تئن بغداد تحت وقع معاول الهدموالتخريب بين أمين فاسد إلى آخر افسد,يتناوبون لإنهاء صلاحيتها للعيشالبشري, فبعد الفاسد “صابر العيساوي” حل”نعيم عبعوب” كأفسد أمين لبغداد وأغباهمعلى الإطلاق, فهو لم ينجح في خدمة أهاليالمدينة كما نجح في إضحاكهم وإثارةسخريتهم وحنقهم عليه, وبرع في إطلاققنابله الفكاهية القادرة على إشغالالآخرين من الخوض في ملفات فساده أوتقليب الصفحات الخفية لهول الفساد فيالأمانة, حتى غدا “عبعوب” حديث الساعةللبغداديين والعراقيين عموما ودخلكمحور مهم في نقاشاتهم, فانصرفوا عنحديث الدمار والخراب الذي حل بمدينتهمعلى يديه وانهمكوا في تحليل شخصيتهوالتندر على فكاهاته, فيصفه البعضبالساذج الفاسد الذي أتت به المحاصصة منمجاهل الأرياف لينقل بيئته الريفية الىبغداد وينجح في تحويلها الى قرية كبيرةتسرح فيها الأغنام والماشية والكلابالسائبة وتمرح, وتغرق في النفاياتوالأوحال والمياه الآسنة وسرقةتخصيصاتها, فيما يذهب آخرون الى ابعد منذلك بوصفه كأحد أدوات النظام السياسيالفاشل ووسيلة من وسائل نظرية الإلهاءلإشغال العراقيين عن عظائم الأموربتوافهها, وإبقاءهم في دوامة الحديث عنالفاسدين من الذين عاثوا فسادا في الأرضدون حسيب ولا رقيب ليقوم بتدمير البنىالتحتية الاقتصادية والبشرية باسمالفساد, ومهما اختلف العراقيونبتوصيفاتهم عن “عبعوب” إلا إنهم متفقونجميعا على انه من افسد الفاسدين, وانالأوان قد حان لتتحرر بغداد من عبعوبهاوتعود لأحضان أبناءها مع حلول حكومةجديدة وضعت من أولوياتها مكافحة الفساد.ومع تراكم ملفات الفساد ضد “عبعوب” إلاانه مازال يحتفظ بمنصبه وكأن حاضرةالدنيا بغداد خلت من كفاءاتها, فيماتلوح في الأفق بوادر لاستبدال “عبعوب “بعبعوب آخر لا يقل عنه فسادا وتبعيةللحيتان الكبيرة التي تستغل هؤلاءالصغار للنهب المنضم لصالحهم, فالبديلالذي طرحه ائتلاف دولة القانون الذي يصرعلى أن يكون المنصب من حصته هو أيضا غيرمؤهل لإدارة شؤون المدينة رغم طرح اسممرشح آخر يحظى بدعم اغلب الكتل النافذة,حيث تدور خلف الكواليس السياسيةمفاوضات وسجالات لإزاحة “عبعوب” وطرحالبديل الذي يمكن أن يحظى برضا وتوافقالكتل السياسية, ومن ابرز الأسماءالمطروحة على طاولات النقاش عضوي مجلسمحافظة بغداد “سعد المطلبي” عن دولةالقانون, و”محمد الربيعي” عن دولةالمواطن, ومع “المطلبي” فان مصير بغدادلن يكون بأفضل حالا بوجوده امينا لها,فهو سيكون امتدادا لنهج “عبعوب”وإمكانية الحيتان الكبيرة من التحكم بهوتوجيهه للسير في نفس طريق سلفه, وسيرتهالذاتية تدل الى ذلك, حيث بدأ مشواره معدولة القانون كمتعهد تظاهرات يوفر بضعةعشرات من الشباب العاطل لقاء اجر معين,ثم يندس بهم بين المتظاهرين ليتحدثباسمهم ويشتت قيادة التظاهرةالحقيقيين, فعلها مرارا خاصة قبل وبعدتظاهرات “25 شباط 2011”, ثم أنيطت به مهامالتسقيط السياسي وإشعال نيران الفتنلتصفية خصوم دولة القانون من خلال تغذيةوسائل الإعلام وصفحات التواصلالاجتماعي التي يديرها بالأخبارالكاذبة والمفبركة عن الخصوم, وقدأستخدم مهارته في التسقيط للنيل منمنافسه على منصب أمين بغداد “محمدالربيعي” حين استغل مشاجرة بين احدأفراد حمايته مع احد المواطنين لينشرتصريحات مغلوطة عن الواقعة للنيل منه.تغيير “عبعوب” بات ضرورة لا تقبلالتأجيل, خاصة بعد صدور أمر استدعاءقضائي بحقه مع أمين بغداد السابق “صابرالعيساوي” منذ أكثر من شهر على ملفاتفساد قديمة, وما زالا يرفضان الانصياعلأمر القضاء, فيما يكمن خطر آخر يتطلبالإسراع في استبداله, وهو إننا علىأبواب إقرار الموازنة العامة للسنةالجديدة, ومن المحتمل جدا أن تختفيتخصيصات الأمانة المالية إذا ما خرجالمنصب عن “ائتلاف دولة القانون” وحظي بهمرشح دولة المواطن “محمد الربيعي”, بونفسالطريقة التي اختفت فيها الموازنةالعامة بعد فشل المالكي في نيل الولايةالثالثة, وكما اختفت تخصيصات محافظةبغداد لاخفاق محافظها السابق الاحتفاظبمنصبه بعد انتخابات مجالس المحافظات.رئيس الرابطة الوطنية للمحللينالسياسيين