من قانون الحرس ( الوطني ) إلى مؤتمر الدوحة صفحات مكشوفة من التآمر

بقلم: علي جابر الفتلاوي

من قانون الحرس ( الوطني ) إلى مؤتمر الدوحة صفحات مكشوفة من التآمر
علي جابر الفتلاوي
بدأت فصول المشروع الأمريكي الصهيوني لتقسيم العراق منذ الغزو الأمريكي للعراق في 2003 ، ومنذ ذلك التأريخ لغاية يومنا هذا، نرى في كل يوم صفحة أو أكثر من صفحات هذا المشروع التقسيمي، إبتداء من وضع بنود الدستور، حتى محاولة تشريع قانون الحرس ( الوطني ) بصيغته الطائفية التقسيمية، وحتى انعقاد مؤتمر الدوحة الطائفي في قطر الذي ضم مجرمين متهمين بالإرهاب وعناصر من حزب البعث الدموي .
للأسف الدستور العراقي أسس للتقسيم باسم الفيدرالية، وقد دفع المحتل الأمريكي والكرد إلى تثبيت بند الفيدرالية في الدستور لغاية في نفوسهم، أيدهم في ذلك مجموعة من السياسيين النفعيين الذين لا تهمهم مصالح العراق بقدر إهتمامهم بمصالحهم الحزبية والشخصية، وهؤلاء السياسيون الذين يقاتلون من أجل المنافع والمناصب هم اليوم من أوصل البلد إلى حالة من الفوضى واللامسؤولية وشيوع ظاهرة الفساد المستشري من القمة إلى القاعدة، إذ نرى الكل يقرّ بوجود الفساد والكل يبعده عن ساحته، إذن من هو الفاسد ؟؟!!
أمريكا منذ غزوها العراق تعيش في (( أضغاث أحلام ))، في كل مرّة تطرح لعبة جديدة عسى أن توصلها إلى هدف التقسيم، والساسة الأمريكان مجبرون عن قناعة أو غير قناعة على ممارسة هذا الدور المفروض عليهم من اللوبي اليهودي الصهيوني المسيّر من الماسونية العالمية.
تعيش أمريكا وإسرائيل في أحلام بائسة خائبة ومعهم ذيولهم من الحكام العرب إضافة إلى السلطان التركي أردوغان، فالجميع يحلمون بتقسيم العراق إلى دويلات طائفية وقومية، وكذلك تقسيم سوريا وهذه هي رغبة إسرائيل، وعلى أساس هذا الحلم ( الضغث ) شنت أمريكا وإسرائيل مع حلفهم الشيطاني من حكام المنطقة عدوانهم على العراق وسوريا من خلال صنيعتهم داعش وغيرها من منظمات الإرهاب، ولا ننسى الدور البريطاني في تصنيع منظمات الإرهاب المنتمية جميعها إلى الفكر الوهابي المنحرف عن الإسلام الأصيل، وذلك لأن المؤسسة الرسمية البريطانية مصنعة في دهاليز الماسونية المظلمة إضافة إلى الحكومات الغربية الأخرى، لقد تجاوزت الأحلام الأمريكية الصهيونية الحدود والمعايير والأعراف، إذ أخذ حلف الشيطان يحلم بتأسيس دولة طائفية سنية ما بعد داعش تمتد من الأردن وجزء من سوريا المجاور للأردن مع ضم المحافظات في غرب العراق التي تقطنها غالبية سنية، والتي يراد تشكيل الحرس ( الوطني ) فيها، إذ ستزود أمريكا هذا الحرس الطائفي في المحافظات الغربية لو تشكل مختلف أنواع الاسلحة بتمويل خليجي لفرض الإنفصال عن العراق، ثم الانضمام إلى الدولة الجديدة التي تريد أمريكا وإسرائيل إنشاءها باسم ( المملكة العربية المتحدة ) ليتوج ملكا عليها ملك الأردن الحالي (عبد الله )، وقد سال لعاب صبي الصهيونية العربي لهذه اللعبة الجديدة، إذ تلقى دعما ماليا من السعودية للسير في خطوات هذا المشروع الطائفي، وفعلا دعا الملك الأردني العشائر السنية الأردنية وقال لهم لابد من دعم عشائر السنة في العراق وسوريا، كخطوة تمهيدية لهذا المشروع الصهيوني.
أما إسرائيل فإنها تدعم بقوة هذا المشروع ومعها أمريكا والحكام العرب التابعين للمحور الأمريكي الصهيوني، إذ تحلم إسرائيل وأمريكا أن تكون هذه الدولة الجديدة حاجزا قويا بين إيران وإسرائيل، علما أن شمال العراق أيضا مؤمّن كحاجز بين إسرائيل وإيران لأن الدولة الكردية التي يسعى مسعود البرزاني لتأسيسها ستكون حاجزا آخر يؤمّن حدود إسرائيل، وكل هذه اللعب تجري من أجل أن تقرّ عيون إسرائيل ! ولهذا السبب نرى المشروع الأمريكي يؤكد على تفتيت سوريا أيضا إلى دويلات استكمالا لمشروع تأمين حدود إسرائيل، فأين أنتم أيها الحكام الأعراب يا من تدعون العروبة والإسلام ؟ إنكم ستنفذون هذه المشاريع التدميرية للمسلمين والعرب رغم أنوفكم، لأنكم تعملون عمال خدمة عند أسيادكم الذين يحمون عروشكم من غضب الشعوب .
في كل مرة نرى صفحة أو أكثر من صفحات التآمر على العراق يكشفها الشعب والمخلصون من إبنائه القادة في الميدان السياسي والجهادي، فيتصدى لها هؤلاء المخلصون لتمزيقها وتعريتها أمام الجماهير، آخر صفحات التآمرعرض ثلاث لعب كل لعبة تكمل الأخرى من أجل تحقيق حلم أمريكا وإسرائيل في التقسيم، الأولى طرح مشروع ما يسمى الحرس ( الوطني ) في البرلمان العراقي، وعجبي من الحكومة العراقية كيف وافقت ورفعت هكذا مشروع طائفي تقسيمي إلى البرلمان سيشعل نار الفتنة الطائفية بين مكونات الشعب العراقي فيما لو تحقق ؟
لقد تبنى هذا المشروع بعض السياسيين الطائفيين، وأصحاب المنافع الشخصية والحزبية والمتهمون بالفساد الذي ينخر جسد الدولة العراقية، والذين يطمحون تحقيق مصالحهم الذاتية من خلال مشروع الحرس ( الوطني ) .
والصفحة الثانية التي جاءت متزامنة مع طرح مشروع الحرس ( الوطني )، ما نشاهد اليوم من فتح حدود الدول الأوربية للمهاجرين من الشعبين العراقي والسوري حصرا، بعد أن صدرت الأوامر من اللوبي اليهودي الصهيوني العالمي إلى حكومات دول المجموعة الأوربية لاستقبال اللاجئين العراقيين والسوريين لإفراغ العراق وسوريا من الطاقات الشابة، مستغلين الظروف الصعبة التي يمر بها العراق وسوريا، علما أن الظروف الصعبة هذه هي من خلق أمريكا ومحورها من دول الأقليم الطائفية وما صنعوا من منظمات إرهابية، الغاية منها إيصال الشعب العراقي إلى حالة من الجزع حتى يقبل بالتقسيم .
إن حكومات أوربا عندما فتحت حدودها للمهاجرين العراقيين والسوريين في هذا الوقت بالذات لم يكن اعتباطيا أو صدفة، بل توافق مخطط التهجير مع صفحات تآمرية أخرى محسوبة ومُعدة مسبقا، إذ جاءت الخطوة الأوربية متزامنة مع طرح مشروع الحرس ( الوطني ) ومع عقد مؤتمر ( الدوحة ) الطائفي الذي ضم شخصيات إرهابية وبعثية مطلوبة للقضاء العراقي، وانضم إليهم سياسيون عراقيون مشاركون في العملية السياسية، كلهم متوافقون مع المشروع الأمريكي الصهيوني الهادف تقسيم العراق.
فصول المسرحية الأمريكية الصهيونية الجديدة واضحة المعالم، إذ تتكون من ثلاث صفحات أو فصول، الصفحة الأولى فتح الحدود الأوربية للمهاجرين العراقيين والسوريين وتشجيعهم على الهجرة لإفراغ العراق وسوريا من نسبة كبيرة من السكان خدمة لمشروع التقسيم، والصفحة الثانية طرح مشروع الحرس ( الوطني ) الذي يكرّس الطائفية والتقسيم ويخلق الفتن بين أبناء الشعب الواحد، لغرض مناقشته وإقراره في مجلس النواب، مع الضغط الأمريكي على الكتل السياسية لأجل التصويت على المشروع الفتنوي، والصفحة الثالثة عقد مؤتمر الدوحة لاستثمار نتائج الهجرة الجماعية، والحث على تشريع قانون الحرس ( الوطني ) السيء الصيت .
هذه ثلاث صفحات مترابطة جاءت في توقيت متقارب، وكل صفحة تخدم في نتائجها الصفحة الأخرى، ونتائج الصفحات الثلاث تصب في خدمة المشروع الأكبر والأهم وهو مشروع تقسيم العراق