان طالباً شرساً  في الاعدادية الكرخ للبنين ، و كانوا الاساتذة يتجنبونه لجفاوة اخلاقه و سوء طباعه ، و كان غالباً ما يتواجد في منطقة الجعيفر مع مجموعة من الاشخاص العاطلين عن العمل الذين كانوا يرهبون الناس بشراستهم .

 

اغتيال (( قاسم ))

و في هذه الفترة دخل صدام الى صفوف حزب البعث  و لم يعرف من الذي فاتحه للانضمام و لكن بعد فترة كان عبد الوهاب رمضان هو مسؤوله المباشر ، و قد كان دخول صدام الى الحزب محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم في فترة متقاربة .

 

و قد خطط الغرب لاغتيال قاسم بعد ان سن القانون رقم 80 الذي حدد الشركات الاجنبية في التنقيب عن النفظ ، و كانت الجهات الحزبية العاملة على الساحة تحب عبد الكريم قاسم ، و كان ايضا يملك شعبية واسعة ، لذا فكر الغرب ان قتل الرجل هو افضل الطرق ، و كانت المخابرات البريطانية هي المسؤولة عن ذلك باعتبار خطه كان خطاً مواليا لامريكا اكثر منه لبريطانيا ، و لم يكن أي حزب ليقبل على قتل قاسم لانه ذلك سيخلق كراهية شديدة من قبل الشعب لذلك الحزب ، لذا قرر قتله على ايدي مجموعة من المحترفين ، بينما يكون الشخص المدير مرتبطا ً بالحزب ، فبدا رجال المخابرات بالبحث عن الشخصية التي يمكن ان تقوم بهذا العمل ….

 

كان الشعب العراقي يدرك ان اعداء عبد الكريم قاسم هم القوميون و البعثيون ، و كان البريطانيون ينظرون الى ان سقوط شخصية قاسم وحدها كفيلة بتغيير النظام و لاتحتاج القضية الى انقلاب او احتلال او غير ذلك ، و افضل السبل لكي تستلم بريطانيا العراق هو قتل هذا الشخص ، و فعلاً فقد صرفت السفارة البريطانية مبلغاً من المال بواسطة (( احمد )) الذي كان يسكن منطقة الصالحية ببغداد وهو تاجر و ملاك ، و عن طريق هذا الشخص اتفق صدام و مجموعته مع البريطانيين ، و قد ذكر النائب الاول للسفارة البريطانية انذاك جورج ريمنكتون … ، ان المبالغ التي سلمت الى المجموعة هي مائتاً الف دينار عراقي ، صرف بعضها الى اصحاب الاماكن التي سيطلق منها الرصاص ، و بعضها الى جماعة محترفين وهم صدام و جماعته ، و قد استلم كل منهم عشرة الاف دينار عراقي ، بالاضافة الى مسدس و غيره ، و كان اولئك المحترفون يملكون خبرة واسعة في القتل و القنص حيث قضوا معظم جياتهم في هذا الطريق ، كما انهم دخلوا السجون عدة مرات من اجل المال الذي يسيل له لعابهم ، و صدام كان الواسطة بين احمد و بين المجموعة ، و من هنا كان لصدام تأثير كبير على المجموعة ، فقد اغدق عليهم اموالا لم يكونوا يتوقعونها …

 

السفر الى مصر

بعد ذلك سافر صدام الى مصر . و ذلك ما ارتاه له ريمنكتون ، كما اخبره ان هناك من سيستقبله في مطار القاهرة ،و حين وصل القاهرة كان في استقباله احد موظفي السفارة البريطانية انذاك و كان هيا له شقة مفروشة مع جميع مستلزماتها ، اضافة الىمبلغ كبير من المال و هيأ له فرصة التسجيل في الكلية ، لابعاد شبهات الناس عنه .

 

و بعد سقوط قاسم عاد الى العراق و التحق بكلية الحقوق بجامعة بغداد و قد عرفه الاساتذه – ليس بالتهور فقط – بل بانه حقود و ناقم و لا يحب الخير للاخرين و كان كثير العراك مع الطلبة المعارضين له ، و قد كُتب في ملفه السنوي انه لا يملك اخلاق الطالب الجامعي .

 

من هو (( جورج ريمنكتون))؟

و يشير هنا نفس المصدر ( جورج ريمنكتون) في وثيقته المحفوظة حاليا في المتحف البريطاني ، ان الراتب الشهري كان يترواح ما بين 80-200 دينار لكل فرد في العصابة ، و كانت كل معلومات هذه العصابة موجودة عند احمد و انا ( جورج ريمنكتون( ، و صدام ، ثم تطورت الامور و اصبحت العصابة تسمى عصابة (( قنيّ )) ( او حُنين ) ، و لم يكن مقدراً لها  ان تنضم الى حزب البعث ، لانه ليس في صالح الدور الذي سوف تقوم به ، في المستقبل .

 

ثم يضيف المؤلف قائلاً : ان انتقاء صدام لعملية كهذه كان لنا ربحاُ لا يقدر بثمن لاننا كنا نبحث عن شخص مقطوع النسب ذي عقلية خاصة تناسب دوره ووضعه ، و لو اننا لم نجد صدام فاننا سنخلق شخصية كصدام ، لانه هذه الشخصية تملك كل المؤهلات لقيادة هذه العصابة و مستقبلها المرسوم لها ، و صدام مناب جدا لاحتراف هذه المهنة ، فهو مشرد من قبل اهله ، ثم انه لا ينسى عقدة النقص الكبيرة في حياته وهي امه و ما رافقها من اعمال معينة ، ثم قتله لاحد اقربائه و هو لا زال في سن مبكرة ، اضافة الى غلظة المنطق التي يمتلكها وعدم تورعه عن القتل ، و هذه الحالة تجسمت بصورة واضحة حين دخل في تجربة ريمنكتون ، حيث يقول في كتابه ( ان الشخصية الوحيدة التي يعتمد على مؤهلاتها في تهجم الاهداف تساوي ثمن بلد بكامله ، فأننا من الصعب ان نجد شخصاً تتوفر فيه كل المؤهلات المطلوبة و الملائمة لوضع ذلك البلد و قد كان صدام يملك قسماً كبيراً منها و لكننا لان نعرف ما  اذا كان هو فعلا يمتلك هذه الروحية في كل المواقف ام انه في مواقف دون اخرى و لذك كان امامه ان يمر بتجربة لاثبات العكس .

 

و التجربة و الاختصاص

 

و فعلاً فلقد كان (احمد) هو الوسيط لان ينقل له بان هنالك تاجرا يملك في بيته الاف الدنانير و من السهل ان تسرق منه تلك الاموال …… و كلف صدام للقيام بتلك المهمة فوافق صدام و رتب هو مجموعته بان ينقضوا على بيت عبد الله التاجر المعروف الذي يتعاطى استيراد مواد البناء من الخارج اضافة الى الاقمشة الاجنبية …. فقد كانت ليلة الانقضاض  على هذا البرئ واحدة من ليالي الشتاء القارصه حينما قدم صدام الى داره الواقعه في المنصور في شارع (52) و طرق الباب في اوائل الليل فدخل الى داخل البيت بينما احاطت المجموعة بالبيت من الخارج ، و حين صار في داخل البيت اخرج سكيناً و مزق بها التارج ، و حين حاولت عائلته الاستغاثة كان مصيرهم كمصيره بعدها استدعى بقية الافراد للدخول.

 

و يقول احد الافراد انه لما دخل و راى الرجل الكبير و قد سبح في بركة دماء و عائلته قتلى و صدام متماسك الاعصاب ، فقد اخذه الشك ان يكون صدام هو القاتل و في هذه العملية تم سرقة كل الاموال التي كانت في البيت . ( المتحف البريطاني وثيقة 8\الملف225\الدرج336\L).

 

معلومات مهمة عن عصابة ( قني)

 

و قد ذكر شخص يعرف صدام جيدا و يسمى نفسه ( دكتور ع )  ذكر ان المحفل الماسوني ببغداد  الذي انشأه السفير البريطاني انذاك ، كان يضم اثني عشر شخصا اضافة الى خير الله الطلفاح ، و كان المحفل بشخصياته القليلة يمسك بزمام الدولة ، فاحد اعضائه يمسك بزمام الاقتصاد ، و الاخر بزمام التعليم و ثالث بغير ذلك … و الغريب وجود خير الله طلفاح لانه لم يكن يملك أي مؤهلاته  مع ذلك كان كثير الكلام شديد النبرة ، و بعد انشاء المحفل بفترة قصيرة نجد صدام قد التحق به ، و لم يرغب فيه احد كعضو لانه قد ينفعل مرة او يغضب فيتصرف تصرفات قد تضر بالمحفل ، و قد زال استغراب اصحاب المحفل حين جاء و كان قدومه برفقة السفير البريطاني نفسه ، و يرافقهم موظف من السفارة البريطانية ( يمكن ان يكون هذا الشخص هو ريمنكتون) . و بعد مغادرة صدام و خير الله طلفاح و الموظف البريطاني ، بقي السفير الايطالي ليوضح الامر فقال بلغته العربية :

ان المحفل الماسوني العالمي قد وضع خطة بعيدة المدى لهذا القطر ، و ان السياسات العالمية المختلفة قد بدأت تتجاذب هذا البلد و قد تقذف به الى ما ليس فيه الصالح . و هكذا فان الخطة قد وضعت بان نتحرك بصورة اعمق .و حين طلب بعض الحاضرين مزيدا من التوضيح و ما علاقة ذلك بوجود شاب صغير مثل صدام ، حينئذ اجاب انالمافيا لا يمكن التساؤل عن شؤونها و لا تجاوز تعليماته في كثير من الاحيان .

 

و يعتقد الدكتور ع ان صدام و عصابته كانوا على اتصال وثيق مع المافيا الدولية ، و ان الكثير من الاموال و التدريبات كان يقدمها رجال المافيا التي تعتبر عصابة (( قني )) جزءا منها ، كما انه يشير الى الارتباط الكبير بين الماسونية كفكرة عالمية و بين المافيا كحركة لها امكانيات ونفوذ في تغيير سياسات البلدان و السيطرة على حركة التجارة و الصناعة و السيولة النقدية .

 

ثم يضيف (الدكتور ع) انه لاحظ ان صدام و خير الله طلفاح كانت لهما اجتماعات منفردة مع السفير الايطالي و ريمنكتون ، و تدريجياً بدأنا نلاحظ ان صدام صار الاقرب الى قلب الرجلين ، ثم يقول : انني اعتقد ان عصابة (قني) قد طورت بواسطة المافيا الايطالية ، و ان المال الذي زود به الافراد كان من الحسابات العالمية للاجرام و القتل و تجارة المخدرات .

 

و من الجدير بالذكر ان صدام حين استلم الحكم فانه عمل على عز الماسونية ليظهر للرأي العام و لكل من عرف عن اتصالاته بانه ضد الماسونية . كما انه عمل على كسر ارتباطه بشخصيات ماسونية في خارج العراق . و قام بجملة كبيرة من الاعتقالات و التشريد للماسونيين حتى لم يبق منهم في العراق الا صدام و خاله . و زاد على ذلك بحملة اعلامية ضد الماسونية . و هو يبالغ في ابعاد تهمة الماسونية عن نفسه حتى صار ينطبق عليه المثل ( يكاد المريب يقول خذوني ) .

 

نيل الثقة

لقد كان صدام موضع احترام و تقدير عند ريمنكتون حسب ما يذكر هو ، فكان الوقت ملائما لكي يبثه بعض الاسرار و الامور المهمة جدا بعد ان اثبت انه متمكن من كل المؤهلات المطلوبة . ففكر الانجليز ان ينقلوه من الخطوة الاولى الى الخطوة الثانية و يفتحوا امامه ابواب الطريق الى المستقبل ، و ان يطرحوا امام ناظريه رؤيتهم المستقبلية للامور و فضل ريمنكتون ان يكون ذلك عن طريق اجتماع صدام مع شخصية كبيرة في حزب البعث كان انذاك خارج العراق و اقيم الاجتماع بين صدام و تلك الشخصية في تركيا ، و لم يذكر ريمنكتون من هذه الشخصية ، و لكون ( ميشيل عفلق) مؤسس الحزب و الذي اصبح صدام فيما بعد

الابن المدلل له، يبثه اسراره و اموره و وضعه ويعطيه كل مافي نفسه من افكار .

 

بالتقاء صدام مع عفلق فتحت  صفحة جديدة من مقدرات الاحداث في المنطقة ، و كان لصدام ثقل عند عفلق و الغرب لسببين : العصابة التي تحيط به ، و شخصيته المعقدة ، و صدرت الاوامر الى صدام بتقوية هذه العصابة و بلا حدود  حتى صار لديها كل وسائل التخفي و اساليب الارهاب و كانت الاموال تغدق عليهم بشكل مدهش و لهذا السبب استهوت كثيراً من العاطلين المتسكعين في الجعيفر و غيرها ، و كان صدام قد فرض سيطرته على هذه المجموعة لكونه المصدر المالي لهم ثم انه كان يفوقهم في حب القتل .

 

البراءة من الحزب

 

و في الستينات اعتقلته حكومة عبد الرحمن عارف اثناء الحملة التي شنها بعد الانقلاب 1963 على البعثيين .

كانت نسبة البعثيين قليلة بالمقارنة مع الشيوعيين والقوميين و الوجوديين و غيرهم ، فكان سهلا على عبد السلام عارف  ان يلتقطهم و كان ينوي تأديبهم و ليس الانتقام منهم … كان بين من قبض عليهم احمد حسن البكر و صدام نفسه ، و قد قضى فترة في سجن الامن العام ، ثم في سجن الفضيلية ، و يروي شاهد عيان اسمه عبد الرحمن ( وهو يعرف صدام شخصيا) يقول كنا مجموعة من مختلف التنظيمات و الاحزاب السياسية و الدينية و كنا في سجن الفضيلية غالبا ما نتناقش في مواضيع عامة تخص الفكر التنظيمي ، فكان صدام غالبا ما يسحب نفسه من النقاش الجماعي ،و بعد ذلك يحاول ان يناقش كل شخص على حدة و يستعمل معه اسلوب التهديد و الوعيد و الكلام غير اللائق ، و على ذالك اصبح عزولا عن كل الفئات ، لعدم صفاء نيته تجاهنا ، و من المتعارف عليه ان شخصية الانسان في السجن تاخذ مكانها من خلال الصمود الذي يبديه المعتقل امام جلاديه ، و كيف يستطيع ان يتفادى الاعتراف ، و لذلك فان كل شخص يراقب الاخرين فيما لو اعترف منهم احد ، و حين جاء دور صدام كان الكل مستبشرين بذلك ، و السبب هو قرب انهيار شخصية حقودة ، اضافة الى انهيار التنظيم البعثي الذي وثق بها . و لما استدعي للاعتراف ، فبمجرد ان ضرب ضربة واحد لا غير حتى قدم اسماء كل البعثيين في العراق ، و من جملتهم مسؤوله الحزبي ( عبد الوهاب رمضان) و الذي قتله صدام بحادث سيارة في 74 م .

 

كيف حدث انقلاب 1968 م ؟

في اواخر ايام ( عبد الرحمن عارف ) كان هنا ترقب مشوب بالحذر الكبير من قبل السفارة البريطانية في بغداد للانقضاض على هذه ( اللقمة الشهية ) و هي العراق و كان ( جوب ريمنتكون ) لولب الحركة و قطبها بينما كان ( صدام ) ذخيرة ( ريمنتكون ) لذلك الامل .

 

و كان ( ريمنكتون ) العقل المفكر للانقلاب الذي كان فعلا غاية في الدقة و بعد النظر و ذلك للاسباب التالية: –

1-     اعتماده على عناصر قوية جدا في حكومة ( عبد الرحمن عارف ) مثل ( عبد الرزاق النايف و ابراهيم الداوود و حردان التكريتي ) حيث كان الاول مدير للمخابرات العامة و الثاني امر قوات القصر الجمهوري و الثالث هو قائد القوة الجوية ، اضافة الى ترتيب الامور مع ( طاهر يحي) رئيس الوزراء انذاك حيث انه من العشيرة التكريتية الموصلة لاستلام الحكم . و هؤلاء لم يكن املهم الحصول على مناصب اعلى مما هم عليه بل ان ريمنكتون اقنعهم بان هنالك انقلاباً على وشك الحصول سيقضي عليهم جميعا ما لم يستلموا الحكم حالاً و يزيحوا عبد الرحمن عارف .

2-     اختياره لعناصر من مختلف الاتجاهات الموجودة في ذلك الوقت حيث كان القوميون و المعتدلون و اليساريون اضافة الى البعثيين … و كان كل هؤلاء يشتركون في التصور القاضي باستثمار الفرصة قبل ان تفلت .

3-     عدم اشراك من يعتمد عليهم في المستقبل وهم صدام و عصابته في تنفيذ الثورة خوفا  من فشلها و الذي سيؤدي الى كشف هذه المجموعة و بالتالي تخسرهم بريطانيا .

4-     اختيار حزب البعث والذي يتمتع بعدة صفات تؤهله لذلك : –

أ‌-       امتصاص القوى المعارضة للمد الشيوعي الذي استشرى في 1959 و لحد تلك اللحظة .

ب‌-   خبرته في الحكم التي اكتسبها في 8 شباط 1963 و لحين انقلاب 18 تشرين .

د- امتلاكه لعناصر تحمل روح الشقاوة و القتل منتظمين بشكل مجموعة مستعدة في حالة الطوارئ وهم صدام و عصابته .

هـ – ثقة الغرب بحزب البعث كحزب مطيع و منفذ لما يؤمر به و ذلك خلال تجربة الغرب مع الحزب في سوريا .

و – ثقة العالم المسيحي و الكنيسة بالتجمع البعثي الذي اتخذ ( ميشيل عفلق قائدا روحيا له .

 

و هكذا حدث الانقلاب و لم يكن لـ(صدام) دور يذكر فيما لوقورن بالاخرين . و لتمشية ايام معدودة حتى كان المخطط ان تكون العناصر التي قادت الانقلاب الفعلي في عداد الذين لا يؤسف لمقتلهم ، بعد بيان القاء رئيس الجمهوري انذاك ( احمد البكر) . و كان صدام من جملة الذين وقفوا الى جانبه وهم يحملون بنادق الكلاشنكوف .

 

عصابة قني

 

و قد تمير هذا الدور بالمجهود الذي بذلته السفارة البريطانية في تقوية صدام و عصابته بشكل تدريجي و غير ملفت للنظر ، فكان اول ما قامت به هو ارسال صدام و عشرين شخصا من عصابته الى المانيا الغربية مدة 10 ايام من كل شهر للتدريب على عدة امور اهمها : –

حرب العصابات ، حرب الشوارع ، وسائل التعذيب الخ … ، و كانت هنالك طائرة خاصة تنقل هؤلاء و هي نفس الطائرة التي تنقل ريمنكتون في سفره الى لندن خلال كل شهر و لقد عملت العصابة الشئ الكثير لتثبيت الحكم و تركيز اسسه لان المبدأ الذي سارت عليه هو ( كل انسان متهم حتى تثبت براءته) فهم يعتقلون أي شخص كان مهما كانت درجة احتمال معاداته لهم فيعذبوه عذابا شديدا. و بهذا الاسلوب استطاع الحزب ان يتخلص من اعدائه بشكل سريع و ان يبث روح الخوف و الارهاب في نفوس الشعب . نرجع الى حديث العصابة فالذي ينهي التدريب يرجع الى المخابرات او الامن العام او الاستخبارات لمحقق في تلك الاماكن ووضيفته نزع الاعترفاات و تعذيب الناس و ازهاق الارواح البريئة من ابناء العراق الطيب ، و يا لها من مآسي يشيب لها الصغير و يهرم منها الكبير .

 

الرجل مريض

 

كان صدام يعتمد بشكل دائم على اطباء اجانب مستقدمين من الخارج ، ففي سنة 1979 استقدم اعظم طبيب في اوربا لمعالجة الارق الذي حلق به و الذي افقده القابلية على تذوق الطعام ففقد شهيته كان ذلك الطبيب من السويد وهو عالم نفساني له بحوث و مؤلفات كثيرة في علم النفس و في العلاج النفساني و كان مقر الاطباء في مستشفى ابن سينا و التي اصبحت خاصة له و لعصابته . و لقد استدعي هذا الطبيب الى مكان (صدام) بالذات كما طلب هو الطبيب و استدعي مترجم خاص فطلب الطبيب ان يتحدث هو معه مباشرة بدون الحاجة الى مترجم لان الامور النفسية من الصعب معرفتها عن طريق المترجم حيث انها تحتاج احتكاك مباشر …. فابتدأ يسأل بعض الاسئلة باللغة الانجليزية حيث ان صدام يعرف فليلا منها ، ثم استرسل باللاسئلة عن حياته و طبيعة عمله لان الطبيب لم يكن يعرف انه يعالج صدام اعلى شخصية في العراق ، ثم استرسل معه بعض الاسئلة و ايضا قام يتكلم صدام حول القتل و الاعدام و التعذيب لانها عقد موجودة فعلا في داخله و انها السبب الاساسي في كل ذلك فهاج الطبيب من سماع الاخبار و فضل ان يرجع الى وطنه لانه لا يمكنه معالجة هكذا انسان ،و بعدما خرج من القصر اعتقلته عصابة صدام ثم قتلته و ارسلت رسالة السفارة السويدية في بغداد تخبرهم بانه مات بالسكتة القلبية و دفن مما حدا بالحكومة السويدية ان ترسل مذكرة احتجاج  شديدة الى كورت فالد هايم و الى كل الدول تستنكر هذا العمل الاجرامي ضد عالم مشهور من علماء النفس ، و عندما قلل عدد او قلص عدد الدبلوماسيين في السفارة السويدية في العراق و طالبت السويد تعويظاً قدره 150 ميلون دولار ووضعت محامي خالص لذلك و حكمت المحكمة لصالح السويد و دفع العراق المبلغ … و بقي صدام يتعالج نفسياً تحت ايادي اخصائيين من دول مختلفة و خاصة الطبيب زوكرماني الاستاذ في جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة الامريكية وهو يهودي صهيوني استدعاه ريمنكتون لهذا الغرض .

 

و كان من اهم الامور او التحولات الي ادت الى المزيد من سوء الامور هو استلامه رئاسة الجمهورية بصورة فعلية ،و اصبح بعدها الرجل المطلق بلا منازع . لقد كانت سابقا مسارعة نصفية بينه و بين الرئيس احمد حسن البكر .

و في اول اجتماع له مع اعضاء مجلس القيادة طرح صدام قضية اعدام الـ 300 شخصية من المفكرين ، و كان من ضمنهم المفكر الكبير السيد محمد باقر الصدر)عذبه صدام بيديه الاثمتين و عذب معه اخته الفاضلة بنت الهدى حتى فاضت الروحان الطاهرتان الى بارئهما) و ان يجري الاعدام في نفس اليوم و امرهم بالتوقيع على ذلك ، فحدث لغط كبير في الاجتماع ، اعدام هؤلاء ليس بالامر الهين و لا يكون بجرة قلم ، فتصدى عدنان حسين الحمداني طالبا من صدام ان يدرس الموضوع و لا يستعجل فيه ، و ان يفكر كيف يكون التبرير الذي يقدم لهذا العمل ، ثم اضاف : ان فكرت ان تعدمهم فافعل و لكن اترك السيد الصدر ، لانه رجل علم و حكمة و له وزن كبير لا في الاوساط العراقية فحسب – بل في العالم الاسلامي كله ، ثم اننا يجب  ان نعمل من اجل الشعب و ليس ضده. ثم تكلم محي حسين بكلام مشابه لذلك . و هكذا حدثت ضجة في القاعة ، فقاطعها صدام بصياحه الشديد ، و اتهم كل واحد منهم بتهمة ، فهذا رجعي و ذاك متباطئ و الثالث طائفي و الرابع جبان … و هددهم و تصايح معهم و امتد الاجتماع الى الساعة الثانية بعد منتصف الليل ، ثم قال كلمة اخيرة : ان الرؤوس العفنة يجب استئصالها . و بعد انتهاء الاجتماع رجع كل الى بيته ، و تقول زوجة احدهم : ان زوجي عاد ليلتها وهو مهموم ، و حاولت ان اهدئه و ازيل بعض همومه ، قال : ان هذا الرجل يريد بي شرا و لا اتصور انه سيتركني …. و ماهي الا ساعة حتى سمعنا اطلاق النار ، و لما حول زوجي معرفة مصدر النار وجد ان عصابة صدام تتبادل الاطلاقات مع الحرس الخاص ببيتنا ، ثم دخلوا البيت و اعتقلوا زوجي و عذبوه تعذيبا شديداً هو و الباقين . ثم طلب منهم صدام ان يظهروا على شاشة التلفزيون ، و يدعوا ان هناك مؤامرة وهم مشتركون فيها ، لتكون هذه ذريعة لاعدام العلماء … و بالمقابل سوف يدعهم يعيشون خارج العراق كسفراء او ممثلين او كحالة بقية المغضوب عليهم و لكنهم رفضوا رفضا قاطعا و جاوبوه جوابا غليظاً .. عدا محي عبد الحسين الذي اجاب له كل ما يريد ، و فعلا فقد اخرجه امام  الملأ ليعترف …و بعد اعترافه قتله .. و بعدها طرد صدام كثيرا من اعضاء القيادات و اعدم جميع من يتوقع ان يتحرك ضده او ضد ارائه ، و هكذا خيم الخوف على كل الوزراء و المسؤولين الاخرين .

 

كيف يتصرف صدام في الاجتماعات الدولية؟

 

من المعروف عن صدام انه كثير التردد في حضور الاجتماعات الدولية و خصوصاً مع رؤوساء الدول الغربية و دول العالم الثالث و انه لا يرغب في ان يجلس على طاولة المباحثات معهم بل يفضل ان يرسل احد معاونه في هذا الامر و نفس الوضع يمكن ان ينطبق و ممكن ان يلاحظ  حينما يعقد مؤتمر القمة العربي او غيره من الاجتماعات التي تضم شخصيات سياسية بارزة و المعروف عنه انه كان يفضل السكوت على الافصاح و هذا طبعا منطلق من النقطة السابقة في ان الرجل لا يستطيع ان يعرض افكارا آنيه لان المجموعة التي تصنع الخطاب غير موجودة انذاك و ان الفكر فارغ من ان يعرض اراء بنوع من الشجاعة . و في احدى جلسات مؤتمرات القمة كان احد الزعماء الفلسطينيين يتكلم عن الوضع الاسرائيلي و موقف الدول العربية منه كما تكلم غيره من الرؤوساء ايضا ثم اشار القائد الفلسيني في نهاية مناقشته و قال اننا لم نسمع رأي العراق فلو تفضل سيادة النائب ( صدام ) في اعطاءنا نبذة موجزة عن موقف العراق من الاحداث على الساحة الدوليه و رأيه عما توصلنا اليه من قرارات فسكت الحضور و هكذا القاعة بانتظار رأي سيادة النائب صدام فتململ ثم حاول ان يطلق بعض العبارات و يعرض رأيه في النقاش و قد لاحظ وزير الخارجيه ذلك فتناول اطراف الحديث محاولة منه في اخاء ارتباك سيادت النائب ثم توجه القائد الفلسطيني ليقول لصدام بالذات : (( ماهي موقفك الواضح و الصريح من منظمة التحرير الفلسطينية .. لماذا صادرتم الاسلحة التي كانت المنظمة تستعملها في تدريب افرادها في بغداد … ؟ لماذا عتقلتم افرادها و صادرتم اموالها و ممتلكاتها ….. ؟ و لكن سيادة النائب كان عاجزا تماما عن الكلام … اخافها في نفسه حتى عاد الى بغداد و امر بشن  حملة اغتيالات كبيرة لعناصر منظمة التحرير الفلسطينية كسعيد حمامي و عز الدين قلق و غيرهم و كذلك يلاحظ زيارة صدام الى الاقطار الاجنبية قليلة جدا و تعتبر من اقل الزيارات التي قوم بها رئيس دولة عربية هو غالباً ما يدعو رؤوساء الدول الغربية لزيارة العراق و ذلك كسباً لشعبيته و تقوية لمركزه و قد كان معظمهم الزياره .

 

كيف يتصرف صدام في الاجتماعات الحكومية؟

 

اما بالنسبة لاجتماعات القيادة القطريه او الاجتماعات الحكومية فانه يحضر الاجتماع في المكان الذي حدده هو على الاعضاء ان يحضوروا و لا يحق لاي منهم  حضور الاجتماع بمفرده او بسيارته بل ان هنالك سيارات خاصة تنقله الى مكان الاجتماع ، و حينما يبدا يتحدث فانه يبدا بكلام ملؤه التهديد والوعيد او تصاغ له نكتة مبطنة بالتهديد و التخويف … .