من اين لكم هذا؟؟؟
حسن حاتم المذكور
1 ـــ سؤال معلق في حنجرة الواقع العراقي, لكم انتم لقطاء الزمن الذي لا يخجل, من اين لكم كل هذا وذاك وفي الهناك, متى زرعتم وحصدتم وعرق جبينكم, هل كنتم يوماً من اب وام عراقيين, وقد مسختكم المذاهب والأعراق, الى كيانات عاقة, تمسك ذيولها الأطماع والمصالح الدولية والأقليمية, وتسمون الخيانة والعمالة قيم جهادية, تمتلكون حق الغاء واجتثاث المكونات التي سبقتكم, والتي لولا عراقة تاريخها لما كان العراق, هكذا كجراد صحراوي همجي, اخترقتم جغرافية ما بين النهرين, افترستم حضارات اصحاب الأرض, وتركتم عليها فضلات التخريف والشعوذات وشرائع الموتى, هل استبقيتم من اوصاف الوضاعة والأنحطاط, مفردة واحدة لا تليق بكم, او خيط من المصداقية, يجمع بين ضمائركم الفاسدة وسلاطة السنتكم؟؟؟.
2 ـــ جميعكم من مدعي تمثيل المكون الشيعي, مروراً بمدعي تمثيل المكون السني, حتى مدعي تمثيل المكون الكردي, تحاصصتم العراق سلطات وثروات, ولم تتركوا للمكونات التي تدعون تمثيلها, غير الجوع والأذلال, وعبر عمليات تزوير غير مسبوقة, صادرتم اصوات الضحايا, وخلف ستار الأستحقاق الأنتخابي, استوليتم على الدولة وتحاصصتم مؤسساتها, واذا ما رفع المواطن اصبع الرفض, يتم اخضاعه بالذخيرة الحية, بعد الأحتلال الأمريكي والأجتياح الأيراني عام 2003, كوكلاء تعهدتم للأثنين بتنفيذ اقذر المهمات, فكنتم (جميعكم) الأجدر على تنفيذ الخيانات, من بينها تمزيق وتحاصص العراق, سلطات وثروات وجغرافية وارث حضاري, وفتحتم على المجتمع العراقي, ابواب جهنم الأحقاد والكراهية والفتن, وجعلتم من النكبة الراهنة, حاضر اسود ومستقبل مجهول.
3 ـــ مواطني محافظات الجنوب والوسط, يجترون علف الأنتظار لعودة الغائب (عج), قد تعلن عنه المراجع غير المنتظرة, في خطبة جمعة قادمة, ربما بعد الف عام, مواطني المحافظات الغربية, تبحث في سكراب المستهلكات البعثية, عن خليفة داعشي يستورث الرسالة الخالدة, للقائد الضرورة المقبور بلا عودة, مواطني المحافظات الشمالية, يجترون انفسهم في انتظار دولة كردستان العظمى, قد ينفجر بركانها, من مخيلة الأرصدة العملاقة لقادة الحزبين الرئيسيين في اربيل والسليمانية, وكأسراب نمل فاقدة رشدها, يزحف العراقيون خلف هذا وذاك بلا جدوى, واوهامهم تتكسر واحدة تلو الأخرى, على صخرة الجوع والجهل والأوبئة والأذلال, لا خيار لهم غير دفع دمائهم, ثمن للتغيير والأصلاح لأستعادة الأمن والعدل والمساواة, فكان الأول من تشرين 2019, استجابة وطنية من ساحات التحرير في الجنوب والوسط, ستشعل عاجلاً حرائق الجوع, في المحافظات الأخرى.
4 ـــ سقطت الأقنعة عن وجوه مثلث النكبة العراقية, تعرى لصوص التاريخ عن فضائحهم, ومعهم دستور الفتنة وديمقراطية الخدعة, ولم يبقى الا الحقيقة العراقية, يهتف بها جيل الحياة الجديد, “نريد وطن” , بعد التجربة المريرة للسبعة عشر عاما الأخير, اقتنع العراقيون, ان مطالبة السارق بأعادة المسروق الى اصحابه, عبثية تشويش وضياع وقت بالنسبة للساحات المنتفضة, خاصة اذا كان السارق قد ارتكب جرائم ابادة, ومن اصبح سارقاً لأهله, خان وطنه اولاً, العراقيون المحاصرين بين ايران وامريكا’ عليهم اعداد انتفاضتهم لمهاجمة الأقرب والأخطر, وعندما يتحررون من داخلهم الأيراني, سيجبرون خارجهم الامريكي, على احترام عصر الثورة العراقية, والألتزام بتبادل المصالح, دون المساس بالسيادة الوطنية, انه عراق الجيل الجديد.
08 / 05 / 2020
mathcor_h1@yahoo.com