قوائم الإصلاح وإجراءات الحكومة
أحمد صقر العبودي
” حين تفشل جميع محاولات الاصلاح، و تتحول الجهود المبذولة, إلى سلسلة من الاحباطات والانتكاسات المتلاحقة، فان المطلوب هو, القيام بمراجعة تربوية شاملة، جريئة و صريحة و فاعلة” مفكر ومؤرخ تربوي أردني.
شُنَّت حَملة سياسية بلباس شعبي, تدعو للإصلاح ومحاربة الفساد, قادها التيار الصدري, بزعامة قائده السيد, مقتدى محمد صادق الصدر, وتعاضَدَ معه الحزب الشيوعي, وبعض ما يطلق عليهم, منظمات المجتمع المدني, ليستبشر شعب العراق, بالمستقبل الزاهر الذي ينتظره, لو تسنم هؤلاء الحكم.
تجاهل أغلب العراقيين المشاركين بالانتخابات البرلمانية, ماضي كل حركة سياسية, فالتيار الصدري كان معارضاً قوياً, للوجود الأمريكي وغير معترف بمجلس الحكم, كما أنه متهم باغتيال, السيد عبد المجيد الخوئي, داخل الصحن الحيدري الشريف, وخلال عام 2005 قام أتباع الصدر, بحرق كافة مكاتب المجلس الأعلى الإسلامي, كما أنهم سيطروا بغفلة من الزمن, على أغلب الأراضي الفارغة, وبعض الفرق الحزبية, لتكون ما بين عشوائيات, وحسينيات ومكاتب صدرية.
مع أن التيار الصدري, يمتلك من يمثله بالجمعية الوطنية, بنائبين هما, بهاء الأعرجي وفتاح الشيخ, وثمانية أعضاء في البرلمان العراقي, ما بين عام 2006- 2010, لتزداد نسبة عضويتهم في البرلمان العراقي, إلى 40 نائباً حتى الدورة الإنتخابية 2014- 2018م, تسنم عدد من أعضاء التيار الصدري, عدة مناصب وزارية, منذ حكومة السيد إبراهيم الجعفري مروراً بحكومتي السيد جواد المالكي, وصولاً لحكومة السيد حيدر العبادي, وكانوا خلال تلك الفترة, يقودون تظاهراتٍ وصفت بالمليونية, مطالبين رئاسة الحكومات بتوفير الخدمات, مع أنهم من المشاركين بكثافة, في الوزارات الخدمية ولم يقم, وزراؤها بما هو مطلوب منهم, واستشراء الفساد في تلك الوزارات, دون أي عملية مكافحة.!
شهدت حكومة السيد العبادي, دخول البرلمان ومكاتب رئاسة مجلس الوزراء, من قبل المتظاهرين, بقيادة التيار الصدري, ومشاركة كثير من أتباع أحزاب وحركات سياسية, منهم الحزب الشيوعي الذي تحالف, مع الصدريين في الانتخابات الأخيرة, مع أنهم كانوا يشجعون, على صفحات أتباعهم بمقاطعة الانتخابات, ورفع شعار” شلع قلع كلهم حرامية” وبعد فوزهم ب 50 مقعداً برلمانياً, وتحالفهم مع تيار الحِكمة الوطني, أخذوا بالتحالف مع جهاتٍ أخرى, وبالرغم من أنهم, يرفعون شعار المعارضة, بتحالف الإصلاح والإعمار, أخذوا بفرض ترشيح وزراء بحكومة عادل عبد المهدي.
قام التيار الصدري بتكوين محاكم خاصة, لتظهر من مكتب النجف, قوائم بالمتجاوزين على المال العام, من أراضٍ وممتلكات حكومية, وبدل تسليمها للجهات الأمنية, صدرت أحكام على أشخاص, كانوا حتى وقت قريب, من المًقربين لزعيم التيار الصدري, فهل هي عملية تنظيف داخلي؟ أم أنه تكتيك حديث, للسيطرة على دعاية الإصلاح, واللعب على الحبلين؟ السيد عادل عبد المهدي, لم يتفوه بتصريح عن حرق المول النجفي, ولم نلمس تحرك لسيطرة القانون, وتقديم الفاسدين إلى القضاء.!
يقولُ زيد الرحباني وهو فنان لبناني:” في ناس بينهم وبين الفهم, سوء فهم” وعلى ما يبدو أن أرباب المصالح, لا يريدون لأحد أن يفهم ما يجري, كي تدوم الاستفادة الشخصية والحزبية, في عراقنا الحبيب, يحدث كل شيء إلا الإصلاح, لسببٍ بسيط جداً وباختصار, إن المسيطر على مصدر القرار, هم أقطاب الفاسدين والذين وصفهم, كبار الساسة بالمافيات والحيتان.
“رأيت الناس خداعاً إلى جانب خداع, يعيشون مع الذئب ويبكون مع الراعي.” بديع الزمان الهمذاني/ كاتب وأديب عربي, استوطنت أسرته مدينة همذان, فهل ستنقلب سائرون على الحكومة, قُبيل انتخابات مجالس المحافظات القادمة كعادتها, من أجل الاستحواذِ على مجالسها؟