منزلة الحقيقة عندنا منزلة الخداع عندهم
ثامر حميد

إلى الصديق قصي البلداوي
حول مقولة جيفارا:
“في الأوقات التي يسود الخداع فيها العالم يصبح قول الحقيقة فعلا ثوريا”
عزيزي قصي
في البدء لا ضير من الإشارة إلى أن المقولة تمثل واحدة من التجارب الحياتية والثورية لواحد من أعظم الثوار الذي عرفته البشرية. والآن لنسأل: من الذي يمارس الخداع في عالمنا بل من الذي يقوده على المستوى الكوني والذي لم يتغير منذ زمن جيفارا؟ بعد كل الذي عشناه نحن العراقيون من حصار وتجويع وتدمير على يد الأمريكي هل بتنا بحاجة لأن نقول أنه الجزء الأكثر عدوانية في العالم الرأسمالي ألا وهي الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين بدرجات متفاوتة ولكنها متسقة عموما. والملفت للنظر في الأمر أنه بينما تتزايد باضطراد اعداد الناس من شعوب العالم الغربي التي لم تعد تثق بحكوماتها وإعلامها المضلل والكاذب راح مثقفونا وأكثرهم كانوا شيوعيين يروجون لكل الأكاذيب التي تصدر عن الولايات المتحدة وضد من؟ ضد أبناء شعبنا ممن وهبوا حياتهم دفاعا عن شعبنا ضد واحدة من أكثر ظواهر العالم تخلفا وظلامية اي الإرهاب القاعدي ثم الداعشي الذي لم يعد حتى الغربيون المنصفون يشكون أن للغرب يد في خلقهما هم وبعض حلفائهم الخليجيين. لقد دفع الحشد الشعبي بكل فصائلة المناضلة 40 ألف شهيد دفاعا عن الشعب ولم يطلب مكافئة من أحد فهل بعتبر بعضنا أن هذا العدد من الشهداء رقم منسي من بين الأرقام الكثيرة المتداولة بالعراق اليوم حيث اصبحت أرقام الدولارات الداخلة والخارجة هي الأغنية الأكثر رواجا في العراق فتهنا بين “الربطة والشدة والدفتر” تلك المقادير الدولارية التي لا زلت لا أميز بينها؟
و السؤال الذي لا بد منه: لماذا تعادي الإمبريالية الأمريكية الحشد؟ لأنه ببساطة يمثل خط الصد الأول ضد مشاريعها ولأنه هو الذي أسقط مشروعها لإعادة احتلال العراق والتحكم بقراره. ماذا الذي يمكن أن نتوقعه من المشروع الأمريكي لو ساد في العراق؟ هل تظن أنهم معنيون بتحقيق أحلام مثقفينا الذين كما يقول لينين “باعوا مبادئهم من اجل صحن من العصيدة” بمجتمع مدني يفتح الطريق أمام ولوج طريق التطور الصاعد؟ إنها إما أحلام عليل أو لهفات جامع مال.
ماذا فعلت أمريكا بدول كثيرة منها من وقع بحبها راغبا وآخر مكرها قبلنا بعقود من الزمن؟ أمريكا الاتينية التي خضعت للهيمنة الأمريكية لأكثر من مائة سنة بعد ان حولها المبشرون الغربيون إلى مسيحية يفترض بها أن تشاركهم قيمهم فأفقروها وهي الغنية بعد ان نهبوا ثرواتها وحكموا (بتشديد الكاف) بمصائرها عملائهم؟ إعطني بلدا واحدا، وهي كلها تقريبا اختطت طريقا للتنمية يرتبط بمراكزالرأسمال الغربي، اصبح بلدا ناجحا؟ لا زالوا ليومنا هذا يدفعون ثمن الهيمنة الإمبريالية بفقر وتخلف. أنظر للبرازيل أكثرها تصنيعا وليس تطورا. تسود فيها أحياء الفقر والبطالة والمخدرات وغيرها من مظاهر التحلل وقارنها بكوبا التي ترزح تحت حصارمنذ 60 سنة. تمتلك كوبا نظاما صحيا من بين الأفضل في العالم من ناحية شموله كل السكان وتكلفته المتدنية بينما نصف الشعب الأمريكي بدون تغطية صحية كما يقول الرجل الثوري الذي يندر أمثاله في يومنا هذا جورج غالاوي. هل سمعت بإصابات كورونا في هذا البلد؟ هل تعرف لماذا لا ينقل الغربيون أخبارها؟ لأنها تفضحهم رغم ضعف مواردها.
وماذا فعلت الولايات المتحدة الأمريكية في جنوب شرق آسيا في فيتنام ولاووس وكوريا وفي تايلند والفليبين؟ ألم تكرس التخلف في صفوف شعوبها التي حكمتها زعامات حليفة لها والتي هي ايضا بدات تنفض عنها النفوذ الأمريكي؟ لقد ترك الجيش الأمريكي نصف مليون عاهر في فيتنام الجنوبية عندما غادرها مندحرا ومع بعضهن أطفالا لا معين له و لا أب وكانوا قبل الثورة الكوبية حولوا كوبا إلى مركز للقمار والدعارة وتجارة المخدرات.ويدعي البعض أنها طورت كوريا الجنوبية ولكن هذه كذبة. الصحفي الخبير والمحلل السياسي البارع التونسي كمال بن يونس كان زار كوريا الجنوبية في الثمانينات قال في مجلس ضم صحفيين عرب أن الكوريين الجنوبيين الذين التقاهم انزعجوا من القول أن الولايات المتحدة قد طورت بلدهم وردوا بأن أحدا لم يطورهم بل طوروا أنفسهم باجتهادهم وعملهم.
وماذا حل بأوكرانيا التي أدارت فيه المخابرات المركزية انقلابا معاديا لروسيا لصالح الغرب؟ أليست سلسلة لا تنتهي من الأزمات. لقد دمر الغرب الصناعة الأوكرانية التي كان 80 بالمائة من انتاجها يذهب للسوق الروسية عندما رفض دخولها لأسواقه باعتبارها متدنية النوعية واستولى على المصانع ذات القيمة بثمن يقل مائة مرة عن ثمنها الحقيقي وانحط المستوى المعيشي فيها إلى مستوى الكفاف لدى شرائح واسعة من المجتمع الأوكراني وهاجر الأوكرانيون بالملايين لبلدان أوربا بحثا عن عمل وحياة أفضل بعد أن كان مستوى الدخل فيها أعلى من روسيا عندما كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي حيث تركزت فيها الكثير من الصناعات بما فيها الصناعات الحربية.
وفي منطقتنا العربية ماذا فعلت الولايات المتحدة؟. لن نتحدث عن فلسطين ذلك الجرح النازف والذي اصبح مع الأسف ليس من اهتمام الثوريين العرب ومنهم الشيوعيين العراقيين الذي جاء يوم شكلوا فيه في منتصف السبعينات فصيلا مسلحا لدعم فلسطين واصبحوا اليوم ينظرون بعين اللامبالاة لمن يتحدث عن دعم النضال الفلسطيني. هؤلاء عندما هاموا على ووجوهم هربا من عسف البعث لم يجدوا من العرب حتى تلك التي كانت تعادي نظام البعث العراقي من يحتضنهم غير الفصائل الفلسطينية في لبنان فوظفتهم في مكاتبها وأسكنتهم ديارها. اين رد الجميل ولو بالموقف؟
لنأخذ تجربة مصر بعد عبد الناصر واستلام السادات السلطة بانقلاب على أنصار عبد الناصر. ماذا اصبحت بعد بضع سنوات فقط من حكمة ومن ثم حكم مبارك بعد أن أصبحا حلفاء للولايات المتحدة؟
كانت مكتفيا من الغذاء فاصبحت مستورد له بل تعتمد بدرجة كبيرة على إعانات القمح وغيرها من المعونة الأمريكية والتي قالت خبيرة مصرية ان ¾ ما يسمى بالمساعدة الأمريكية كانت تصرف كمخصصات لموظفين أمريكيين ترسلهم وكالة التمنية التنمية الأمريكية للإشراف على كيفية صرف أموال “المساعدة”.
كانت نسبة الأمية في أواخر أيام عبد الناصر تقارب الصفر فاصبحت تقارب 85 بالمائة بين النساء وقرابة 60 بالمائة بين الرجال في الريف المصري والسبب بالطبع هو انتشار الفقر الناتج عن تدميرالزراعة وإعادة الإقطاع.
كانت بلدا مصنعا يحتل مرتبة متقدمة ليس بين الدول العربية وحسب بل بين بلدان العالم الثالث واعتبر مؤرخ روسي أن درجة تطور مصر في ذلك الزمن (الستينات) كان يفوق مستوى كوريا الجنوبية وهذا يعني أنها كانت متقدمة على الصين وكنا نحن في العراق نستورد من مصر السيارات والباصات (اسمها نصر) وادوات المطابخ والبرادات والأغذذية المعلبة وكثير من السلع وكلها مصنعة في مصر وبشكل عام كانت قريبة جدا من بلوغ الاكتفاء الذاتي بكل شئ. اين الصناعة المصرية الآن مقارنة ببلدان آسيوية مثل الفلبين وتايلند وفيتنام وماليزيا ولن اقول كوريا أو الصين ؟
لم تكن مصر في زمن عبد الناصر مديونة بفلس واحد للبنوك الغربية فأصبحت في عهد مبارك مديونة بأكثر من 100 مليار دولار. وماذا عن الأموال التي هربت إلى خارج مصر؟ قال الراحل محمد حسنين هيكل أنها تكفي لسداد ديون مصر كلها. وماذا عن مليارات مبارك وأبناءه والموجودة في بنوك الغرب؟ لقد وجدوا في الحساب البنكي لعبد الناصر عند وفاته 5 جنيهات مصرية لا غير.

وماذا عن التطور الفكري والثقافي ألم تكن مصر قبلة العرب الثقافية والفنية والسياحية؟ اين هي الآن من ذلك. وقائمة التردي أطول بكثير من ذلك. هذا هو حصاد ما سمي وقتها سياسة الانفتاح التي دشنها السادت والتي استبدل بها الصداقة مع روسيا بالتحالف مع أمريكا. واصبحت مصر تابعة في سياستها الخارجية لدول خليجية لم يكن لها شأن زمن عبد الناصر و كانت قائدة على مستوى العالم الثالث بفضل سياستها التحررية وتطورها الاقتصادي والاجتماعي والفكري. لقد فتح السادات ومن بعده مبارك العلمانيين حليفي أمريكا الباب أما تغلغل الفكر الوهابي حتى إلى جامعة الأزهر وصرنا نرى رؤوس النساء المحجبات تملأ شوارع المدن المصرية بعد ان كانت رمزا للمدنية في زمن عبد الناصر. لم يفعل ذلك “الإسلام السياسي” كما يحاول البعث إيهام الناس.
وماذا تفعل الولايات المتحدة الآن للبنان؟ إنها تجوع شعبه من خلال إجبار أثرياء لبنان على تهريب أموالهم وضغطت على البنك المركزي لمنعه من بيع الدولار لتسبب انهيارا في سعر صرف الليرة اللبنانية التي وصلت إلى 5000 بعد أن كانت 1500؟ لماذا؟ لأنها لم تستطع فرض إرادتها على الرئيس اللبناني ورئيس حكومته وعلى الشعب بأن يحولوا بلدهم إلى عدو لإيران وحزب الله وكانت قد نجحت إلى حد ما بفضل رجالها في لبنان في منع لبنان من أن يبني علاقات طبيعية مع جارته الكبيرة سوريا ورئته التي يتنفس منها والتي كان لبنان جزءا منها قبل أن يسلخها الفرنسيون عنها في وقت هي بأمس الحاجة إلى هذه العلاقة بسبب أزمتها الاقتصادية. و لا أدري كيف لم تضغط على حكومة الكاظمي لمنعه من إرسال وزيري النفط والزراعة إلى لبنان لعقد اتفاقات تقوم على تبادل النفط بسلع ومنتجات زراعية وصناعية وليس في ذهني من سبب غير أنها أرادت أن تمنع لبنان من يلجا لسوريا حيث لا نفوذ لها بينما تسطيع أن تؤثر على القرار العراقي وربما تمنعه عندما تشاء. كيف كان رد الشعب اللبناني على السياسة الأمريكية تجاه بلدهم ومنهم الشيوعيون؟ لقد هيئوا استقبالا رائعا لرئيس هيئة القيادة المركزية للجيش الأمريكي الجنرال ماكنزي الذي زار العراق وصرح بلغة الواثق بما لم يقله السيد الكاظمي من أن الحكومة العراقية سوف تطلب من القوات الأمريكية البقاء. حاصر الوطنيون اللبنانيون مطار بيروت لمنعه من الخروج فاضطرت الحكومة إلى نقله بطائرة هيليكوبتر بل وأضطروا السفارة الأمريكية لإلغاء احتفال كانت تهئ له في ذكرى الهجوم الذي حصل على مقر المارينز في بيروت سنة 1983. وكيف كان موقف الشيوعيين اللبنانيين؟ كانوا مع شعبهم وضد سياسة الولايات المتحدة وسمعت عضوا في الكتب السياسي للحزب يتحدث من محيط مطار بيروت ليهاجم السياسة الأمريكية بنفس العبارات الثورية التي كان يستخدمها الشيوعيون العراقيون والتي تخلوا عنها لصالح الليبرالية. هل عفى الزمن على ذلك القائد الشيوعي واصبح خطابه من الماضي؟ لا يا سادة فقد كان شابا يقارب الثلاثين ولكنه لم يكن شيوعيا مخادعا أو مخدوعا. ما هو موقف شيوعيينا من الولايات المتحدة ومن الحشد؟ السكوت على الوجود العسكري الأمريكي بعد أن سكتوا على كل جرائمه والغمز واللمز لجهة الحشد الذي كان يقاتل بينما كانوا هم يتظاهرون في ساحة التحرير ضد الحكومة هم وحلفائهم.
وماذا عن إيران؟ لمذا نصبح أعداء لإيران؟هل لأن أمريكا تريد ذلك؟..في زيارة له لواشنطن سأل صحفي امريكي نيلسون مانديلا: لماذا تتخذون أشخاصا مثل ياسر عرفات والقذافي اصدقاء لكم؟ فرد مانديلا: أن مشكلة الصحفيين الغربيين (وأظن أنه قصد السياسيين الغربيين لأن صحفيي الغرب هم صدى لحكوماتهم) يعتقدون أن أعدائهم يجب أن يكونوا بالضرورة أعدائنا مضيفا أن هؤلاء كانوا قد وقفوا معنا وساعدونا في وقت لم يكن معنا أحد.
وبناء على قول مانديلا نسأل: من وقف معنا غير إيران لصد الهجمة الداعشية؟فهل نكافئها بالعداء لأن الولايات المتحدة تريد ذلك بناء على اعتبارت خاصة بها لا شأن و لا مصلحة لنا بها؟
قد تقول لأن إيران تتدخل بالشان العراقي فأسأل: كيف تتدخل؟
نحن نعرف أن الأساليب التقليدية والمؤثرة في التدخل والتي يتبعها الغربيون هي التحكم في القرار المحلي بالنسبة لعملائهم أو التأثير في القرار الوطني بالنسبة للبلدان غيرالحليفة والذي يأتي عن طريق التلاعب بنتائج الانتخابات عندما يكون ذلك ممكنا كما حصل في الحالة العراقية أو التأثير والتضليل الإعلامي كما يحصل في البلدان المستقلة عن النفوذ الأمريكي..أي من الوسائل اتبعت إيران للتدخل في العراق؟يعرف حتى العراقي العادي وهذا ما سمعته من شاب عراقي في إحدى الفضائيات أن الانتخابات الأخيرة قد زورت بواسطة نظام الإعلامية الذي كانت تتحكم بع شركة كورية اتخذت الإمارات مقرا لها وهي الوحيدة التي كانت تمتلك كلمة المرور للدخول إلى بيانات الهيئة العليا المستقلة (إسما لا عملا) للانتخابات و لا يستطيع أحد أن يقول ان الشركة لم تكن تعمل لصالح الولايات المتحدة. أين يد إيران بذلك؟
لديها رجال سياسة حلفاء لها ويصفهم البعض أنهم عملاء إيران…
إذا كانت إيران البلد الوحيد الذي وفر لهم ملاذا عندما هربوا من العراق فهل هذا يجعل منهم غير وطنيين أو عملاء؟ وفق نفس المنطق نستطيع أن نعتبر سكرتيرالحزب الشيوعي رائد فهمي عميلا لفرنسا لأنه لجأ إليها ودرس فيها وحيدر العبادي عميلا لبريطانيا والآخر في هولندا… وهكذا نجد أنفسنا أمام قائمة طويلة من العملاء فيتساوى هذا بذاك فلماذا الاستثناء؟
إن إيران تستخدم بعض فصائل الحشد الشعبي كمراكز نفوذ…
هل إيران هي التي اسست الحشد الشعبي؟لقد سلحت الحشد الشعبي ومدته بالخبرات القتالية ضد داعش فهل كان خطأ منها أم خطأ من الحشد؟ولماذا لم تمده الولايات المتحدة أو دولة عربية حليفة لها، لنقل مصر، بالسلاح والخبرة علما بأنه كان يقاتل من تعتبره الولايات المتحدة عدوا لها؟
لقد انتهت مهمته ويجب أن يحل…
إذا كانت مهمته قد انتهت ولم يعد هناك إرهاب لماذا لا تغادر الولايات المتحدة العراق خاصة وأن هناك قرار من البرلمان يقضي بخروجها؟
إن بعض فصائله المسلحة تقلق الوضع الأمني…
كم هو عدد المدنيين العزل التي قتلهم الجيش الأمريكي وشركات الأمن منذ احتلاله للعراق وكم هو عدد الدور والجسور والبنايات التي دمرها القصف الأمريكي؟ التقارير المستقلة تقول قتل مئات الآلاف ودمر الجيش الأمريكي جزءا كبيرا من الأنبار والموصل وهو “يقدم الدعم الجوي” للقوات العراقية فأي دمار وأي قتل ارتكبه الحشد الشعبي مقارنة بما فعله الأمريكي؟ لقد سرق الحشد ثلاجة في صلاح الدين وماذا في ذلك إذا كان يقاتل بجو شديد الحرارة ولم يكن لدى مقاتليه مياه باردة ؟ !!!
ولأصحاب الذاكرة القصيرة نقول لقد دمر الجيش الأمريكي بالقصف الجوي أرتال الجيش العراقي المنسحبة من الكويت في 1991 مستخدما اليورانيوم المنضب وقتل 100 ألف جندي وكانت الحرب قد انتهت وأعلن عن وقف العلميات القتالية. و لا شك أن هؤلاء الجنود المنسحبون كانت غالبتهم الساحقة من ابناء الجنوب. فهل ذكرهم أحد وطالب بدمائهم؟
بعض فصائل الحشد تقاتل في سوريا إلى جانب النظام.
في سوريا حول سلاح الطيران الأمريكي مدينة الرقة إلى أنقاض وينشر جنوده ويقيم القواعد العسكرية بدون دعوة من الحكومة السورية يقوم بسرقة النفط السوري جهارا فأي تأثير يحدثه على توازن القوة وجود بضعة أنفار من المقاتلين العراقيين (وأكثرهم انتشر في الأماكن المقدسة) قياسا إلى القوة الروسية أو الإيرانية المتواجدة هناك؟
الحشد يعادي إسرائيل ولسنا بحاجة لذلك..
قال عبد المهدي أن الولايات المتحدة اعترفت بأن الطيران الحربي الإسرائيلي هو الذي قام بقصف مواقع الحشد الشعبي….حدث ذلك داخل العراق وليس على حدود سوريا مع إسرائيل…
وعلى مستوى آخر: أين الحقيقة فيما تتهم به الولايات المتحدة روسيا بالتاثير على نتائج الانتخابات الأمريكية والصين بنشر وباء كوفيد-19 وسوريا باستخدام أسلحة كيمياوية مستندة بذلك إلى روايات الإرهابيين وإيران بتطوير قدرات نووية رغم أن 14 تقريرا لوكالة الطاقة الذرية تحت رئيسها الراحل أكدت أن لا أنشطة نووية محظورة دوليا تقوم بها إيران وكوريا لا أعلم بماذا ؟
ولن أقول شيئا عما يجري داخل أمريكا فمواقع التواصل فيها فيض من ذلك.
فهل أصبح معرفة أين الخداع واين الحقيقة صعبا علينا وماضي أمريكا في العراق لوحده فيه ما يكفينا ويزيد؟
ثامر حميد